شاي الجبل هو شاي عشبي خالٍ من الكافيين بصورة طبيعية. يُعرف المشروب العطري أيضاً باسم "شاي الراعي" أو "شاي الجبل اليوناني"، ويشار إليه في اليونان باسم "تساي تو فونو"، التي تعني باللاتينية "شاي الجبل".
عادة ما يتم تخمير هذا المشروب باستخدام الزهور والأوراق والسيقان المجففة من نبات السديريات، الموجود في مناطق جبال البحر الأبيض المتوسط في اليونان، والتي تعد أكبر مستهلك لشاي الجبل، وكذلك في ألبانيا وبلغاريا ومقدونيا. كما يتم تصديره حول العالم.
نتيجة للفوائد العديدة للنبات، تم استخدام أعشاب شاي الجبل اليوناني قديماً في العصور الوسطى لمداواة الجروح التي تسببها الأسلحة الحديدية أثناء المعارك.
ينمو نبات السديريات البرية الذي يتم استخلاص شاي الجبل اليوناني منه على ارتفاعات عالية تزيد عن 3200 قدم، ويزدهر مع الشمس في درجات الحرارة القاحلة شديدة الارتفاع.
بشكل عام، فهو لا يحتاج إلى الكثير من التربة أو الماء أو الرعاية للبقاء على قيد الحياة. ونظراً لنموه بشكل أساسي على المنحدرات الصخرية على جوانب الجبال، يتم حصاده في كميات صغيرة.
ولعدة قرون، كان الرعاة اليونانيون في الجبال يخمّرون شاي الجبل أثناء رعايتهم لأغنامهم، لذلك أطلقوا عليه لقب "شاي الراعي اليوناني" أيضاً.
مذاق شاي الجبل اليوناني وفوائده الصحية
يشبه مذاق شاي الجبل، المستخلص من نبات السديريات المعمر والمزهر، الطعم الزهري الترابي الذي يحتوي على حلاوة طبيعية بنسبة قليلة. وهو بشكل أدق يشبه مذاق مزيج النعناع والبابونج والحمضيات الممزوجة معاً.
وبالنسبة للفوائد الصحية لشاي الجبل اليوناني، فهي كالتالي:
يعزز المناعة ويعالج نزلات البرد
استخدم الإغريق القدماء شاي الجبل كمشروب طبي عشبي. حيث أشاد الفيلسوف اليوناني أبقراط الذي احترف الطب، بفوائده على جهاز المناعة والجهاز التنفسي، بحسب موقع All Recipes للمنوعات والأغذية الصحية.
وفي اليونان والعديد من الدول حول العالم اليوم، يتم استهلاك الشاي الجبلي في أغلب الأحيان في فصل الشتاء، وذلك لمكافحة نزلات البرد والإنفلونزا بسبب قدرته على تعزيز المناعة بشكل طبيعي.
مشروب غني بمضادات الأكسدة
يحتوي شاي الجبل على مستويات عالية من مضادات الأكسدة والبوليفينول والزيوت الأساسية، بما في ذلك مركبات الفلافونويد.
وقد وجدت إحدى الدراسات العلمية أنه بفضل مستوياته القوية من مضادات الأكسدة، فإن شاي الجبل قوي مثل الشاي الأخضر في تعزيز دفاعات الجسم المضادة للأكسدة ومنع الإجهاد التأكسدي، وهو ما يكسب الجسم القدرة على تعزيز الاستجابة المناعية كمضاد للالتهابات، والمساعدة في الهضم، وحتى منع هشاشة العظام.
شاي الجبل اليوناني ومرض الزهايمر
بدأ الباحثون أيضاً في التحقيق في إمكانات الشاي الجبلي كسلاح ضد التدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في السن وتداعيات الشيخوخة على الصحة العامة.
وبالفعل، أظهرت دراسة حديثة أن مقتطفات من نبات شاي الجبل اليوناني يمكنها أن تساعد في الوقاية من داء الزهايمر والخرف.
ووفقاً لمجلة مرض الزهايمر الأمريكية، فإن تناول شاي الجبل اليوناني له تأثير إيجابي على الظروف العقلية والمعرفية للأشخاص الأصحاء أيضاً.
يعمل على تحسين المزاج وتعزيز التركيز
الشاي الجبلي اليوناني يحارب الاكتئاب واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وفقاً لعدد من الدراسات المحدودة.
وفي دراسة ألمانية تم إجراؤها في المختبر، ونشرتها مجلة Greek Flavors اليونانية للغذاء الصحي، فإن الشاي له تأثير محسّن للمزاج من خلال ضمان بقاء مادة السيروتونين الكيميائية في الدماغ لفترة أطول.
إذ يتضح على الحيوانات المعملية أن مستخلصات النبات لها تأثير علاجي نفسي محتمل مثل مثبطات امتصاص السيروتونين والدوبامين، ويمكن استخدامه لاضطرابات القلق والاكتئاب ونقص الانتباه.
وتؤثر مكونات الشاي الجبلي أيضاً على اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من خلال إطالة مدة بقاء الدوبامين، الناقل العصبي المسؤول عن اليقظة، بالإضافة لمهام أخرى، في الدم لفترة أطول، وبالتالي يمكنه دعم المصابين بطريقة طبيعية دون الحاجة للعقاقير.
الآثار الجانبية لشاي الجبل ومحاذير الاستخدام
لا توجد آثار جانبية معروفة أو آثار سلبية لشاي الجبل اليوناني تقريباً، فهو خالٍ من الكافيين بشكل طبيعي، لذا يمكن الاستمتاع به في أي وقت من اليوم.
ومع ذلك من الضروري تجربة المشروب في جرعة محدودة للغاية، والانتظار لمدة 24 ساعة لمعرفة ما إذا كان الجسم قد يطور أي رد فعل تحسسي تجاه النبات.
وفي حين أن العادات الشعبية والطب التقليدي في دول البحر الأبيض المتوسط تشجع على تناول شاي الجبل اليوناني أثناء الحمل والرضاعة، فمن المهم ملاحظة أنه لم تتم دراسة أنواع شاي الأعشاب لمعرفة تأثيرها على النساء الحوامل أو على الجنين ومراحل النمو الطبيعي، أو على التأثيرات بعيدة المدى على صحة الطفل وقدرته على التطور بشكل طبيعي.
لهذا السبب، يجب تناول جميع أنواع شاي الأعشاب بحذر من قبل النساء الحوامل أو اللاتي يحاولن الإنجاب، والانتظار حتى استشارة الطبيب المتخصص قبل الاستهلاك لمعرفة كافة التأثيرات المحتملة.