يعتبر زيت جوز الهند من أكثر الزيوت شهرة، إذ إنه يعد أساسياً في مجال العناية بالبشرة والشعر ومنتجات التجميل. كما أنه اكتسب سمعة حسنة في مجال التغذية والطهي في السنوات الأخيرة لعدة أسباب، منها طعمه اللذيذ وطريقة التسويق له على أنه بديل صحي للزيوت الأخرى.
ورغم كثرة الادعاءات التي تقول بأن زيت جوز الهند مغذٍّ وصحي أكثر من غيره من الزيوت في الطبخ والغذاء، إلا أن للعلماء رأياً مختلفاً خاصة بعد الدراسات الحديثة التي تنصح بتناوله باعتدال.
زيت جوز الهند.. دهون مشبعة بالكامل
تحظى هذه الفاكهة الاستوائية اللذيذة بشعبية كبيرة في العديد من دول جنوب شرق آسيا. ونظراً لأن هذه البلدان بشكل عام معروفة بانخفاض معدلات الإصابة بأمراض القلب، فقد انتشر افتراض أن زيت جوز الهند هو السبب.
لكن ما يجهله الكثيرون هو أن زيت جوز الهند هو عبارة عن دهون بنسبة 100%، و92% من هذه الدهون هي من النوع المشبع الذي لا يجب أن يشكل أكثر من 10% من السعرات الحرارية اليومية التي نتناولها، لأن هذا النوع من الدهون يرتبط بارتفاع الكوليسترول وضغط الدم.
من الناحية التغذوية، تحتوي ملعقة كبيرة من زيت جوز الهند على 130 سعرة حرارية و14 غراماً من الدهون، 13 منها مشبعة.
وإذا أردنا مقارنته بزيت الزيتون مثلاً، تحتوي ملعقة واحدة من زيت الزيتون على 120 سعرة حرارية و14 غراماً من الدهون، اثنان منها فقط مشبعان.
بين مؤيد ومعارض، ما هي فوائد ومخاطر تناول زيت جوز الهند وفقاً للعلم؟
يعتبر دخول زيت جوز الهند إلى عالم الحميات الغذائية والطبخ جديداً نسبياً. وتوجد الكثير من الفوائد المفترضة له، والتي لم تدعمها أي دراسات طويلة المدى أو واسعة النطاق.
من ناحية الفوائد، يحتوي زيت جوز الهند على مضادات الأكسدة وخصائص مضادة للالتهابات وبالتالي درء البكتيريا والفيروسات المسببة للأمراض. ومع ذلك، يتفق العديد من الخبراء على أنه يجب استخدامه باعتدال، لأن محتواه من الدهون المشبعة مرتفع جداً.
ففي تقرير صادر عن جمعية القلب الأمريكية عام 2017، لم ينصح باستخدام زيت جوز الهند. وخلصت اللجنة إلى أن زيت جوز الهند "يزيد من نسبة الكوليسترول الضار، وهو سبب معروف لأمراض القلب، وليس له آثار إيجابية معادلة معروفة".
وفي دراسة قامت بها جامعة أوتاغو في نيوزيلندا عام 2016، عن تأثيرات زيت جوز الهند مقابل الزيت النباتي، لاحظ الباحثون أن زيت جوز الهند زاد من مستويات كوليسترول البروتين الدهني مقارنة بزيت دوار الشمس وزيت الزيتون.
ووفقاً لمقال نشر في موقع Live Science، فإن معظم الادعاءات لفوائد زيت جوز الهند الغذائية ترويجية وإن الاعتقاد المنتشر عن كونه "طعاماً خارقاً" لا يستند لأدلة علمية قوية.
هناك نوعان من زيت جوز الهند ولكل طريقته في الطبخ
في حال تناوله باعتدال وضمن نسب الدهون المسموحة وبطرق معينة، قد يكون تناول زيت جوز الهند آمناً. لكن قبل أن تبدأ في استخدامه في غذائك، من المهم أن تعرف النوع الذي سوف تشتريه.
إذ إن هناك نوعين منه: زيت جوز الهند البكر المعصور على البارد ويتم استخراجه بدون استخدام مذيبات ويباع تحت تسميات "نقي" أو "غير مكرر".
والنوع الآخر هو زيت جوز الهند المكرر الذي يخضع لمعالجة كبيرة، وغالباً ما يشتمل على مواد مضافة؛ ويكون شائعاً جداً بسعر منخفض أكثر في متاجر السوبر ماركت.
من الأفضل أن تتجنب زيت جوز الهند المكرر والمهدرج جزئياً، حيث إنهما قد يحتويان على مواد كيميائية أو مواد مبيضة أو دهون متحولة.
أما بالنسبة لطريقة الاستخدام فتعتمد على النوع ودرجة الاحتراق، إذ يتميز زيت جوز الهند البكر بدرجة احتراق هي 350 درجة فهرنهايت، مما يجعله خياراً جيداً للوصفات التي لا تحتاج لدرجة حرارة عالية، وخبز المعجنات والبسكويت والوصفات التي تحتاج إلى فرن أو في تحضير الخضار بطريقة السوتيه.
أما درجة احتراق زيت جوز الهند المكرر فهي 400 درجة فهرنهايت، مما يجعله خياراً أفضل للقلي أو الطهي في درجات حرارة أعلى، ولكن لا ينصح بشراء هذا النوع أو استخدامه كما ذكرنا.
ونظراً لأن زيت جوز الهند يأتي عادةً في عبوات زجاجية ويكون صلباً في درجة حرارة الغرفة، فإن أفضل طريقة لاستخدامه وقياس الكمية التي تحتاجها هي تسخينه حتى يصبح سائلاً.
تناوله باعتدال هو الأنسب
توصي معظم الإرشادات الغذائية الدولية بتناول الدهون المشبعة باعتدال. كما وصفته الباحثة في قسم التغذية بجامعة هارفارد الدكتورة فاسانتي مالك لموقع Business insider، فإن "زيت جوز الهند ليس غذاءً فائقاً ولا سماً."
وقد أضافت أن زيت جوز الهند له نكهة فريدة، ومن الأفضل استهلاكه بكميات صغيرة، برفقة الزيوت النباتية الأخرى مثل الزيتون أو الكانولا مع عدم الإفراط في تناوله.