هناك اعتقاد سائد عند معظمنا بأننا كلما كنا أكثر نشاطاً بدنياً، زادت شهيتنا للطعام.. وقد تبدو هذه المعادلة منطقية للوهلة الأولى، لكن اتضح أن أجسامنا لا تتوقف عن مفاجأتنا.
فقد توصلت الأبحاث إلى أن نوع التمرين الذي تقوم به يؤثر على مدى شعورك بالجوع بعده، فقيامك ببعض التمارين قد يساعد في التخفيف من رغبتك في تناول الأطعمة.
تعرَّف معنا في هذا التقرير على تمارين رياضية تساعد على انقاص الوزن وتقليل الشهية.
حرارة الجسم تؤثر على هرمونات الجوع
بالتأكيد، يحتاج الجسم إلى استبدال جميع السعرات الحرارية المحروقة أثناء الركض أو ممارسة التمارين الرياضية أو الجهد البدني؛ لكن ليس بالضرورة أن تزيد الشهية بعد القيام بهذه الأنشطة.
وفقاً لموقع Science Daily، تقلل بعض أنواع التمارين من الشهية عن طريق تغيير مستويات الهرمونات التي تدفعنا إلى حالة الجوع.
أما الآلية البيولوجية التي تسبب ذلك، فيعتقد أن ارتفاع حرارة الجسم أثناء التمرين قد يلعب دوراً في إرسال إشارات إلى الدماغ بأن الشهية تحتاج إلى النزول، تماماً كما يحدث عند تناول الأطعمة الحارة.
عندما نأكل الأطعمة التي تحتوي على الفلفل الحار، يبدو أن درجة حرارة الجسم ترتفع وتنخفض شهيتنا؛ وذلك لأن الفلفل الحار يحتوي على مركب يسمى "الكابسيسين"، الذي يتفاعل مع المستقبلات الحسية في الجسم، مما يؤدي إلى الإحساس بالحرارة. وقد ثبت أن الكابسيسين يؤدي إلى انخفاض الشهية؛ مما يجعل هذا المركب هدفاً للبحث في علاجات إنقاص الوزن.
وقد تبين أن حرارة الجسم المتزايدة بعد التمرين قد تحفز الخلايا العصبية في مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم العمليات الجسدية الأساسية مثل التمثيل الغذائي والوزن، والتي تستجيب لارتفاع حرارة الجسم الناجم عن التمرين بإصدار رسالة إلى دماغك بأنك لا تحتاج إلى الأكل، وفقاً لنتائج البحث الذي قامت به جامعة ألبرت أينشتاين الأمريكية عام 2018.
المستقبلات العصبية في الدماغ تتأثر أيضاً بتقلبات درجات حرارة الجسم
هناك مجموعة الخلايا العصبية المسؤولة عن قمع الشهية في منطقة في الدماغ تُعرف باسم "النواة المقوسة".
وهو غشاء يمنع تعرض معظم خلايا الدماغ لتقلبات خطيرة في تكوين بلازما الدم، وبالتالي حماية الوظيفة العصبية.
ولكن نظراً لأن بعض خلايا الدماغ هذه لديها اتصال مباشر أكثر مع بقية أنظمة الجسم وتتفاعل مع الهرمونات التي يتم إطلاقها في الدم، فقد تكون أيضاً قادرة على الاستجابة للتقلبات في درجة حرارة الجسم.
من أجل اختبار هذه الفرضية، يشير موقع Medical News Today إلى أن الباحثين قاموا بتعريض أنسجة تحت المهاد التي تحتوي على خلايا دماغية مماثلة للتي لدينا عند الفئران أولاً للكابسيسين، ثم للحرارة، لمعرفة ما إذا كانت هذه الخلايا ستكون قادرة على الاستجابة لكلا المنبهين.
وقد تبين أن الحرارة ومركب الفلفل الحار ينشطان الخلايا العصبية المسؤولة عن الشهية في الدماغ.
يشير هذا إلى أن ارتفاع حرارة الجسم بسبب النشاط البدني يحفز المستقبلات ذات الصلة في الدماغ لتقليل الرغبة في الطعام.
لكن ما هي أفضل التمارين لكبح الشهية لتناول الطعام؟
تعتبر تمارين الأيروبيك والجري وركوب الدراجات بالإضافة إلى تمارين المقاومة أكثر فاعلية في التأثير على مستويات هرمونات الجوع وحجم الوجبة بعد التمرين، على الرغم من أنها تشير أيضاً إلى أن التمارين عالية الكثافة لها تأثيرات أكبر على الشهية.
وكذلك قد تساعد العديد من تمارين التمدد واليوغا في التقليل من الشهية والشعور بالجوع.
ووفقاً لتقرير نُشر في صحيفة The Guardian، عن بحث قام به الدكتور ديفيد ستنسل، الخبير في مجال علوم التمارين الرياضية، عام 2009، فإن السباحة الطويلة في ماء بارد يمكن أن تجعلك تشعر بالجوع، وترغب في تناول الأطعمة الغنية بالدهون مثل البسكويت، لكن الجري في يوم دافئ له تأثير معاكس.
تقوم بعض التمارين، مثل الجري في الأجواء الحارة، بتثبيط هرمون الجريلين، الذي يحفز الشهية، لكن التمارين الأخرى عالية الكثافة، مثل السباحة في الماء البارد، تزيد فعلياً من الهرمون الذي بدوره يزيد الجوع.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التمارين المتوسطة إلى المنخفضة الكثافة، مثل المشي، ليس لها تأثير على هرمون الجريلين؛ مما يعني أنك تشعر بالجوع بعد المشي لمدة ساعة كما لو كنت جالساً على كرسي لنفس الفترة الزمنية.
كما أن تأثير قمع الشهية يستمر حتى تعود المستويات الهرمونية في الجسم إلى طبيعتها، وعادةً يستمر هذا ما بين ساعة وثلاث ساعات، اعتماداً على مدة ومدى شدة التمرين.