توجد مئات الأنواع من البكتيريا التي تعيش في أمعائنا والتي يطلق عليها اسم ميكروبيوم الأمعاء، مهمة هذه البكتيريا هي الحفاظ على صحة الأمعاء، ومن ثم صحة الجسم بشكل عام، لكن عندما يختل توازنها بشكل أو بآخر، ينعكس ذلك سلباً على الجسم بأكمله.
عادات تؤثر سلباً على صحة الأمعاء
إليك 9 عادات قد تدمر هذا التوازن وتؤثر على صحة أمعائك:
1. الجلوس وقتاً طويلاً
لا بد أنك تعلم أن الجلوس دون حركة وقتاً طويلاً، سواء أمام التلفاز أو على المكتب للعمل، يضر بصحتك بشكل عام، لكن ما قد لا يعلمه كثيرون أن الجهاز الهضمي يتأثر سلباً بشكل أساسي من الجلوس الطويل.
وفقاً لما ورد في موقع HuffPost، فإن أمعاءنا لا تعمل بشكل فعال عندما نجلس طويلاً، وذلك بسبب الضغط لساعات متتالية على منطقة البطن، مما قد يبطئ عملية الهضم، ومن ثم يتسبب في آثار جانبية غير مرغوب فيها مثل الإمساك والانتفاخ وحرقة المعدة.
لحسن الحظ، ممارسة الرياضة يمكنها أن تحارب هذا الركود المعوي، فقد أظهرت إحدى الدراسات أن ممارسة الرياضة لمدة 30 إلى 40 دقيقة يومياً يمكن أن تقلل بشكل كبير، من المخاطر الصحية المرتبطة بقضاء الجزء الأكبر من يومنا ونحن جالسون.
2. التدخين يؤثر على صحة الأمعاء
نعلم أن التدخين ضار بأجسامنا ويمكن أن يسبب مجموعة من المشاكل الصحية، من ضمنها مشاكل الجهاز الهضمي.
فأمراض الجهاز الهضمي، مثل مرض كرون، أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين يدخنون، كما أن المدخنين يواجهون أيضاً خطراً أكبر للإصابة بسرطان القولون.
من الواضح أن للتدخين تأثيراً سلبياً على القناة الهضمية. وبينما يجب إجراء مزيد من الأبحاث لتحديد حجم التأثير بالضبط، وجدت دراسة تجريبية صغيرة أن الإقلاع عن السجائر يؤدي إلى تغييرات إيجابية ملحوظة في بكتيريا الأمعاء. كما وجدت دراسة أخرى أن التدخين نفسه يغير تركيبة ميكروبيوم الأمعاء، وأنه بمجرد توقف الأشخاص عن التدخين، تصبح بكتيريا الأمعاء أكثر تنوعاً.
3. استخدام المضادات الحيوية
لا جدال في أن المضادات الحيوية أنقذت أرواحاً لا تعد ولا تحصى، ولكن في الآونة الأخيرة، أصبحنا أكثر وعياً بتأثيرها على صحة الأمعاء والآثار طويلة المدى لاستخدامها.
المضادات الحيوية فعالة، لأنها تهاجم البكتيريا الضارة وتقتلها. لكن ما هو الجانب السلبي؟ عند القيام بذلك، تقتل المضادات الحيوية أيضاً البكتيريا المفيدة.
وفقاً لإحدى الدراسات، فإن التغيير في تنوع بكتيريا الأمعاء الناجم عن المضادات الحيوية يمكن أن يترك آثاراً جانبية طويلة المدى.
لذلك، من الأفضل تناول المضادات الحيوية فقط عندما تكون خيارك الوحيد؛ حيث إن بكتيريا الأمعاء التي تقضي عليها المضادات الحيوية مسؤولة أيضاً عن الحفاظ على صحة جهاز المناعة.
4. تناول كثير من الأطعمة المصنعة
تشير الدراسات إلى أن أولئك الذين يتبعون نظاماً غذائياً صحياً يتمتعون بميكروبيوم الأمعاء الأكثر تنوعاً.
وفي المقابل فإن أولئك الذين يعتمدون على الأطعمة المصنعة يعانون من مشاكل في الأمعاء نتيجة قلة تنوع البكتيريا المفيدة.
وهذا في الغالب، لأن الأطعمة المصنعة تحتوي على كثير من الملح والسكر والدهون.
ويؤدي تناول هذه الأطعمة أيضاً إلى تعريض أمعائك للمواد الحافظة والمواد الكيميائية المضافة. ومن ثم فإن كل هذا يعمل على تجويع البكتيريا النافعة في أمعائك، مما يسمح للبكتيريا "السيئة" بالنمو.
ولا تقتصر الأطعمة المصنعة التي نتحدث عنها على منتجات اللحوم، مثل اللحم المقدد والنقانق، إذ إن المنتجات النباتية، مثل الفاصوليا والعصائر المصنعة، ضارة بالقدر نفسه لبكتيريا الأمعاء.
5. تناول كثير من السكريات
نعلم جميعاً أن السكر ليس مفيداً تماماً لأجسامنا، ولكن اتضح أنه يمكن أيضاً أن يغير تكوين بكتيريا الأمعاء، مما يتسبب في عدد كبير من المشكلات الصحية مثل مرض التهاب الأمعاء.
إذ وجدت دراسة أن النظام الغذائي الذي يتميز باستهلاك مرتفع للسكر، له صلة مباشرة بزيادة حالات مرض التهاب الأمعاء، وفقاً لما ورد في موقع The List.
هذا لا يعني، مع ذلك، أنك بحاجة إلى الاستغناء عن كل أنواع السكريات، بل يتوجب عليك البحث عن مصادر صحية للسكر مثل الفواكه والحبوب.
6. عدم تناول الأطعمة الغنية بالبريبايوتكس والبروبيوتيك
تحتاج أمعاؤنا إلى أطعمة غنية بالبريبايوتكس والبروبيوتيك.
وفقاً لـMedical News Today، فإن البريبايوتكس هي ألياف موجودة في الفواكه والخضراوات المختلفة التي لا يمكن لأجسامنا امتصاصها، وتعمل كغذاء للبكتيريا الموجودة في الأمعاء، والمعروفة أيضاً باسم البروبيوتيك.
إذاً، باختصار، البروبيوتيك هي البكتيريا التي تعيش في الأمعاء، والبريبايوتكس هي التي تبقيها على قيد الحياة.
يمكنك الحصول على البروبيوتيك الموجود في الأطعمة المخمرة، مثل الزبادي والجبن المخمر والكومبوتشا.
توصلت دراسة إلى أن أولئك الذين يعانون من أمراض الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي (IBS) يمكنهم الاستفادة من تناول مكملات البروبيوتيك .
كذلك إذا كنت تعاني من الإمساك، فقد يساعدك تناول مزيد من الأطعمة التي تحتوي على البريبايوتك.
7. الإجهاد طويل الأمد
التوتر طويل الأمد لا يؤثر على صحتك العامة فحسب؛ بل يمكن أيضاً أن يؤثر سلباً على صحة أمعائك.
وفقاً لـHarvard Health Publishing، يمكن أن يؤثر الإجهاد بشكل مباشر على القناة الهضمية ويزيد من حدة أعراض مثل آلام المعدة.
والجزء الأسوأ في الأمر أن المعاناة من مشاكل الجهاز الهضمي يمكن أن تؤدي أيضاً إلى مزيد من التوتر.
وعندما نصاب بالتوتر والإجهاد فإن أجسامنا تنتج هرمونات معينة تؤثر على ميكروبيوم الأمعاء وتؤدي إلى أعراض مثل الغثيان، والإمساك، والإسهال، وقد يؤدي ذلك إلى مشاكل طويلة الأمد مثل متلازمة القولون العصبي.
8. عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم
الحصول على قسط كافٍ من النوم أمر بالغ الأهمية في الحفاظ على صحة أمعائك.
قلة النوم يمكن أن تؤثر سلباً على أمعائك والعكس صحيح.
فقد وجدت الدراسات أن أولئك الذين يفتقرون إلى قسط كافٍ من النوم لليلتين متتاليتين يعانون من تغيرات في بكتيريا أمعائهم عكس أولئك الذين يحصلون على قسط كافٍ من النوم. هذه التغييرات، رغم كونها بسيطة، تسمح لبكتيريا معينة بالنمو، وتحديداً النوع المرتبط بمرض السكري من النوع 2، وزيادة الوزن، والسمنة.
يمكن أن تؤدي قلة النوم أيضاً إلى الرغبة الشديدة في تناول السكر في اليوم التالي، وهو أمر يؤثر سلباً كذلك على صحة الأمعاء.
9. عدم شرب كمية كافية من السوائل
وفقاً لـHealthline، فإن الماء ضروري للحفاظ على توازن بكتيريا الأمعاء، وعدم شرب كميات كافية منه يؤدي إلى مشاكل هضمية، أبرزها الإمساك.