لا شكَّ أنّنا جميعاً نشعر بآلام في المعدة من وقت لآخر، لكن هل تساءلت يوماً ما إذا كان هذا الألم نتيجة نزلة برد أم بسبب تناول طعام غير صحي، أم ما إذا كان بسبب سرطان المعدة؟
في الحقيقة لا يعتبر الألم الكبير أحد الأعراض المبكرة لسرطان المعدة، ويكفي أن يكون ألماً عادياً يصل إلى مرحلة الإزعاج فقط ليكون أحد أعراض هذا الألم الخبيث؛ لذلك سنقدم إليك في هذا التقرير جميع العلامات التي تدل على الإصابة بسرطان المعدة، إضافة إلى الأسباب والعلاج.
أعراض سرطان المعدة
سرطان المعدة هو نمو غير طبيعي للخلايا يبدأ في المعدة، والمعدة هي كيس عضلي يقع في منتصف الجزء العلوي من البطن، تحت الضلوع مباشرةً، وتستقبل معدتك الطعام الذي تتناوله وتحمله، ثم تساعد على تكسيره وهضمه، من الممكن أن يؤثر سرطان المعدة على أي جزء من المعدة.
وفقاً لما ذكرته جمعية السرطان الأمريكية American Cancer Society فإنَّه من النادر ما يسبب سرطان المعدة أعراضاً في مراحله المبكرة، وهو سبب رئيسي يمنع الناس من اكتشاف هذا المرض مبكراً لعدم وجود فحص دوري لهذا المرض في الكثير من بلدان العالم.
لكن في الوقت ذاته هناك علامات قد تكون بمثابة تنبيه في حال الإصابة بسرطان المعدة وتشمل:
- ضعف الشهية
- فقدان الوزن بدون سبب
- ألم في البطن
- انزعاج مبهم في البطن عادة فوق السرة
- الشعور بالامتلاء بعد تناول وجبة صغيرة فقط
- حرقة في المعدة أو عسر الهضم
- غثيان
- القيء مع الدم أو بدونه
- تورم أو تراكم السوائل في البطن
- دم في البراز
- الشعور بالتعب أو الضعف نتيجة قلة عدد خلايا الدم الحمراء (فقر الدم)
- اصفرار الجلد والعينين (اليرقان) في حال وصول السرطان إلى الكبد
ولكن ما يجب معرفته أيضاً أنّ وجود هذه العلامات ليس أمراً مؤكداً للإصابة بسرطان المعدة فقد تكون ناتجة عن أشياء أخرى مثل العدوى الفيروسية أو القرحة، لكن يجب على الأشخاص الذين يعانون من أي من هذه المشكلات، خاصةً إذا لم يخفوا أو يزدادوا سوءاً مراجعة الطبيب حتى معرفة السبب ومعالجته إذا لزم الأمر.
أسباب سرطان المعدة
لم تتضح بعدُ أسباب سرطان المعدة، رغم أن الأبحاث قد حددت العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة به.
وفقاً لما ذكره موقع مايو كلينك الطبي فإنَّ الأطباء يعرفون أن هذا النوع من السرطان يبدأ عندما تشهد الخلية تغيُّرات في حمضها النووي.
ويحتوي الحمض النووي للخلية على التعليمات التي تخبر الخلية بما يجب عليها القيام به.
وتخبر التغيُّرات الخلية بالتكاثر سريعاً والاستمرار في العيش في الوقت الذي تموت فيه الخلايا السليمة.
ثم تكوِّن هذه الخلايا المتراكمة ورماً يمكنه غزو أنسجة الجسم الطبيعية وتدميرها، وبمرور الوقت، قد تنقسم الخلايا وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
عوامل الخطر
تتضمن العوامل التي تَزيد من إصابتك بسرطان المعدة ما يلي:
- السِّمنة
- اتباع نظام غذائي به نِسب قليلة من الفاكهة والخضروات.
- اتباع نظام غذائي يعتمد على الكثير من الأطعمة المملحة والمدخنة
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المعدة
- التدخين
- سلائل المعدة
- الإصابة بالملوية البوابية
- التهابات في المعدة طويلة المدى
علاج سرطان المعدة
لعلاج سرطان المعدة، قد يوصي طبيبك بالعلاج الكيميائي والعلاج المناعي والإشعاعي، لكن طبيبك قد يختار طرقاً أخرى أولاً، إذ يمكن علاج بعض سرطانات المعدة المبكرة جداً بالتنظير الداخلي وفقاً لما ذكره موقع Cleveland Clinic الطبي.
إذا تعذر إزالة السرطان عن طريق التنظير، فقد تخضع لعملية جراحية للمساعدة في السيطرة على بعض أعراض سرطان المعدة، وقد تضطر لأن تزيل جزءاً من المعدة أو كلها.
في حين يعتبر العلاج الكيميائي عن طريق الأدوية أحد الخيارات المتاحة لقتل الخلايا السرطانية.
الوقاية من سرطان المعدة
كمجتمع، نحن نأكل الكثير من الأطعمة المصنعة وغير الصحية التي تسبب هذه الأعراض الحميدة التي لدينا؛ لذلك نحن بحاجة إلى العودة إلى نظام غذائي أنظف، ويكون بمعظمه نباتياً، لذلك عليك اتباع ما يلي:
الحفاظ على وزن صحي
اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات
التقليل من كمية الأطعمة المملحة والمدخنة التي تتناولها
الإقلاع عن التدخين
متى أزور الطبيب؟
وإذا استمرت الأعراض في الظهور، فلا تتردد في زيارة طبيبك الذي سيجري لك تقييماً شاملاً ويسأل عن تاريخ عائلتك لتحديد ما إذا كان يلزم إجراء مزيد من التحقيقات.
إذا كانت هناك حاجة إلى مزيد من الاختبارات، فهناك بعض الخيارات المتاحة:
منظار علوي: يتم إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا صغيرة من خلال فمك إلى معدتك، سيتم أخذ خزعة أو عينة من الأنسجة من أي منطقة معنية.
الموجات فوق الصوتية بالمنظار: يتم وضع أنبوب رفيع مع مسبار الموجات فوق الصوتية في معدتك من خلال فمك. من خلال الحصول على صورة لمعدتك، يمكن لطبيبك أن يساعد في تحديد مرحلة السرطان.
الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي: إذا كان الورم كبيراً بدرجة كافية، فستكتشفه هذه الاختبارات الإشعاعية.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.