رغم الخجل من الحديث عن عادات الذهاب إلى المرحاض، لكن هذه الخلوات اليومية تبوح بالكثير عن صحة الإنسان العامة، إذ تكشف كثرة التبول معلوماتٍ حول مستويات الترطيب والجفاف. ولهذا السبب من السهل الافتراض بأن كثرة التبول تعني وجود ما يكفي من الماء في الجسم، أليس كذلك؟ الإجابة: لا.
تقول الطبيبة أخصائية المسالك البولية بيتسي غرينليف: "أحياناً يكون التردُّد الكثير على المرحاض إشارةً على الجفاف".
ومن الجدير ذكره أن الجفاف قد يحدث دون الشعور بالعطش، خاصة لدى كبار السن، وهو السبب الذي يصر من أجله الأطباء على شرب المزيد من الماء عند المرض أو أثناء الطقس الحار.
كثرة التبول من علامات الجفاف
توضح غرينليف لموقع Mind Body Green أنه غالباً ما يقوم الأشخاص الذين لديهم الرغبة في التبول في بعض الأحيان بـ"تجفيف أنفسهم عن قصد" فيمتنعون عن شرب المياه، من أجل تقليل الحاجة للتوجه إلى المرحاض.
وتضيف: "يعتقدون أنهم يذهبون كثيراً إلى المرحاض، لذا يقرِّرون ألَّا يشربوا كثيراً". ورغم أن هذا يبدو منطقياً نوعاً ما، لكن العواقب خطيرة.
وفقاً لغرينليف، يمكن أن يكون لاستهلاك كميات أقل من السوائل تأثير معاكس على الجسم: "عندما تصاب بالجفاف، يصبح البول شديد التركيز. توجد في البول مواد كيميائية وأملاحٌ مختلفة ويمكن أن تسبب تهيجاً شديداً لبطانة المثانة عندما تكون شديدة التركيز".
ومن المفارقات أن هذه الظاهرة تعني المزيد من الرحلات إلى المرحاض ذهاباً وإياباً، فتهيج المثانة يزيد من معدَّل الذهاب إلى المرحاض.
ومع ذلك، قد يعني التبول المتكرر أنك تشرب الكثير من الماء. إذاً كيف تفرق الأسباب؟
بدورها، تنصح غرينليف بإلقاء نظرة على لون البول، بدلاً من التركيز فقط على عدد مرات الذهاب إلى المرحاض.
تجدر الإشارة إلى أن تناول الماء الأمثل ينتج تبولاً أصفر شاحباً، في حين أن اللون الأصفر الغامق يعني الجفاف.
لذا، إذا بدا بولك داكناً ومركَّزاً ورغم تكرار التوجه للحمام، فهذه علامةٌ مؤكَّدة على ضرورة زيادة كمية المياه التي تشربها. في المقابل، عندما يكون البول أكثر نقاءً، سيكون ذلك أكثر تهدئة للمثانة.
علامات الجفاف الشديد
يتسم الجفاف الشديد (فقدان 10-15% من ماء الجسم) بأعراض أكثر خطورة منها:
- قلة التعرق.
- العيون الغارقة.
- انكماش وجفاف الجلد.
- ضغط الدم المنخفض.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- حمى.
- هذيان.
- فقدان الوعي.
مضاعفات إهمال الجفاف
إذا لم يتم التحقق من الجفاف، فقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة ننقلها علن موقع Medical News Today كالتالي:
انخفاض حجم الدم – ينتج عن قلة الدم انخفاض في ضغط الدم وانخفاض كمية الأوكسجين التي تصل إلى الأنسجة، ما يهدد الحياة.
النوبات – بسبب خلل في الإلكتروليتات.
مشاكل الكلى: بما في ذلك حصوات الكلى والتهابات المسالك البولية والفشل الكلوي في نهاية المطاف.
إصابات الحرارة: تتراوح من التشنجات الخفيفة إلى الإرهاق الحراري أو حتى ضربة الشمس.
..والعلاج؟
يجب معالجة الجفاف عن طريق تجديد مستوى السوائل في الجسم. يمكن القيام بذلك عن طريق تناول سوائل صافية مثل الماء أو المرق الصافي أو المشروبات الرياضية (مثل جاتوريد).
ومع ذلك، فإن بعض مرضى الجفاف سيحتاجون إلى سوائل في الوريد من أجل إعادة الترطيب. يجب على الأشخاص الذين يعانون من الجفاف تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية.
يجب أيضاً معالجة الحالات الأساسية التي تسبب الجفاف بالأدوية المناسبة. قد يشمل ذلك الأدوية المضادة للإسهال ومضادات القيء (وقف القيء) والأدوية المضادة للحمى.