تتأثر وضعية النوم ونوع المرتبة أو الفراش على جودة نوم الليل والصحة النفسية بشكل عام. إذا كنت ممن ينامون على أحد الجانبين لتستيقظ على آلام في عظام الكتف، ستحتاج إذاً إلى مرتبةٍ طرية بما يكفي حتى تكون مريحة للوركين والكتفين على حد سواء، وكذلك صلبة بما يكفي أيضاً لتوفير الدعم الذي يحتاجه الظهر والجسد.
ما الذي يجب أن تبحث عنه في المرتبة؟
يستنزف العثور على المرتبة المثالية الكثير من الوقت والمال، ولا يوجد نوع واحد يناسب الجميع.
أخصائي العلاج الطبيعي الأولمبي جوشوا بارك يقول إن الأمر يستحق العناء، لأن النوم يلعب دوراً حيوياً في صحتنا العامة. وأفاد لموقع mindbodygreen الأمريكي قائلاً: "من الضروري أن نعثر على المرتبة المناسبة لأننا نقضي ثلث أعمارنا في السرير".
ولا شك أن الاستيقاظ بنشاطٍ متجدد وبدون آلام هو مؤشرٌ على أن الفراش ساعد في النوم بعمق. إذ إن المرتبة غير المناسبة ستدفع صاحبها إلى التقلب المتواصل في أثناء الليل، وتُفاقم الآلام القائمة، وربما تمنح أسباباً إضافية للشعور بعدم الراحة.
يزداد الأمر شيوعاً مع التقدم في العمر. إذ يستطيع الأطفال النوم في أي مكانٍ، بينما يسبب التقدم في العمر الإصابة بتوترات العضلات، ومختلف الأوجاع والآلام.
وتؤثر عوامل مثل وزن النائم ونوع الفراش على اختيار النوع الأكثر راحةً، ووجدت دراسة نشرت في دورية Ergonomics العلمية العام 2011 أن المراتب الهابطة أو شديدة الطراوة تؤثر سلباً على جودة نوم من ينامون على أحد الجانبين.
كيف يؤثر النوم الجانبي على الجسم؟
يُعتبر النوم على أحد الجانبين من أشهر وضعيات النوم، ويتفق الخبراء كذلك على أنها الوضعية الأكثر صحية، إذ تخفف آلام الظهر، وربما مخاطر إصابة المرء بمشكلات التنفس أثناء النوم مثل انقطاع التنفس.
وأشار بارك إلى أن النوم على أحد الجانبين يحسِّن صحة الدورة الدموية، لكن وضعية النوم هذه تأتي مع بعض الجوانب السلبية المحتملة أيضاً.
إذ يكمُن سر النوم المريح والمجدد للنشاط في الحفاظ على وضعية العمود الفقري، والرقبة، والأكتاف في محاذاةٍ جيدة. ولكن حين تتخيل شكل شخصٍ ينام على أحد الجانبين؛ فستجد أن أكبر أجزاء جسمه (الكتفين والوركين) تغوص في أعماق المرتبة.
وإذا كانت مرتبتك شديدة الصلابة ولا تمنحك مساحةً كافية، فقد تستيقظ في الصباح بألمٍ أو تيّبسٍ في الكتفين والوركين.
أما إذا كانت شديدة الطراوة، قد ترتاح للوهلة الأولى، ثم سرعان ما يغوص الوركان والكتفان في المرتبة بدرجةٍ تقضي تماماً على محاذاة جسمك بالوضعية الصحيحة، فتتعب المفاصل والأربطة ويزيد ألم أسفل الظهر.
ويقول الخبراء إن الأشخاص الذين ينامون على أحد الجانبين يجب أن يسعوا لتحقيق المحاذاة التالية أثناء نومهم، من الرأس وحتى أصابع القدمين:
- الرأس: حافظ على رأسك في وضعيةٍ محايدة؛ أي الحرص على ألا يكون أعلى أو أسفل الكتفين، مما يساعد على تفادي تشنجات الرقبة وآلام الكتفين. وتلعب الوسادة المناسبة دوراً كبيراً هنا.
- الوركان: يجب أن يحصل الوركان على الدعم، دون أي فراغات بين المرتبة وجانب الجسم. وإذا كان هناك فراغ؛ فيمكن ملؤه بمنشفةٍ ملفوفة لمنع آلام الوركين.
- الركبتان: لا تكون أرجلنا متوازيةً أثناء النوم على أحد الجانبين، وهو أمرٌ قد يُعدّل بحسب بارك من وضعية الحوض، ويؤثر على محاذاة العمود الفقري، ويزيد توتر العضلات. ويمكن وضع وسادةً بين الركبتين والكاحلين لتعزيز محاذاةٍ أفضل وتخفيف بعض آلام الورك وأسفل الظهر المحتملة.
وحسب ما نصح موقع Health Line الطبي، يجب إبقاء الذراعين واليدين أسفل الوجه والرقبة، ويفضل أن تكون موازية للجانبين. كما يُنصح بثني الركبتين قليلاً نحو الصدر لتقليل الضغط على الظهر.
المرتبة المثالية حسب انحناءات الجسم
يُعَدُّ الإسفنج المرن، واللاتكس، والنوابض المعدنية من أشهر المواد المستخدمة في صنع المراتب، كما تُستخدم معاً أحياناً بنسبٍ متفاوتة. فما هي مزايا وعيوب كل نوعٍ منها بالنسبة لمن يفضلون النوم الجانبي:
الإسفنج المرن أو Memory Foam:
- المزايا: إذا سبق لك أن شعرت وكأنك تنام فوق سحابة، فمن المرجح أنك جربت الإسفنج المرن من قبل. حيث تُصنع هذه المادة عادةً من البولي يوريثان، وهي عبارة عن بلاستيك مبلمر ومعالج ليكون شديد الطراوة، والامتصاص، ومثالياً لتوزيع الوزن. ولهذا من السهل أن تغوص في أعماق الإسفنج المرن، وتتقلب كما تريد دون إزعاج شريكك في السرير.
- العيوب: يميل الإسفنج المرن لأن يكون شديد الطراوة، ولهذا لا يمنح الدعم الذي تحتاجه أثناء النوم الجانبي. كما سيجد أصحاب النوم الثقيل أن إحساس الغوص في السرير ليس شعوراً مريحاً. بينما أشار بارك أيضاً إلى أن الإسفنج المرن يميل لاحتجاز الحرارة، ما يسبب اضطراباتٍ في النوم. فضلاً عن أنّه مصنوعٌ من مواد شديدة المعالجة، مما قد يُثني الراغبين في مرتبةٍ أكثر طبيعية عن شرائه.
اللاتكس الطبيعي:
- المزايا: اللاتكس الطبيعي إسفنجٌ مصنوع من عصارة أشجار المطاط، ويميل لأن يكون أكثر تنفساً وصلابة من الإسفنج المرن. مما يجعله مريحاً أكثر بالنسبة لمن ترتفع حرارتهم أثناء النوم. كما أن المرتبة المعالجة باللاتكس الطبيعي بنسبة 100% تحتوي بنسبةٍ أقل من المواد الكيميائية الضارة التي قد تسبب التهيّج، وخاصةً إذا كانت المرتبة حاصلةً على شهادةٍ من معيار اللاتكس العضوي العالمي (GOLS).
- العيوب: عادةً ما تكون مراتب اللاتكس الطبيعي عالية التكلفة. وربما يشعر من يفضلون النوم الجانبي أنها أكثر طراوةً من اللازم، خاصةً إذا كانوا يريدون الحفاظ على محاذاة الجسم بالكامل.
النوابض المعدنية:
- المزايا: هذا هو التصميم الأصلي للمرتبة، إذ تتمتع هذه المراتب بالصلابة وتوفر الدعم للجسم. كما أنها أكثر تنفساً من الإسفنج المرن، وتميل لأن تكون أسعارها مقبولةً نسبياً.
- العيوب: لا تمتص مراتب النوابض المعدنية الحركة بقدر الإسفنج المرن، ولهذا يشعر من يتشاركون السرير معاً بجميع تحركات شريكهم على المرتبة. وأحياناً يكون النوم على هذه المراتب مزعجاً، وفقاً لتصميم النوابض. وقد تضغط على أوراك وأكتاف من يفضلون النوم الجانبي بسبب صلابتها الشديدة.
المراتب الهجينة:
- المزايا: تعد المراتب الهجينة أكثر الخيارات راحةً بالنسبة لغالبية من يفضلون النوم على أحد الجانبين. إذ تجمع المراتب الهجينة بين النوابض المعدنية وبين الإسفنج المرن أو اللاتكس، مما يجعلها طريةً وداعمةً في الوقت ذاته.
- العيوب: أسعار المراتب الهجينة مرتفعةٌ للغاية عادةً. كما تحتوي على بعض عيوب مراتب الإسفنج المرن أو النوابض المعدنية غير الهجينة، مثل الإزعاج والشعور بالحركة وامتصاص الحرارة. ولهذا فمن الضروري التمهل عند التسوق قبل الاستثمار في مرتبات غالية السعر.