معتمد في ألمانيا والنمسا.. العلاج بهواء النحل كطب بديل فعالٌ أم خدعة سياحية؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/13 الساعة 17:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/13 الساعة 17:39 بتوقيت غرينتش
حددت الدراسة ما مجموعه 56 مركباً متطايراً من هواء خلية النحل والسم وحشرات النحل وهواء الشمع/ Istock

رغم أن النحلة تثير الخوف من لدغة محتملة عند تحليقها قريباً منك طمعاً في تناول رشقة مما تتناوله، فإن هذه الحشرة المميزة تقدم للبشرية علاجات عديدة لأكثر من مرض، وليس فقط من العسل، بل عبر تنشُّق هواء خلية النحل. فهل العلاج بهواء النحل فعال، وكيف يتم؟

تستخدم هذه الطريقة كنوع من العلاج البديل والطبيعي لمعالجة أمراض الجهاز التنفسي وتحديداً المصابين بالربو، رغم قلة الأبحاث العلمية التي تؤكد فعالية هذه الطريقة.

أحدث دراسة عن العلاج بهواء النحل

دراسة نُشرت عام 2021 على دورية Science Direct العلمية، كشفت أن العلاج بهواء خلية النحل كعلاج بديل للربو والتهاب الشُّعب الهوائية والتليُّف الرئوي والتهابات الجهاز التنفسي، ممارسة طبية معتمدة في بعض البلدان المتقدمة.

تشمل لائحة الدول التي يُسمح فيها حالياً بعلاج هواء خلية النحل، ألمانيا والمجر وسلوفينيا والنمسا. 

ومع ذلك، أشارت الدراسة إلى عدم وجود دليل علمي على فعاليتها، مما يستدعي مزيداً من التحليلات والدراسات الكيميائية والبيولوجية.

في هذه الدراسة، تم تحديد مكونات الهواء المتطاير لخلية النحل لأول مرة مع مكوناته الفردية (النحل والسم والعسل وشمع العسل).

وتم تحديد ما مجموعه 56 مركباً متطايراً من هواء خلية النحل والسم وحشرات النحل وهواء الشمع.

وكانت أكثر المكونات وفرة هي الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (26.32%)، بينما أقلها كانت المركبات النيتروجينية (0.82%). 

وأظهرت الدراسة أن هواء خلية النحل وسمَّها مارسا بالفعل أقوى نشاط مضاد للميكروبات بين منتجات النحل التي تم فحصها ضد بعض أنواع البكتيريا (المكورات العنقودية الذهبية والمكورات الرئوية والبكتيرية البومانية والمكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين) عبر فحص Agar Well Diffusion، الذي يستخدم لتقييم النشاط المضاد للميكروبات للنباتات أو المستخلصات الميكروبية.

في المقابل وعند تطبيق فحوصات لوحة microtiter، وهي طريقة تقليدية ومباشرة عالية الإنتاجية لفحص مكتبة البروتين، فشلت في تحقيق أي تأثير مضاد، وهو ما يدع المجال مفتوحاً أمام مزيد من التعمق والدراسات.

تحذيرات طبية

أستاذ حساسية الصدر بجامعة الأزهر الدكتور طه عبد الحميد، قال في تصريحات خاصة لصحيفة الوطن المصرية، إن هذا العلاج غير علمي، مُحذراً من أن يسبب هواء هذه المادة للمريض أزمة ربوية وزيادة الحساسية.

وقال إن هواء الخلية يحتوي على ملوثات وإفرازات الحشرة، التي من شأنها أن تضر بجسم الإنسان. 

منتجعات علاجية

وتروج العديد من المنتجعات الصحية العلاج بهواء النحل كوجهة سياحية صحية مثل هذا المنتجع السلوفيني Posestovo Pule مع مزاعم بأنَّ تنشُّق هذا الهواء يقوِّي جهاز المناعة، ويؤثر إيجاباً على أعضاء الجهاز التنفسي، ويقلل من الإجهاد، ويحسّن الصحة العامة، على أن يتم بين شهري أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول.

منتجع صحي ألماني آخر يدعى BEECura، ذكر على موقعه الإلكتروني أن النحل يحرص على أن تبقى حرارة الخلية 35 درجة مئوية مع الحفاظ على رطوبتها بنسبة 70 إلى 75%.

وأضاف أن هذا الهواء الرطب والغني بالمكونات الحيوية يتم استنشاقه بطريقة محددة لعلاج كل من:

  • مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)
  • الحساسية الموسمية
  • الربو
  • التهاب الشعب الرئوية
  • تعزيز المناعة الضعيفة

وأخيراً وكما استنتجت الدراسة التي شارك فيها علماء من كل من مصر والسعودية والسويد والصين، فإن العلاج بحاجة لمزيد من الإثباتات العلمية والدراسات؛ لحسم أمره كطب بديل معتمد وبلا مخاطر.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد