خلال السنوات القليلة الماضية، بات من الشائع رؤية الرياضيين وعشاق اللياقة البدنية والفنانين وغيرهم يقفزون في حوض استحمام من الثلج والمياه الباردة بعد ممارسة نشاط بدني قوي أو عقب فعاليات كبيرة مثيرة للتوتر والشد العصبي.
يُعرف هذا التكتيك باسم الغمر في الماء البارد (CWI) أو العلاج بالتبريد، ويُعتقد أن ممارسة الاستحمام في الثلج لمدة 10 إلى 15 دقيقة في ماء شديد البرودة بدرجات (50-59 درجة فهرنهايت) بعد مجهود بدني وذهني شديد يساعد في تقليل آلام العضلات ويحسِّن الصحة العامة للشخص.
حقيقة فوائد حمامات الثلج والعلاج بالتبريد
في الواقع، تعود فكرة الاستحمام في الثلج لتخفيف آلام العضلات وتعزيز الصحة العامة إلى عقود مضت. لكن دراسة نُشرت عام 2017 بمجلة The Journal of Physiology وجدت أن هناك حتى بعض الآثار السلبية لحمامات الثلج.
في هذا التقرير نستوضح الفوائد التي تم إثباتها علمياً للحصول على حمامات الثلج بالنسبة لتحسين الصحة النفسية وصحة الجسم، وكيف من الممكن أن يؤدي أيضاً لبعض الآثار الجانبية المحتملة.
الفوائد المحتملة للاستحمام في الثلج والمياه الباردة
إذا كنت تفكر في تجربة حمام الثلج والمياه الباردة، فقد تتساءل عن الفوائد المحتملة قبل الإقدام على خطوة جريئة كتلك، وما إذا كان الأمر يستحق تعريض جسمك لهذا القدر من الألم الشديد.
الخبر السار أن هناك بعض الفوائد المحتملة لاستخدام حمام الجليد، خاصة للأشخاص الذين يمارسون الرياضة أو الرياضيين المتنافسين.
1. يخفف آلام العضلات وآلامها
وفقاً لموقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية، فإن أكبر فائدة للحمامات الجليدية على الأرجح أنها تجعل الجسم يشعر بالراحة والاسترخاء بعد المرور بالصدمة الأولى في البداية.
ويوضح الخبراء أن الحصول عليها بعد تمرين مكثف مثلاً، يمكن أن يخفف من آلام العضلات وحرقها والشعور بالشد والحرقة الشديدة في الأماكن التي تم تحفيزها بالتمرينات.
وبالتالي فإن العلاج بالغمر البارد يساعد عند التعرُّض لحالة الشلل والألم المبرح التي تحدث للمتدربين بعد تلقّي التمرينات القوية على عضلات معينة بالجسم.
2. يعزز صحة الجهاز العصبي المركزي بالجسم
يمكن لحمام الثلج أيضاً أن يساعد الجهاز العصبي المركزي في الجسم من خلال المساعدة في تعزيز جودة النوم، وبالتالي، يجعل الشخص يشعر بتحسن وتقليل المعاناة من التعب.
بالإضافة إلى ذلك يمكن لحمام الثلج أن يساعد في تحسين وقت رد الفعل وسرعة استجابة الجسم وكذلك سرعة البديهة.
3. يحد من الاستعداد الالتهابي في الجسم
ويحدث ذلك نتيجة لأن خفض درجة الحرارة الموضعية للجسم بعد التمرين الشديد أو المجهود البدني القوي يساعد في الحد من الاستجابة الالتهابية في خلايا الجسم، ما يقلل من كمية الالتهاب ويساعدك على التعافي بشكل أسرع.
4. يدرب العصب المبهم
تقول إحدى الفوائد الرئيسية للحمام الجليدي بحسب Healthline إن "العصب المبهم مرتبط بالجهاز العصبي السمبتاوي، وتدريبه من خلال الاستحمام في الثلج يمكن أن يساعدك في مواجهة المواقف العصيبة نفسياً وعقلياً بشكل أكثر مرونة".
5. يعزز الصحة العقلية وقدرات التكيُّف
تقدم تجربة الاستحمام في الثلج أيضاً فوائد محتملة للصحة العقلية بشكل مباشر.
وبحسب موقع Byrdie الأمريكي، "معظم الناس لا يجدون تجربة حمام الجليد ممتعة في البداية. في الواقع، يمكن أن يكون الأمر مؤلماً للغاية، ومع ذلك فإنه يحسِّن قدرتهم على الاسترخاء والتركيز على التنفُّس بشكل عميق".
ومع مرور الوقت، يبدأ الجسم في تحمُّل البرد والتأقلُم. وتساعد هذه المرونة قدرة التكيُّف عند الإنسان بشكل سيتطبق في نواحٍ أخرى من الحياة، تبدأ من التمارين والرياضة وحتى تجارب الحياة المختلفة.
تعزيز كفاءة مناعة الجسم
وبالنسبة لزاوية ارتباط الصحة النفسية بالاستشفاء، يتضح أيضاً أن الاستحمام بالماء البارد يعزز الصحة النفسية بشكل يجعلها تترجم على مستوى كفاءة الجهاز المناعي للجسم بصورة مباشرة.
وبالعودة لدراسة نشرتها مجلة PLoS One العلمية عام 2016، اتضح أن هناك بعض الأدلة العلمية على أن حمامات الثلج تعمل كمقوٍّ للمناعة.
إذ كان الأشخاص الذين يأخذون حماماً بالمياه الباردة أو الثلج أقل احتمالية للإصابة بالمرض بشكل يمنعهم عن الحضور للعمل أو المدرسة بنسبة 30% تقريباً عن غيرهم.
آثار جانبية محتملة لتجربة الاستحمام في الثلج
التأثير الجانبي الأكثر وضوحاً للحمام المثلج هو الشعور بالبرودة الشديدة عندما تغمر جسمك في الثلج. ولكن بخلاف هذا التأثير الجانبي السطحي، هناك بعض المخاطر الأخرى التي يجب وضعها في الاعتبار قبل أن تجرب الأمر.
بدايةً يكمُن الخطر الأساسي للحمام الجليدي على الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية مسبقاً أو مرضى ارتفاع ضغط الدم.
وذلك لأن انخفاض درجة الحرارة الأساسية والانغماس في الجليد يضيقان الأوعية الدموية ويبطئان من تدفق الدم في الجسم. وهذا قد يكون خطيراً إذا كان يعاني انخفاض في تدفق الدم بالفعل، ما يعرِّضه لخطر الإصابة بالسكتة القلبية أو السكتة الدماغية.
الخطر الآخر الذي قد يحدث هو انخفاض درجة حرارة الجسم بشكل حاد، خاصة إذا ظللت مغموراً في الحمام الجليدي لفترة طويلة.
كما يحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع 1 والنوع 2 أيضاً إلى توخي الحذر إذا قرروا الاستحمام في الثلج، نظراً لأن كليهما مرتبط بانخفاض القدرة على الحفاظ على درجة الحرارة الأساسية للجسم أثناء التغيرات الشديدة في درجات الحرارة حول المريض.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.