لا شكَّ أنَّ الطول والوزن المثالي هو أمرٌ مرغوب لدى الكثير من الناس، لا سيما الرجال، لكنّ دائماً ما يرتبط هذا الموضوع ببعض المفاهيم الغريبة بعض الشيء، فمثلاً يزعم البعض أنّ ما ينقص من عرضك يُضاف إلى طولك، فهل هذه النظرية صحيحة فعلاً؟
الطول والوزن المثالي والعلاقة بينهما
دعونا في البداية نتعمق قليلاً في العلاقة الوهمية بين الطول والوزن المناسب، إذ أجرت المكتبة الوطنية الأمريكية للطب والمعاهد الوطنية للصحة PMC دراسة في عام 2011 بحثت حول ما إذا كانت أنماط نمو الطول تختلف باختلاف حالة السمنة لدى البالغين، ووجدت الدراسة أنّه لا توجد أي علاقة بين الوزن والطول عند البالغين.
هل فقدان الوزن يجعلنا أطول؟
يعتقد موقع The Greatist الأمريكي أن هناك العديد من الطرق التي يُمكن أن يؤثر بها الوزن المنخفض أو المرتفع على طولك أثناء الوقوف وكذلك على الطول الذي تبدو به.
إذ بحثت دراسة أجريت في عام 2013 حول هذا الموضوع ووجدت أنّ عقولنا تربط بين النحافة والطول وقد يجعلنا فقدان الوزن نشعر وكأننا نبدو أطول للآخرين.
وباختصار، فإن عقولنا تربط بين النحافة والطول وقد يجعلك فقدان الوزن يبدو أطول للآخرين، بفرض أنهم لن يُفكروا في الأمر كثيراً، وأنك لن تقف بجوار شخص طويل حقاً.
كذلك فإن الفرق الظاهري لن يكون كبيراً إذا كنت لا تحتاج لتحني رأسك لتعبر من الباب، فلعلك لن تُعاني من تلك المشكلة بإضافة ذلك الفارق البسيط إلى طولك الظاهري.
هل اكتساب الوزن يجعلنا أقصر؟
على الرغم من أنه يمكن أن يجعل الشخص يبدو أقصر قليلاً، فإنّ اكتساب الوزن لا يجعل الشخص أقصر في الحقيقة، ويعود هذا إلى سبب اختلاف نسبة العرض والطول؛ إذ يمكن أن يكون للنسب تأثير كبير عندما يتعلق الأمر بالمظهر، وفقاً لما ذكره موقع Colonel Height.
في حين أنّ للسمنة مخاطر عديدة منها أنها تتسبب في إضعاف أيض العظام وبنيتها كما قد تؤدي إلى هشاشة في العظام، وهذا الأمر قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تقليل طولك الإجمالي على المدى البعيد.
كيف أُصبح أطول؟
لا شكَّ أنّ زيادة الطول هي مقتصرة فقط على الأشخاص الذين لا تزال أعمارهم دون سن البلوغ فقط، ولذلك إذا كان عمرك لا يزال لم يتجاوز الـ 25 عاماً بإمكانك تجربة بعض الأشياء لكسب بعض الطول.
وينصح موقع Health Line الطبي بالحفاظ على نظام غذائي صحي مثل تناول فواكه وخضراوات طازجة، والأطعمة الغنية بالبروتينات مثل اللحوم والألبان، وتجنب الأطعمة التي تحتوي على الدهون المتحولة والمشبعة والسكريات.
بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام التي لها دور هام في تقوية العضلات والعظام وتعزيز إنتاج هرمون النمو، فالأطفال الذين هم بسن الدراسة عليهم أن يحظوا بساعة كاملة من التمارين اليومية على الأقل، تتضمن ممارسة الأنشطة الهوائية مثل القفز وركوب الدراجات، إضافة إلى المشي.
أفضل طرق تخسيس الوزن
أما بالنسبة لتخفيف الوزن فيبقى هذا الأمر مهماً لأي إنسان سواء أكان طويلاً ام قصيراً، لأنه سينعكس بشكل أو بآخر على صحته الجسدية والنفسية.
ويقدم موقع Medical News Today عدّة استراتيجيات مدعومة بالأدلة العلمية لضمان إنقاص الوزن، وتتضمن هذه الاستراتيجيات ما يلي:
الصيام المتقطع: هو نمط من الأكل يتضمن صياماً منتظماً قصير المدى، ومن ثَم تناول وجبات خلال فترة زمنية أقصر خلال اليوم، وأشارت دراسات متعددة إلى أن الصيام المتقطع قصير المدى والذي يصل إلى 24 أسبوعاً، يؤدي إلى فقدان الوزن لدى الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن.
الأكل الواعي: هو ممارسة ينتبه الناس من خلالها إلى كيف وأين يأكلون الطعام، هذه الطريقة بإمكانها أن تمكن الناس من الاستمتاع بالطعام الذي يأكلونه والحفاظ على وزن صحي.
تناول البروتين على الفطور: يمكن أن ينظم البروتين هرمونات الشهية لمساعدة الناس على الشعور بالشبع، ويرجع هذا في الغالب إلى انخفاض هرمون الجوع الجريلين وارتفاع هرمونات الشبع الببتيد.
التقليل من السكر والكربوهيدرات المكررة: الكربوهيدرات المكررة هي أطعمة معالجة بكثافة ولم تعد تحتوي على الألياف والمواد المغذية الأخرى وتشمل هذه الأرز الأبيض والخبز والمعكرونة، وهذه الأطعمة سريعة الهضم وتتحول إلى جلوكوز بسرعة، والذي يدخل الزائد منه إلى الدم ويثير هرمون الأنسولين الذي يعزز تخزين الدهون في الأنسجة الدهنية، وهذا ما يساهم في زيادة الوزن.
تناول الكثير من الألياف: تبقى الألياف الغذائية الكربوهيدرات النباتية التي لا يمكن هضمها في الأمعاء الدقيقة، على عكس السكر والنشا، ويمكن أن يؤدي تضمين الكثير من الألياف في النظام الغذائي إلى زيادة الشعور بالامتلاء، مما قد يؤدي إلى فقدان الوزن.
الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً: الحصول على أقل من 5-6 ساعات من النوم كل ليلة يرتبط بزيادة معدل الإصابة بالبدانة.
إدارة مستويات التوتر لديك: يؤدي الإجهاد إلى إطلاق هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، مما يؤدي في البداية إلى تقليل الشهية كجزء من استجابة الجسم للقتال أو الطيران، ولكن عندما يبقى الناس تحت التوتر يبقى الكورتيزول في مجرى الدم لفترة أطول ويتسبب في زيادة الشهية.
نظام غذائي وممارسة الرياضة: إذا أراد شخص ما إنقاص الوزن، فيجب أن يكون على دراية بكل ما يأكله ويشربه كل يوم، والطريقة الأكثر فاعلية للقيام بذلك هي تسجيل كل عنصر نستهلكه عن طريق استخدام أحد تطبيقات النظام الغذائي، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
وأخيراً.. لا يمكنك زيادة طولك بفقدان وزنك، لكن يمكنك إنقاص وزنك للعيش بصحة جيدة، وهذا بدوره قد يقلل من خطر فقدانك الطول في وقت لاحق من العمر بسبب الأمراض المرتبطة بالسمنة، مثل هشاشة العظام.