قد يعود ألم الظهر إلى العديد من الأسباب، قد تكون أرهقت نفسك ووقفت معظم ساعات يومك، أو ربما تعاني من الخشونة في الفقرات، أو نمت بوضعية خاطئة طوال الليل، أو غير ذلك من الأسباب.
وفي حال كنت تعاني من آلام الظهر لأكثر من شهر متصل، أو أن ألمك يزداد سوءاً بمرور الوقت، أو إذا ظهرت عليك أعراض عصبية جديدة مثل التنميل أو الضعف في أي جزء من جسمك، فمن الأفضل أن ترى أخصائي الرعاية الصحية الخاص بك.
ولكن إذا كنت قد راجعت كل تلك الأسباب وتجد المشكلة مستمرة، فقد يكون من المفيد التفكير في حذائك الذي ترتديه، إذ قد يساهم في ألم ظهرك ومفاقمة معاناتك.
اقرأ أيضاً
أهمية راحة القدمين في صحة الجسم بالكامل
وبالنسبة للأحذية فالأمر يختلف من شخص لآخر، وبحسب موقع EveryDay Health للصحة العامة ما يناسبك لن يكون ملائماً لغيرك بالضرورة. على سبيل المثال يمكن أن تؤدي الاختلافات الكبيرة في طول الأطراف وأحجام وأبعاد أجزاء الجسم إلى مشاكل وآلام مزمنة، بسبب ارتداء الحذاء الخطأ.
تشكل القدمان أساس الجسم بالكامل، إذ تلعبان دوراً حاسماً في مساعدتك على الحفاظ على التوازن أثناء الوقوف والمشي والجري، لكن عندما لا يوفر حذاؤك نوع الدعم الذي تحتاجه قدماك يمكن أن تكون النتيجة ألم الظهر.
اقرأ أيضاً
الكعب المرتفع هو السبب الأول لآلام الظهر
وفي حين أن أي حذاء تم تركيبه بشكل غير صحيح يمكن أن يسبب آلام الظهر لدى غالبية الناس، إلا أن الكعب العالي بلا شك هو السبب الأكبر الذي تعاني بسببه السيدات من آلام الظهر.
وتتسبب الكعوب المرتفعة -خاصة تلك التي يزيد طولها عن 1.5 إلى 2 بوصة- في جعل الجسم يتخذ وضعية غير طبيعية لتكوينه الأساسي، إذ يدفع صدرك إلى الأمام، ويسبب إمالة حوضك نحو الأمام.
ونتيجة لذلك يتم التخلص من المنحنى الطبيعي للعمود الفقري على شكل حرف S، ويتم وضع عضلات ظهرك تحت ضغط كبير أثناء محاولتها الحفاظ على استقرار جسمك بهذه الوضعية. وفي بعض الحالات يمكن أن يصبح عمودك الفقري معقوفاً بشكل معين، ما يسبب آلام الأعصاب التي يمكن أن تمتد من الظهر إلى الساق والجسم بالكامل بالتبعية، وفقاً لموقع My Back My Life.
وحتى في بعض نوعيات الأحذية الرجالية توجد نسبة معينة من الكعب غير المستوي، خاصة في الأحذية الخاصة بالمطر والأرض الرطبة، وهو ما يسبب نفس المشاكل للساق والعمود الفقري.
ويمكن أن يساعد التخلص من الكعب تماماً في التخلص من آلام الظهر المرتبطة بالحذاء المرتفع، وكذلك الانزعاج الذي يمكن أن يحدث في ساقيك وقدميك بعد المشي لمسافات طويلة بهذا النوع من الكعوب.
ولكن إذا شعرت أنه يجب عليك ارتداء الكعب لأي سبب، فحاولي اتباع هذه النصائح لتقليل خطر الإصابة بألم أسفل الظهر:
- حاولي عدم ارتداء الكعب لفترة طويلة ومتواصلة من الزمن.
- استبدلي في أقرب مناسبة ارتداء الكعب بالأحذية المسطحة أو الرياضية المتخصصة لمنح عضلات ظهرك وساقيك "بعض الراحة" من الضغوط والإجهاد العضلي الهيكلي الذي يفرضه الكعب عليكِ.
- اختاري الكعب الذي يبلغ ارتفاعه بوصتين كحد أقصى.
- الحذاء ذو الكعب العالي مع الأصابع المدببة يمكن أن يضغط مشط قدمك ويضاعف من إجهاد عضلات ساقيكِ وظهركِ.
- تمديد عضلات ربلة الساق قبل ارتداء الكعب، وطوال اليوم بعدها إن أمكن.
فقدان الوزن وارتباطه بالحذاء وآلام الظهر
يمكن أن يساعد اختيار الحذاء في منع آلام الظهر، ولكن ما الأحذية التي تعتبر السبب الرئيسي لآلام الظهر في المقام الأول، بعد مشكلة الكعب المرتفع المعروفة.
ومن بين أحد الأسباب الأكثر إشكالية والأقل شهرة أحذية التنغيم لتنشيط العضلات. وتزعم تلك الأحذية التي تحمل شكلاً معيناً أنها تُجبر العضلات على العمل بصورة معينة عند المشي، بحيث يتم حرق السعرات وتحقيق نسبة لياقة معينة.
ويتم تصميم أحذية التنغيم مع كبسولات صغيرة في النعل، تشبه الألواح المتذبذبة أو بالونات المياه أو الهواء القوية، وتحاكي هذه التصاميم المشي على سطح غير مستقر أو مستقيم، والهدف من ذلك هو جعل عضلات الساقين تعمل بشكل غير طبيعي عند المشي.
ومع ذلك، فإن النعل غير العادي لهذا الحذاء يؤدي إلى توزيع غير متوازن لوزن الجسم، والذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى إجهاد في أوتار العرقوب، وكذلك إصابات في الكاحل والرُّكبة والظهر.
وبحسب موقع A.Vogel للصحة واللياقة البدنية قد تحتوي أحذية التنغيم أيضاً على نعل منحنٍ، وهو مصمم مرة أخرى ليجعلك تستخدم عضلات إضافية عند المشي. ويمكن أن تسبب هذه أيضاً تغييراً في وضعية الجسم عند المشي، ما يؤدي إلى آلام الظهر والعنق.
وبدون نعل مسطح في الحذاء هناك أيضاً احتمال متزايد للسقوط وعدم التوازن.
ولمنع أضرار هذا النوع من الأحذية:
- قم بالاستثمار في حذاء رياضي مريح.
- قم بتمارين لشد الجسم وفقدان الوزن بشكل مستقل.
- تقوية مفاصل الكاحل لتحسين الاستقرار والتوازن عند الوقوف والمشي.
ما الذي يجب أن تبحث عنه عند اختيار الأحذية؟
- الراحة ثم الراحة
يجب أن يُشعرك الحذاء الذي ترتديه وتسير فيه بالراحة في المقام الأول، ولا ينبغي أن يسبب لك التقريص أو التهيُّج أو الضغط والألم في أي جزء من القدم، حتى عند تجربتها للمرة الأولى في المتجر وهي جديدة. على عكس ما يُشاع لدى البعض أن قالب الحذاء سيتغير بالاستخدام والوقت.
وبحسب EveryDay Health، عندما تحاول ارتداء الحذاء الجديد اقض بعض الوقت في التجول به والانتباه إلى ما تشعر به أثناء السير. ولا تشترِ أحذية ضيقة أكثر من اللازم، أو أوسع من اللازم، أو غير داعمة للوقوف بشكل مستقيم، أو غير مريحة بأي شكل من الأشكال، بغض النظر عن مظهرها الرائع أو سعرها الذي لا يمكن تفويته.
- التبطين وامتصاص الصدمات
بالإضافة إلى راحة الحذاء وعدم ارتفاع الكعب عن اللازم فإن مدى امتصاص كعب الحذاء للصدمات أثناء الحركة مهم جداً في تجنُّب آلام ظهرك.
وعند السير قد يضرب بعض الناس الأرض بقوة أكبر من الآخرين، ما يؤدي إلى حدوث صدمات متتالية في الرجل والظهر. والخيار الأنسب لتجنُّب المشكلة هو انتقاء حذاء ليس شديد الصلابة أو شديد النعومة والطراوة.
وعندما يتعلق الأمر بأحذية الجري، فإن الأحذية "القصوى" التي تحتوي على الكثير من التبطين هي الأنسب بين ممارسي رياضة المشي لمسافات طويلة والأشخاص الذين يعانون من القدم عالية القوس.
ويمكن أن يوفر اختيار حذاء مع توسيد وتبطين كثيف امتصاصاً إضافياً للصدمات لدى العدائين، وبالتالي قد يكون خياراً جيداً للعدائين الأكبر سناً، أو العدائين الذين لديهم تاريخ من إصابات الإجهاد، أو العدائين الذين يركضون في الغالب على الأسطح الصلبة مثل الإسفلت، وفقاً لمجلة Podiatry Today.
- تجنّب الصنادل
بشكل عام لا تقدم الصنادل والنعال الكثير من الدعم، ولكن إذا كنت تحب الصنادل كأحذية يومية خفيفة، خاصة في فصل الصيف، يجب أن تختار النوعيات المساعدة في تعديل القوس وضبط الظهر.
أما النعال المفتوحة أو الشبشب فهي تسمح فقط بالمشي السريع لشراء شيء من أسفل بيتك، أو للتسكُّع على الشاطئ، ولكن لا يُنصح باستخدامها طوال اليوم.
ومعظم النعال المفتوحة تخفض الكعب بشكل كبير، وتضغط على أسفل أصابع قدميك، ومهما كان مبطناً فلن يكون سميكاً بما يكفي لامتصاص صدمة كل خطوة.
كذلك تسبب النعال المنزلية جميع المشكلات التي تُفاقم من آلام الظهر، ولكن بالطبع قلة من الناس يرتدون النعال أثناء الخروج والتنقل، لذا ما دمت ترتدي النعال في المنزل فقط فلا داعي للقلق كثيراً بشأنها.