يمكن للتغيرات السريعة في مستويات الجلوكوز في الدم نتيجة تناول كمية معينة من السكريات أن تسبب الصداع في بعض الأحيان وآلام الرأس غير المفهومة الأسباب.
وفي العادة يمكن أن يتراوح الصداع من مزعج إلى منهك تماماً ومعطلاً عن الحياة بصورة طبيعية، لذا فإنه من المهم فهم ما يسبب الشعور بالصداع من السكريات، وكيف من الممكن أن يعمل الشخص على تحسين الحالة.
ويمكن أن تلعب مستويات السكر في الدم بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية دوراً محورياً في التسبب بهذا النوع من الصداع، إذ يمكن أن يؤثر الطعام الحلو على كليهما بشكل كبير.
تأثير السكريات على جسم الإنسان
السكر عنصر حيوي مهم في تركيب كيمياء جسم الإنسان. إذ يمكن أن يسبب تناول الكثير من السكر أو القليل منه مشاكل صحية متعددة، بما في ذلك الصداع. ويحدث هذا لأن السكر له تأثير مباشر على الدماغ والجهاز العصبي.
وتقول الطبيبة إيفان بارناتان، لموقع Insider إنه "مع ارتفاع نسبة السكر في الدم، يمكن أن تحدث نسبة محدودة من التورم في الأوعية الدموية وأنسجة المخ المحيطة بها والمناطق التي حولها، وهو الأمر الذي يسبب الصداع من السكريات".
وبالإضافة إلى ذلك، غالباً ما يكون ارتفاع نسبة السكر في الدم مصحوباً بحالة من الجفاف ونقص تناول المياه، ما قد يؤدي إلى حدوث صداع أقوى وأشد.
من ناحية أخرى، فإن تناول القليل من السكر يمكن أن يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم. وعندما يكون سكر الدم منخفضاً أكثر من اللازم، مثلما يحدث عند الصيام أو بذل المجهود البالغ دون تناول الغذاء، يتحول الجسم حينها إلى مصادر بديلة للطاقة من الدهون والبروتينات، تسمى الكيتونات. وتسمى هذه العملية بالعملية الكيتوزية أو Ketosis، ويمكن أن تؤدي إلى الصداع الشديد أيضاً.
لماذا يحدث الصداع من السكريات؟
يمكن أن يسبب ازدياد استهلاك السكر أو نقص تناوله إلى إصابة الشخص بالصداع الذي تختلف درجات حدّته وفقاً للحالة.
ويمكن أن يؤدي استهلاك الكثير من السكر أو الكربوهيدرات المكررة إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. كما يمكن أن يؤدي تناول القليل أكثر من اللازم من الكربوهيدرات إلى انخفاض مستويات السكر في الدم. وبالتالي عندما يتحدث الناس عن "تخمة السكريات" أو "انهيار نسبة السكريات"، غالباً ما تكون مستويات الجلوكوز في الدم هي السبب الأساسي.
ويؤدي انخفاض نسبة السكر في الدم إلى مجموعة من الأعراض، بما في ذلك الصداع وآلام العضلات والشعور بالهبوط. ويكون الأشخاص الذين يتناولون الأنسولين أكثر عرضة للإصابة بانخفاض مستويات السكر في الدم عن غيرهم، وفقاً لموقع Very Well Mind.
ويمكن أن يؤثر ارتفاع نسبة السكر في الدم على الأشخاص الذين يستهلكون الكثير من السكر، أو لديهم مقاومة للأنسولين، أو يعانون من مرض السكري.
أعراض مصاحبة لمشكلة الصداع من السكريات
وبحسب موقع Migraine Trust الصحي، يمكن أن يتسبب انخفاض السكر في حدوث صداع نصفي، وقد يكون السبب أيضاً وراء رغبة بعض الأشخاص المصابين بالصداع النصفي في تناول السكريات قبل أو أثناء نوبة الصداع النصفي. وتشمل أعراض الصداع النصفي ألماً شديداً وخفقاناً على جانب واحد من الرأس إلى جانب الغثيان والقيء، وفقاً لكلية الطب بجامعة هارفارد.
كذلك متلازمة ما بعد الأكل هي مصطلح آخر يستخدم لوصف انخفاض نسبة السكر في الدم بعد تناول الطعام، بحسب مستشفيات جامعة ويسكونسن. وتبدأ أعراضه عند نقص السكر في الدم بعد الأكل أو عند الهضم في غضون أربع ساعات بعد تناول وجبة غنية بالسكر المكثف.
وإلى جانب الصداع، يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى التعرق، والضعف العام، والغثيان، وتقلب المزاج، والارتباك وعدم الاتزان.
النسبة الملائمة من السكر لتجنب الصداع من السكريات
يلفت موقع Healthline إلى أنه خلال السنوات الأخيرة أصبح النظام الغذائي العالمي أكثر انغماساً من أي وقتٍ مضى في الأطعمة السريعة المعتمدة على الدهون والكربوهيدرات والسكريات. وبات من الصعب بازدياد إدارة مدخول السكر المناسب في الجسم؛ الأمر الذي جعل ظاهرة الصداع من السكريات أمراً شائعاً بين الكثير من الناس حول العالم.
وتوصي جمعية القلب الأمريكية النساء بعدم تناول أكثر من ستة ملاعق صغيرة من السكر يومياً وألا يستهلك الرجال أكثر من 9 ملاعق صغيرة. وبشكل عام، يجب أن تحافظ على مستوى السكر في الدم بين 70-120 ملليغراماً لكل ديسيلتر (مغم/ديسيلتر). وقد يتغير هذا الرقم إذا كنت تعاني من مرض السكري أو حالة صحية أخرى. ولكن دائماً اتبع توصيات طبيبك الخاص بشأن نظامك الغذائي ومستويات السكر في الدم.
كيف يمكن علاج المشكلة؟
يمكن للناس علاج معظم حالات الصداع الخفيفة إلى المتوسطة الناجمة عن تناول السكريات، باستخدام مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية ومن خلال الراحة.
ومع ذلك، إذا كان الشخص يعاني من صداع مستمر وشديد، فعليه مراجعة الطبيب. إذ يمكن أن يشير إلى مشكلة في مستويات السكر في الدم أو مشاكل أخرى.
ولتجنب الصداع من السكريات، يمكن للأشخاص تجربة ما يلي وفقاً لموقع Medical News Today:
- تناول وجبات منتظمة ومغذية.
- اختيار الكربوهيدرات المعقدة غير المصنعة، مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقول.
- اتباع تعليمات الطبيب لإدارة مرض السكري في حالة الإصابة به.
- ممارسة الرياضة بانتظام وبذل المجهود البدني المعتدل يومياً.
- الحد من استهلاك المشروبات الغازية والحلويات والأطعمة الأخرى التي تحتوي على سكر مضاف.
وتشمل الطرق الأخرى للوقاية من الصداع ما يلي:
- ترطيب الجسم. تناول الكثير من الماء يمنع الجفاف الذي قد يفاقم مشكلة الصداع من السكريات.
- الحصول على قسط كاف من النوم. يمكن أن يؤدي النوم الزائد أو القليل جداً إلى الصداع أيضاً، لذلك من المهم الحصول على الراحة الكافية.
- تقليل الإجهاد. قد تساعد اليوجا والاسترخاء وأشكال التمارين الأخرى في تقليل التوتر والشد العصبي الذي يفاقم من حدة الصداع.
- الاحتفاظ بدفتر يوميات. يمكن أن يساعد تسجيل نوبات الصداع وأسبابها المحتملة على تحديد المحفزات وتجنبها في المستقبل.
- كما يمكن للطبيب العمل مع الفرد لمعرفة سبب الصداع ووضع خطة لإدارته وعلاجه وعلاج المشاكل الكامنة وراءه.