مع حلول شهر رمضان المبارك، تستنفر منازل المسلمين في مدغشقر تأهباً، وتستحضر العادات استعداداً للعبادات ولمّ شمل العائلة على مائدة الإفطار.
يعد المطبخ في مدغشقر انعكاساً للثقافات الإفريقية والعربية والإندونيسية التي استقرت في البلاد، وكذلك بعض التأثيرات الفرنسية الموجودة في المحاصيل التي جلبها المستعمرون الفرنسيون الأوائل بما في ذلك الفانيليا والقهوة والقرنفل وقصب السكر.
عادة ما تحتوي الوجبة التقليدية في مدغشقر على طبق رئيسي واحد من اللحوم أو الدواجن أو السمك مع طبق جانبي من الخضار، مصحوبة بوعاء من الرو (وهو عبارة عن مزيج من الأعشاب والأوراق والأرز).
يشتهر المطبخ في مدغشقر بأنه لذيذ للغاية على الرغم من تحضيره بطريقة بسيطة دون الكثير من التوابل. وتُعد أساسيات المطبخ البصل والطماطم والثوم والزنجبيل لنكهة لاذعة.
أشهر الأطباق الرمضانية في مدغشقر
فوزا سي هينا كيسوا: يتكون هذا الطبق من اللحم المقلي وسرطان البحر ويقدم مع الأرز.
رامازافا: تعد هذه اليخنة هي الطبق الوطني في مدغشقر، إذ يتكون هذا الطبق من أوراق وأعشاب وقطع من لحم البقر أو الدجاج مطبوخة في الزيت. ونكهتها حادة بعض الشيء بسبب استخدام حبات الخردل الطازجة.
فاري أميدانانا: يشمل هذا الطبق الأرز، وأوراق الشجر أو الأعشاب، واللحم وأحياناً الجمبري.
لاسوبي: هو حساء مصنوع من مرق لحم العجل أو لحم البقر والخضراوات، بما في ذلك الجزر واللفت والبطاطا البيضاء والبصل الأخضر والفاصوليا والطماطم ثم الملح. بمجرد أن يصبح الحساء سميكاً، يتم تقديمه مع البسكويت أو الخبز الطازج.
ومن أطباق المقبلات تشتهر وصفة "نيم"، وهي عبارة عن رقائق العجين محشية بالبطاطس واللحم والملفوف والبصل، يتم قليها بالزيت وتقديمها، إلى جانب صلصة حارة وحامضة.
حلويات
أما الحلويات فتميل إلى أن تكون فواكه استوائية محلية لذيذة يتم تقديمها مع رش السكر في الأعلى وبعض الفانيليا.
ومن أشهر الحلويات الرمضانية حلوى تسمى كوبا.
تتكون بشكل أساسي من الموز المهروس والفانيليا والفول السوداني المطحون، جنباً إلى جنب مع دقيق الذرة والعسل.
يُلف الخليط بأوراق الموز ويُسلق أو يُطهى على البخار، تنتشر شعبيتها في جميع أنحاء مدغشقر لدرجة أنها تباع في محطات الوقود والمحال التجارية باسم Koba akondro.
الإسلام في مدغشقر
انتشر الإسلام في ثاني أكبر دولة مقامة على جزيرة بالعالم لأول مرة في العصور الوسطى من قبل التجار العرب والمسلمين الصوماليين، الذين أسسوا العديد من المدارس الإسلامية على طول الساحل الشرقي.
في حين أن استخدام الحروف العربية والكلمات المستعارة واعتماد علم التنجيم الإسلامي انتشر في جميع أنحاء الجزيرة، إلا أن الدين الإسلامي انتشر في عدد قليل فقط من المجتمعات الساحلية الجنوبية الشرقية.
ويشكل المسلمون 3 إلى7% من سكان مدغشقر ويتركزون بشكل كبير في المقاطعات الشمالية الغربية من ماهاغانغا وأنتسيرانانا، وتعد الغالبية العظمى من المسلمين من السنة، وينقسم أصل المسلمين بين أهل الجزيرة نفسها وهنود وباكستانيين وبعض سكان جزر القمر.
وينشط المعهد الإسلامي في مدغشقر عبر نشر صفحات توعية وإرشادات في بعض الصحف الكبيرة للإجابة عن أسئلة الصائمين ونشر التوعية لمن يعجزون عن ارتياد المسجد بسبب كبر السن أو عدم القدرة على الحركة.
وكعادة المسلمين في شتى دول العالم، ينظم المسلمون موائد إفطار للمحتاجين وعابري السبيل، يساعدهم في تنظيمها مواطنون من أديان وطوائف أخرى في تعاضد مجتمعي يميز الجزيرة.