لا شكَّ أنَّ لكل شخص يعمل على تخفيف وزنه أسلوبه الخاص في تحديد طرق قياس الوزن، وذلك من أجل معرفة ما حققه من زيادة أو نقصان.
طرق قياس الوزن وأيهما أفضل
بعض الناس يفضلون قياس أوزانهم بشكل يومي، ويمكن أن تساعد هذه الطريقة في تحفيز الشخص الذي يتبع نظاماً غذائياً للحفاظ على نمط حياة صحي، في حين يفضل آخرون الابتعاد عن القياس اليومي والاكتفاء بقياس الوزن كل أسبوع أو شهر، فما هي الطريقة الأفضل؟
قياس الوزن يومياً ليس سيئاً كما يظن البعض
لقد ثبت أن قياس الوزن اليوم هو طريقة رائعة لمنع زيادة الوزن على المدى الطويل، فقد بحثت إحدى الدراسات في مقدار زيادة الوزن على المدى الطويل للأشخاص الذي لا يزينون أنفسهم يومياً.
وأفادت الدراسة التي نشرها موقع Health Line الطبي بأنّ الأشخاص الطبيعيين الذي كانوا يسعون فقط للحفاظ على أوزانهم كما هي قد نتج عن قياسهم اليومي خسارة طفيفة في الوزن.
أما الأشخاص الذي زانوا أنفسهم مرة في الشهر فقد اكتسبوا شهرياً نحو 2.2 كيلوغرام في المتوسط.
الاختلاف الأكبر كان لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن
كما وجدت الدراسة عند الأشخاص الذين يسعون لتنقيص أوزانهم أنّ الذين يزنون أنفسهم يومياً فقدوا 4.4 كغ شهرياً، أما الذين يزنون أنفسهم شهرياً اكتسبوا 1 كيلوغرام في نهاية ذلك الشهر.
والسبب الرئيسي لفاعلية هذا الأمر هو أن الوزن الذاتي يومياً يسمح لك بالسيطرة على اكتساب الوزن قبل أن يبدأ بالتصاعد ويسمح لك بإجراء التغييرات اللازمة لمنع استمرار ذلك.
وأيضاً خلصت دراسة أخرى إلى أن عمليات الوزن اليومية مفيدة، قام الباحثون وفقاً لما ذكرته جمعية القلب الأمريكية بتتبع 1042 بالغاً على مدار عام ووجدوا أن الأشخاص الذين يزنون أنفسهم مرة واحدة في الأسبوع أو أقل لم يفقدوا الوزن، في حين أن الأشخاص الذين يزنون أنفسهم 6 أو 7 مرات في الأسبوع كان متوسط فقدانهم للوزن 1.7%.
وقالت إيمي والترز، أخصائية نفسية ومديرة الخدمات السلوكية في مركز همفريز للسكري: "إنّ هذا إجراء نسميه المراقبة الذاتية وهي استراتيجية قائمة على الأدلة نستخدمها مع جميع أنواع تغيير السلوك".
وأضافت أنّ القياس الذاتي اليومي يمنح الناس بعض المساءلة ويمكن أن يخلق بعض ردود الفعل الطبيعية، ويمكن أيضاً أن يكون بمثابة مصدر للتحفيز.
هل لقياس الوزن اليومي مساوئ فعلاً؟
منذ وقت ليس ببعيد كان يُعتقد أن قياس الوزن اليومي يضر بصحة الإنسان العقلية، وهي فكرة لاتزال موجودة إلى يومنا هذا.
ويزعم أصحاب هذه النظرية أنّ للقياس اليومي آثاراً سلبية على المزاج وقد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة باضطراب الأكل.
على الرغم من أن هذا قد يكون صحيحاً في مجموعة صغيرة من الأشخاص، فإنّ معظم الدراسات توصلت مراراً وتكراراً إلى استنتاج مختلف.
إذ تشير الأبحاث إلى وجود أدلة قليلة جداً على أن قياس الوزن اليومي المتكرر هو بسبب المزاج السلبي أو عدم الرضا عن الجسم، خاصةً كجزء من برنامج إنقاص الوزن، وإنما هذه الطريقة قد تزيد من إشباع الجسم بدلاً من تقليله.
ومع ذلك هناك مجموعة من الأشخاص الذين قد تتطور لديهم صورة سلبية عن الجسم أو تدني احترام الذات أو سلوكيات أكل غير مرغوب فيها نتيجة الوزن اليومي.
ملاحظة: إذا وجدت أن قياس الوزن اليومي يسبب لك مشاعر سيئة تجاه نفسك أو سلوكياتك في تناول الطعام فيجب أن تجد طرقاً أخرى لقياس ما تحرزه من تقدّم.
أفضل أوقات قياس الوزن للحصول على نتائج جيدة
أفضل أوقات القيام بقياس الوزن هو بعد الاستيقاظ مباشرة، وبعد الذهاب إلى الحمام وقبل تناول الطعام أو الشراب.
إذ يميل وزنك إلى التقلب بشكل أقل في الصباح منه في وقت متأخر من اليوم عندما يكون لديك الكثير من الطعام والشراب، وهذا أيضاً هو سبب الحصول على وزن أقل في الصباح عن الوزن ليلاً، لذلك ننصحك بوزن نفسك بعد الاستيقاظ مباشرة.
أيضاً هناك شيء آخر يجب أخذه بالحسبان، وهو قياس الوزن دائماً بالملابس نفسها، فلا يصح مثلاً أن تقيس وزنك اليوم وأنت ترتدي ملابس وزنها 500 غرام، وفي اليوم التالي بملابس وزنها 1 كيلوغرام.
إضافة إلى ذلك عليك أن تأخذ بعين الاعتبار بعض الأمور الأخرى التي قد تعجل وزنك يتقلب من يوم لآخر مثل:
- ماذا أكلت أو شربت في اليوم السابق؟
- الانتفاخ أو احتباس الماء.
- الدورة الشهرية.
- ما إذا كنت قد عانيت من حركات الأمعاء مؤخراً.
طرق أخرى لتتبع قياس الوزن
من المهم أيضاً أن تستخدم العديد من المقاييس خلال قياس الوزن مثل قياس مؤشر كتلة الجسم وقياس نسبة الدهون وكتلة العضلات، فهذه الأمور ستعطيك صورة أفضل عن التقدم الذي تحرزه.
فعلى سبيل المثال، إذا كنت تمارس الرياضة إلى جانب القيام بحمية غذائية، فذلك سيجعلك تكتسب عضلات، وبالتالي فإن الميزان لن يظهر تقدمك وبدلاً من ذلك سيظهر أنك اكتسبت وزناً.
في حين أن فقدان الوزن يمكن أن يشير إلى التقدم، فإن المقياس لا يفرق بين الوزن الصحي مثل العضلات والوزن غير الصحي مثل الدهون.
لذلك قد يكون من الجيد إضافة طرق أخرى لتتبع تقدمك في نظامك وهنا بعض الأمثلة:
قياس محيط العضلات: حجم العضلات أقل بكثير من الدهون، لذلك قد يتناقص محيطك حتى لو ظل وزنك كما هو أو ارتفع.
قياس نسبة الدهون في الجسم: من خلال قياس نسبة الدهون في الجسم يمكنك ملاحظة التغيرات في كتلة الدهون بغض النظر عن وزنك.
التقط صوراً لنفسك بانتظام: يمكنك ملاحظة أي تغيرات في جسمك من خلال مقارنة صورك في ملابس متشابهة.
لاحظ شعورك من خلال ارتداء ملابسك: من المحتمل أن تؤثر أي تغييرات في وزنك على كيفية ملاءمة ملابسك، وهي أحد أفضل مؤشرات التغيرات في جسمك.