هناك العديد من الخرافات التي تتعلق بزيادة ونقصان الوزن، الأمر الذي يجعلنا نعاني حقاً في تمييز الحقائق، ففي عالم التغذية نسمع كل يوم نصائح جديدة ومتضاربة في كثير من الأحيان حول مسببات زيادة الوزن وطرق خسارته.
جمعنا لكم هنا أبرز نصائح التغذية التي كان يُنظر إليها على أنها حقائق بديهية وبات الأطباء يشككون في صحتها اليوم:
خرافات تتعلق بزيادة ونقصان الوزن
هذه الحمية ستعطيك النتائج الأفضل
هناك العديد من الحميات التي نصح بها الخبراء منذ سنوات وحتى الآن، من حمية أتكينز إلى حمية البحر المتوسط، وحمية زون التي تسمح لك بمقدار محدد من الكربوهيدرات والدهون والبروتينات في كل وجبة، عدا نظام ماكروبيوتيك الغذائي، وهو نظام يعتمد على تناول الحبوب الكاملة والخضراوات.
لكن مع هذا الكم الهائل من الحميات، قد تتساءل أيها ينفع حقاً في فقدان الوزن والحفاظ على الصحة في نفس الوقت؟
وفقاً لدراسة نُشرت عام 2013 في دورية الجمعية الطبية الأمريكية لا توجد أدلة علمية على وجود حمية أفضل من غيرها لإنقاص الوزن، احرص فقط على عدم اتباع الحميات التي تحرمك تماماً من العناصر الغذائية الهامة لجسمك، وأرفق نظامك الغذائي بالتمارين الرياضية.
فقدان الوزن بالتدريج أفضل من فقدانه بسرعة
جرّب كثيرون حميات قاسية يتناولون فيها أقل من 800 سعرة حرارية، ويحرمون أجسادهم من المواد الغذائية الضرورية مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والنحاس، وذلك بهدف فقدان الوزن بسرعة كبيرة.
ويقول الخبراء إن هذه الحميات عادة تؤدي إلى نتائج عكسية، إذ إن الفقدان السريع للوزن يبطئ عملية الأيض، لذا ستتوقف عن فقدان الوزن على المدى الطويل وتكتسبه مرة أخرى.
لكن الأبحاث لا تدعم هذه النظرية. في مقالٍ نشرته دورية نيو إنغلاند الطبية، أظهرت التجارب أن من فقدوا الوزن بسرعة كان وزنهم أقل في نهاية المتابعة طويلة المدى.
واستنتج الباحثون أن "التوصية بفقدان الوزن بصورة أبطأ قد تتعارض مع نجاح جهود فقدان الوزن في النهاية"، وفقاً لما ورد في موقع HowStuffWorks الأمريكي.
مع ذلك يجب أن تحرص عند اتباع الحميات القاسية ألا تحرم جسمك من الفيتامينات والمعادن الضرورية، وقم بالتخطيط لحميتك تحت إشراف طبيب مختص.
الأكل بعد الثامنة مساءً يزيد الوزن
جميعنا سمعنا بالنظرية التي تقول إن الأكل الكثير في وقتٍ متأخر من الليل يمنع أجسادنا من حرق الكثير من السعرات الحرارية، ويساعدها على تخزين المزيد من الدهون.
لكن للعلم رأي آخر؛ إذ أوضحت الدراسات عدم وجود ترابط بين زيادة الوزن ووقت تناول الطعام.
لكن هناك نقطة مهمة: إذا كنت تأكل في الليل وجبات إضافية عدا وجبات الطعام الأساسية خلال اليوم، فهذا يعني بالتأكيد سعرات حرارية أكثر وزيادة أكبر في الوزن.
التهام كميات كبيرة من الفواكه يزيد وزنك
يعتقد البعض أن للفواكه فوائد في إنقاص الوزن لأنها تشعرك بالشبع، وتجعلك أقل ميلاً لالتهام الوجبات الخفيفة.
لكن قائمة المشككين في الفاكهة تتزايد، وينشرون المقالات والتعليقات على الإنترنت، التي تزعم أن الفركتوز، أو سكر الفواكه، سيئٌ مثله مثل السكريات المصنعة، ويسبب تراكم الوزن الزائد.
كلا الاعتقادين خاطئ، وفقاً لدراسة من عام 2014 من باحثين بجامعة ألاباما في برمنغهام. وبعد تحليل بيانات من سبع تجارب علمية تضمنت 1200 مشترك، استنتج الباحثون أن زيادة استهلاك الفاكهة له "أثر شبه صفري" على فقدان الوزن.
لكن إليكم الخبر الجيد: الفواكه لا تزيد وزنك كذلك.
الدهون الكاملة تزيد وزنك
هناك معتقدٌ شائعٌ بأنك إن أكلت أو شربت أطعمة غنية بالدهون فسيزداد حجم الدهون لديك، خاصة في البطن والأرداف.
لكن وفقاً لمقالٍ على موقع كلية هارفارد للصحة العامة، تُظهر الدراسات أن نسبة الدهون في حمية الشخص لا تؤثر على وزنه.
لكن نوع الدهون هو ما يحدث الفرق، حاول تناول أطعمة بدهون غير مشبعة أحادية أو متعددة، وقلِّل من الدهون المشبعة الموجودة في الزبد والجبن واللحم الأحمر.
حبوب منع الحمل تزيد الوزن
هذه معلومة تخشاها الكثير من النساء. "فالحبة" تسبب لأجساد الكثير من مستخدماتها بالفعل الاحتفاظ بالمزيد من السوائل، ما يمنحهم شعوراً بأن مناطق الثدي والفخذ والورك تكبر.
لكن كما نقلت مجلة Nature في 2006، استنتج باحثون طالعوا البيانات من 44 دراسة أنه لا يوجد دليل على أن استعمال حبوب منع الحمل يسبب زيادة في الوزن.
ووجدت الدراسة أيضاً أن حبوب منع الحمل لها أثر ضعيف على زيادة شهية المرأة، وهذا تفسير شائع لزيادة الوزن.
وحين بدأ استعمال الحبوب في الستينات، كان بها مستوى مرتفع للغاية من الإستروجين، الذي يزيد الشهية والاحتفاظ بالسوائل، لكن النسخة الحالية من الحبوب الفموية بها مستويات أقل بكثير من الإستروجين.
تناوَل كميات أقل من الطعام ومارِس المزيدَ من التمارين الرياضية
دهون الجسم هي ببساطة طاقة مخزنة، ولفقدان الدهون تحتاج إلى حرق سعرات حرارية أكثر مما تتناوله.
لهذا السبب، يبدو من المنطقي أن تناول كميات أقل من الطعام وزيادة الحركة قد يؤديان إلى فقدان الوزن.
بينما قد تكون هذه النصيحة مفيدة، خاصةً إذا قمتَ بإجراء تغيير دائم في نمط حياتك، إلا أنها تعتبر توصية سيئة لمن يعانون من مشكلة وزن خطيرة، وفقاً لما ورد في موقع Healthline.
سينتهي الأمر بمعظم الأشخاص الذين يتبعون هذه النصيحة باستعادة الوزن المفقود بسرعة كبيرة بسبب العوامل الفسيولوجية والكيميائية الحيوية.
هناك حاجة إلى تغيير كبير ومستدام في سلوك الشخص لفقدان الوزن مع النظام الغذائي وممارسة الرياضة، ولا يكفي تقليل تناول الطعام وممارسة المزيد من النشاط البدني.
إن نُصح شخص يعاني من السمنة بتناول طعام أقل، والحركة بشكل أكبر، يشبه إخبار شخص مصاب بالاكتئاب بأن يبتهج، وفقاً للخبراء.