هل تعاني من مشكلة عدم تناول طفلك لجميع الأطعمة؟ دراسة تؤكد أن السبب مرتبط بك

هل أنت محبط من قصة تناول طفلك أطعمة محددة ورفضه أنواعاً أخرى كثيرة وتحاول إيجاد حل لذلك؟ عليك أولاً أن تعرف أنك جزء من المشكلة.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/05/31 الساعة 13:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/31 الساعة 13:24 بتوقيت غرينتش
طفلي لا يتناول جميع الأطعمة فما هي المشكلة؟

هل أنت محبط من قصة تناول طفلك أطعمة محددة ورفضه أنواعاً أخرى كثيرة وتحاول إيجاد حل لذلك؟ عليك أولاً أن تعرف أنك جزء من المشكلة.

طفلي لا يتناول جميع الأطعمة فما هي المشكلة؟

ففي دراسة حديثة نقلتها شبكة CNN الأمريكية، تتبعت أكثر من 300 طفل وآباءهم على مدار 5 سنوات، توصلت إلى أن مطالبة الطفل بتناول الطعام أو تقييد اختياراته في الطعام يرتبطان بوالديه اللذين يضغطان عليه لتناول جميع ما يقدمانه له.

وقالت الطبيبة ميغان بيش، باحثة قديمة وطبيبة مختصة في سلوك وتطور الأطفال: "تناول الطعام واحد من الأشياء القليلة التي بإمكان الأطفال ممارسة السيطرة عليها".

ومن ناحية أخرى، وُجِد أنَّ الأطفال الذين لا ينتقون الأطعمة ويأكلون كل شيء مقدم لهم كان ذلك بسبب غياب ضغط الوالدين.

الدراسة شملت العائلات الفقيرة

وكانت العائلات التي شملتها الدراسة تعيش عند مستوى الفقر أو تحت خط الفقر الذي تحدده الدولة التي يعيشون فيها وهي أمريكا.

لذلك طلب الباحثون من الآباء الرد على الاستبيانات التي تصف مستوى أكل أطفالهم الصعب الإرضاء، وكيف تعامل الآباء مع هذه المشكلة. وأكمل الآباء الاستبيانات حين كانت أعمار أطفالهم 4 و5 و8 و9.

وقالت الباحثة ميغان: "ما يجعل هذه الدراسة فريدة حقاً هو أننا تمكنا من رسم هذا السلوك على مدى فترة زمنيةٍ أطول"، مضيفة أنَّ الدراسة لم تجد أنَّ الطفل تخلى عن سلوك الأكل الانتقائي خلال تلك السنوات الخمس التي ينمو خلالها. وقالت إنه سواء استمر ذلك السلوك مع نمو الطفل أم لا، فهو "سؤال مهم تستحق دراسته في المستقبل".

وقُسِّم الأطفال طبقاً لدرجة انتقائيتهم في الطعام إلى مستوى منخفض ومتوسط وعالٍ. وجاء نحو 15% من الأطفال المشمولين في الدراسة ضمن أعلى مستوى، إذ غالباً ما رفض الأطفال تناول الخضراوات أو كانوا قلقين للغاية بشأن تجربة الأطعمة الجديدة.

على الآباء ترك حرية اختيار الأطعمة لأطفالهم

قالت نانسي زوكر، أستاذة الطب النفسي: "إنَّ هؤلاء الأطفال ربما لديهم "آلاف الذكريات السلبية حول الطعام"، مثل الصراع حول الوجبات، والمذاق غير المريح والانزعاج".

لذلك من الضروري أن يتخلى أولياء الأمور عن رغبتهم في أن يتذوق الطفل طعاماً معيناً، والتركيز بدلاً من ذلك على منحه مجموعة من التجارب السارّة بمنحهم حرية أكبر باختيار ما يودّون تذوقه".

بدورها، قالت ميغان: "لا تجبروا أطفالكم على أكل ما في أطباقهم، أو على الجلوس إلى مائدة الطعام لحين الانتهاء من كمية معينة من الطعام. وتجنبوا رشوتهم لتناول الطعام".

وأقرت ميغان بأنَّ هذا سيكون صعباً على الوالدين، مشيرة إلى أنها هي أيضاً تعاني من الشيء نفسه مع أطفالها الثلاثة.

وأضافت: "من الطبيعي أن تميلوا إلى قول: إذا أنهيت طبقك، فسأسمح لك بتناول الحلوى. لكن يمكن أن يأتي هذا بردّ فعل عكسي ويخلق صلةً أكثر سلبية مع هذا الطعام".

ووجدت الدراسة عدم وجود فرق بين الأطفال بسبب التركيبة السكانية الاجتماعية والاقتصادية، لكنها وجدت معدلات أعلى من الانتقائية المرتبطة بالطعام بين الأطفال الذين لديهم مشاكل في تنظيم مشاعرهم. إذ كان هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للتغيرات المبالَغ فيها في الحالة المزاجية مع احتمال زيادة الانزعاج أو المزاج السيئ.

وتابعت ميغان: "يميل بعض الأطفال إلى أن يكونوا أكثر حذراً ومتوترين بعض الشيء؛ لذا لا أعتقد أنَّ الآباء يجب أن يلوموا أنفسهم على هذا. بعض الأطفال سيصبحون حتماً صعبي الإرضاء حين يتعلق الأمر بالطعام".

جرِّبوا هذه الطريقة

لأنَّ الانتقائية في تناول الطعام اتضحت بحلول سن الرابعة ولم تتراجع خلال السنوات الخمس التي غطتها الدراسة، "يجب أن تبدأ التدخلات في الأعمار الأصغر، بسبب استقرار مسارات الانتقائية في تناول الطعام بمرور الوقت".

وقال الخبراء إنَّ أفضل وقت لتقديم أطعمة جديدة هو عندما يبدأ الطفل في تناول الأطعمة الصلبة في عمر 6 أشهر، ثم يواصل تقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة طوال سنوات التكوين في مرحلة الطفولة.

علامات:
تحميل المزيد