تنتشر عشبة الشبت في الكثير من المطابخ العالمية، العربية، والأوروبية، والآسيوية، وتتميز بالسيقان النحيلة والأوراق الناعمة "الريشية" والنكهة العطرية.
تستخدم الأوراق عادة في الوصفات بينما لا تستخدم السيقان عادة، كما يمكن استخدام الشبت المجفف في شكلين: الأوراق المجففة وهي توابل شائعة، كما يمكن استخدام بذور نبات الشبت كتوابل ولها نكهة شبيهة بالكراوية.
يستخدم الشبت – يسمى بالإنجليزية Dill – عادة لرفع نكهة الأطباق المختلفة، وغالباً ما يقترن بالسلمون والبطاطا، كما يمكن إضافته إلى المقبلات، والسلطات، وكذلك الصلصات، وتعزيز نكهة أطباق الأسماك.
بالإضافة إلى استخدامات الطهي، فإن الشبت غني بالعديد من العناصر الغذائية، وقد استخدم تقليدياً لعلاج الأمراض المختلفة، بما في ذلك مشاكل الجهاز الهضمي، والمغص عند الرضع، ورائحة الفم الكريهة.
ونستعرض في هذا المقال فوائد الشبت الغذائية:
غني بالمغذيات الطبيعية
كوب مليء بأغصان نبات الشبت أي ما يعادل 9 غرامات تقريباً، يحتوي حوالي 4 سعرات حرارية، و8% من القيمة اليومية التي يحتاجها الجسم من فيتامين C، بالإضافة إلى 5% من الاحتياج اليومي من المنغنيز، و4% من فيتامين A، و3% مما يحتاجه الجسم من كل من الفولات والحديد.
يعد فيتامين C ضرورياً للجهاز المناعي، كما أنه مضاد أكسدة قوي يحمي الخلايا من التلف الناجم عن الجذور الحرة. أما فيتامين A فهو مهم لصحة العينين، ويدعم نظام المناعة، ويساعد المانغنيز على دعم الأداء الطبيعي للدماغ والجهاز العصبي واستقلاب السكر والدهون.
الشبت غني بمضادات الأكسدة
مضادات الأكسدة هي مركبات تساعد على حماية الخلايا من التلف الناجم عن جزيئات غير مستقرة تعرف باسم الجذور الحرة.
نتيجة لذلك، تشير الأبحاث إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالمواد المضادة للأكسدة قد يساعد في الحد من الالتهابات المزمنة ومنع أو حتى علاج بعض الحالات، بما في ذلك أمراض القلب، والزهايمر، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
عُثر في كل من بذور وأوراق نبات الشبت على كميات كبيرة من المركبات النباتية مع خصائص مضادة للأكسدة، بما في ذلك:
– مركبات الفلافونويد. ارتبطت هذه المركبات النباتية بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وبعض أشكال السرطان. قد تلعب أيضاً دوراً مهماً في صحة الدماغ.
– يربينويدس: توجد هذه المركبات في الزيوت الأساسية وقد تحمي من أمراض الكبد والقلب والكلى والدماغ.
– تانينس: المسؤول عن المرارة في العديد من الأطعمة النباتية، فقد ثبت أن له خصائص قوية مضادة للأكسدة، بالإضافة إلى تأثيرات مضادة للميكروبات.
بالإضافة إلى ذلك، فقد ذكرنا أن الشبت مصدر جيد لفيتامين C، والذي ثبت أيضاً أنه يتمتع بخصائص قوية مضادة للأكسدة.
هل يفيد الشبت صحة القلب
تشمل عوامل الخطر الإضافية لأمراض القلب ارتفاع ضغط الدم، والدهون الثلاثية، وارتفاع مستويات الكوليسترول الضار LDL، وكذلك الالتهاب المزمن.
الفلافونويدات، مثل تلك الموجودة في الشبت، أثبتت أنها تحمي صحة القلب بسبب خصائصها المضادة للأكسدة القوية والمضادة للالتهابات.
علاوةً على ذلك، أشارت الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن مستخلص الشبت قد يكون له آثار خفض الكوليسترول والدهون الثلاثية.
وجدت دراسة أجريت على 91 شخصاً لديهم مستويات عالية من الكوليسترول والدهون الثلاثية أن تناول 6 أقراص لاستخراج الشبت يومياً لمدة شهرين قد تحسن بشكل كبير مستويات الكوليسترول الكلي والدهون الثلاثية ولكنه لم يغير مستويات الكوليسترول الجيد (HDT).
ومع ذلك، لم تلاحظ دراسة أخرى أجريت على 150 شخصاً لديهم مستويات عالية من الكوليسترول والدهون الثلاثية حدوث أي تغييرات كبيرة في مستويات الكوليسترول أو الدهون الثلاثية بعد 6 أسابيع من تناول قرص الشبت يومياً.
بشكل عام، في حين أن مضادات الأكسدة الموجودة في مستخلصات الشبت قد تفيد صحة القلب بشكل عام، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات على البشر لتقييم فعالية الشبت على مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية.
الشبت قد يساعد في خفض مستوى السكر في الدم
وجود مستويات عالية من السكر في الدم بشكل مزمن أمر مثير للقلق لأنه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بحالات مثل مقاومة الأنسولين، ومتلازمة التمثيل الغذائي، ومرض السكري من النوع الثاني.
وقد أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت على الحيوانات المصابة بداء السكري تحسناً ملحوظاً في مستويات السكر في الدم مع جرعات يومية من مستخلص الشبت، ولا يزال البحث في البشر محدوداً.
الشبت ومكافحة سرطان الكبد
في دراسة نشرت هذه المرة في مجلة Ethnopharmacology، قيّم الباحثون القدرة المضادة للسرطان لمستخلص بذور الشبت، ووجدوا أنه قد يساعد في إحداث موت الخلايا المبرمج وتوقف دورة الخلية ضد الخلايا السرطانية الموجودة في الكبد، ما يجعله فعالاً في إدارة سرطان الكبد وغيرها من أشكال السرطان.
الآثار الجانبية المحتملة لاستهلاك الشبت
تعتبر استخدامات الشبت آمنة بالنسبة لمعظم الأفراد، إلا في حالات نادرة حيث يمكن أن تؤدي إلى استجابة حساسية، كالقيء، والإسهال، والحكة، وورم اللسان والحلق.
بالإضافة إلى ذلك، يوصى بتجنب حبوب الشبت أو المستخلصات أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية نظراً لأن الأبحاث محدودة حول سلامتها.