كم ساعة من النوم حصلت عليها خلال الليلة الماضية؟ قد لا يكون تتبُّع جدول مقدار النوم أولوية قصوى، لكن عليك أن تعرف أن الحصول على قسط كافٍ من النوم أمر بالغ الأهمية للصحة.
فكمية النوم التي تحصل عليها تؤثر في كل شيء، بدءاً من الوزن وعملية الأيض وصولاً إلى وظائف العقل والحالة المزاجية.
بالنسبة لكثير من الناس، يكون وقت الاستيقاظ ثابتاً، لكن الوقت الذي يذهبون فيه للنوم يميل إلى التغير وفقاً لحياتهم الاجتماعية وجدول العمل والالتزامات العائلية، وحتى مشاهدة فيلم لا يجدون وقتاً لمشاهدته سوى الليل.
ولكن إذا كنت تعرف الوقت الذي يجب عليك فيه الاستيقاظ، وتعلم أنك بحاجة إلى قدر معين من النوم لتعمل وأنت في أفضل حالاتك خلال اليوم التالي، فكل ما ينقصك هو فقط معرفة الوقت المناسب للذهاب إلى السرير.
نستعرض في هذا التقرير كيفية حساب أفضل وقت للذهاب إلى السرير استناداً إلى وقت الاستيقاظ ودورات النوم الطبيعية.
كم مقدار النوم الذي تحتاجه؟
مقدار النوم الذي تحتاجه يتعرض لعديد من التغييرات على مدار حياتك، قد يحتاج الرضيع ما يصل إلى 17 ساعة من النوم كل يوم، في حين أن البالغين يمكنهم النوم 7 ساعات فقط في الليلة.
ووفقاً للمؤسسة الوطنية للنوم، هذه هي المبادئ التوجيهية العامة لمقدار النوم الذي تحتاجه مختلف الفئات العمرية:
1- من الميلاد إلى 3 أشهر: 14 إلى 17 ساعة.
2- من 4 إلى 11 شهراً: من 12 إلى 15 ساعة.
3- من سنة إلى سنتين: من 11 إلى 14 ساعة.
4- من 3 إلى 5 سنوات: من 10 إلى 13 ساعة.
5- من 6 إلى 13 سنة: من 9 إلى 11 ساعة.
6- من 14 إلى 17 سنة: من 8 إلى 10 ساعات.
7- من 18 إلى 64 سنة: من 7 إلى 9 ساعات.
8- من 65 سنة وما فوق: من 7 إلى 8 ساعات.
رغم التوجيهات العامة السابقة لمقدار النوم الذي تحتاجه كل فئة عمرية، فإن احتياجات النوم تختلف من شخص إلى آخر، حتى داخل الفئة العمرية نفسها.
فقد يحتاج بعض الأشخاص ما لا يقل عن 9 ساعات من النوم في الليلة ليشعروا بالراحة، في حين قد يجد آخرون في الفئة العمرية نفسها أن النوم 7 ساعات كافٍ.
كيف يمكن حساب مقدار النوم الذي تحتاجه؟
تعتمد أوقات النوم على بعض الأشياء الرئيسية، وهي: وقت الاستيقاظ، إكمال خمس أو ست دورات نوم، مدة الدورة تستغرق نحو 90 دقيقة، ترك نحو 15 أو 30 دقيقة في بداية وقت نومك لتغفو.
فإذا كنت تحتاج نحو 5 دورات من النوم، فعليك أن تحصل على نحو 7.5 ساعة من النوم، أما إذا كنت تحصل على كفايتك بعد 6 دورات من النوم، فعليك أن تنام نحو 9 ساعات يومياً.
ما مراحل النوم؟
عندما تغفو، يمر العقل والجسم بعدة دورات من النوم، تتضمن كل دورة أربع مراحل متميزة، المراحل الثلاث الأولى جزء من نوم حركة العين غير السريعة (NREM)، أما المرحلة الأخيرة فهي حركة العين السريعة (REM)، وهي المراحل التي تصنفها مؤسسة النوم الوطنية على هذا النحو:
1- N1 : المرحلة الأولى من النوم، وهي الفترة بين الاستيقاظ والنوم.
2- N2 : المرحلة الثانية من النوم، وتبدأ عندما تصبح غير مدرك لبيئتك، وتنخفض درجة حرارة جسمك قليلاً، ويصبح معدل التنفس والقلب منتظمين.
3- N3 : المرحلة الثالثة من النوم، وهي مرحلة النوم الأكثر عمقاً التي يتباطأ فيها التنفس، وينخفض ضغط الدم، وتسترخي العضلات، وتُفرز الهرمونات.
4- REM: المرحلة الأخيرة في دورة النوم، وتستغرق نحو 25% من دورة النوم. خلال هذه المرحلة يكون العقل أكثر نشاطاً وتحدث الأحلام، وتتحرك عيناك ذهاباً وإياباً بسرعة تحت جفونك، وهي مرحلة بالغة الأهمية، لأنها تعزز أداءك العقلي والبدني عند الاستيقاظ.
هذه المراحل السابقة تشكل دورة واحدة من النوم، وتستغرق نحو 90 دقيقة، وهي مدة كل دورة من دورات النوم.
من الناحية المثالية، يجب أن تستيقظ في نهاية دورة النوم بدلاً من منتصفها، ويتوقف شعورك بالانتعاش والحيوية على ما إذا كنت استيقظت في نهاية دورة النوم أم لا.
لذلك عليك حساب مقدار الوقت جيداً، فإذا كنت تريد الاستيقاظ في التاسعة صباحاً فعليك الذهاب إلى السرير في الحادية عشرة والنصف مساء بعد احتساب الوقت الذي تحتاجه لبدء النوم، نحو نصف ساعة، وذلك للحصول على 6 دورات من النوم.
أهمية مدة النوم
النوم أمر بالغ الأهمية لأسباب عديدة، ومنها:
1- ينظم إطلاق الهرمونات التي تتحكم في شهيتك، والتمثيل الغذائي، والنمو، والشفاء.
2- يعزز وظيفة الدماغ، ويُحسن من التركيز، ويزيد من الإنتاجية.
3- يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
4- يساعد في إدارة الوزن.
5- يحافظ على الجهاز المناعي، ويعزز قدرته على العمل بطريقة جيدة.
6- يقلل من خطر الإصابة بأمراض صحية مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
7- قد يقلل أيضاً من خطر الإصابة بالاكتئاب.
نصائح لتحسين جودة النوم
لتحسين صحة نومك، يُمكنك الاستعانة بالنصائح التالية:
1- خلال اليوم:
– مارِس التمارين الرياضية بانتظام، لكن حاوِل تحديد مواعيد التمرينات الخاصة بك، على الأقل قبل بضع ساعات من وقت الذهاب للنوم، لأن ممارسة الرياضة بالقرب من وقت النوم قد تؤدي إلى تنشيطك بدرجة لا تسمح لك بالنوم.
– زِد من تعرُّضك لأشعة الشمس أو الأضواء الساطعة خلال اليوم، يمكن أن يساعد ذلك في الحفاظ على إيقاعات جسمك اليومية، والتي تؤثر فيى دورة النوم والاستيقاظ.
– حاوِل ألا تأخذ قيلولة طويلة خلال اليوم، خاصةً في وقت متأخر من بعد الظهر، وأخيراً، حاوِل أن تستيقظ في الوقت نفسه كل يوم.
2- قبل النوم:
– الحدّ من الكحول والكافيين والنيكوتين في المساء، هذه المواد لديها القدرة على تعطيل نومك، أو تجعل النوم صعباً وتجعلك تُعاني الأرق ليلاً.
– أغلِق الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بـ30 دقيقة على الأقل، لأن الضوء المُنبعث من هذه الأجهزة يحفز عقلك ويجعل من الصعب النوم.
– اعتَد ممارسة روتين الاسترخاء قبل النوم، مثل الاستحمام الدافئ أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة.
– تهدئة الأنوار قبل وقت قصير من النوم؛ لمساعدة عقلك على فهم أن الوقت قد حان للنوم.
– حافِظ على درجة الحرارة المثالية للنوم، عندما تشعر بالنعاس، تنخفض درجة حرارة جسمك، وتصل إلى أدنى مستوى لها في نحو الساعة 5:00 صباحاً، ثم تبدأ في الارتفاع قليلاً مع بداية الصباح.
هذا هو السبب في أن الهواء بغرفتك يمكن أن يؤثر في نوعية نومك، فإذا كان الجو حاراً جداً، فقد يتداخل مع الانخفاض الطبيعي في درجة حرارة جسمك ويجعلك أكثر قلقاً خلال الليل،.
ووفقاً لمؤسسة National Sleep Foundation، تكون درجة حرارة الغرفة المثالية والمناسبة للنوم هي 18.3 درجة مئوية.
3- في السرير:
– تجنَّب النظر إلى شاشات.
– اقرأ كتاباً أو استمِع إلى الضوضاء البيضاء؛ لمساعدتك على الاسترخاء.
– إذا لم تستطع النوم، فاخرج من السرير وانتقل إلى غرفة أخرى، اقرأ كتاباً أو استمع إلى الموسيقى حتى تبدأ في الشعور بالتعب، ثم عُد إلى الفراش.