عند إجراء الفحوصات الطبية، يخرج التقرير بأرقام ووحدات وكأنها طلاسم للمؤشرات الحيوية في أجسامنا. وقد يدور حديث أمامك عن نسبة السكر في دم أحدهم فتحتار، هل هو مرتفع أم منخفض؟ فما المعدلات المناسبة؟
يقول ويليام ديل، رئيس طب الرعاية الداعمة في مركز سيتي أوف هوب الطبي الوطني: "عندما يتعلق الأمر بأشياء مثل ضغط الدم، ومستويات الغلوكوز في الدم على سبيل المثال، فهناك أبحاث توضح أن هناك مساحة تراوح فيها هذه الأرقام، بينما في حالات أخرى مثل السمع أو محيط الخصر لا يتغير الرقم".
إليك الدليل حول الأرقام الأكثر صحية، التي يجب أن تحاول الوصول إليها، وكيفية الحفاظ على هذه الأرقام مع مرور السنين.
ضغط الدم
تقول إرشادات جمعية القلب الأمريكية، والمعهد الأمريكي لأمراض القلب، إن ضغط دم جميع الأشخاص -بغض النظر عن العمر- يجب أن يكون 130/80 ملم زئبقي.
لكن هذا يكون تقييدياً للغاية بالنسبة لبعض كبار السن.
ويقول ديل لصحيفة Washington Post: "إذا كان عمرك فوق 65 عاماً ولديك أمراض تؤثر على ضغط الدم مثل أمراض الرئة، والسكري من النوع الثاني، أو فقدان الذاكرة، فإننا نقلق من أن يؤدي انخفاض ضغط الدم أكثر من اللازم إلى مخاطر أخرى، مثل الدوار والسقوط".
ما يجب فعله: يقول ديل إنه بالنسبة للكثير من كبار السن تكون المستويات الأقل من 150/90 جيدة، أما المستويات الأعلى من ذلك، فلا بد من أدوية ضغط الدم.
ويقول ستيفين نيسين، رئيس قسم أمراض القلب في عيادة كليفلاند إنك إذا كنت بصحة جيدة فربما عليك أن تستهدف 130/80 أو أقل، ولكن بدلاً من الاستعانة بالأدوية للوصول لهذه الأرقام، فكّر أولاً في التركيز على تغيير أسلوب المعيشة، مثل فقدان الوزن الزائد، واتباع حمية صحية، وتقليل الملح لأقل من 1.5 غرام في اليوم، والتمرن لمدة 90 دقيقة على الأقل أسبوعياً.
الكوليسترول
ترتفع مستويات الكوليسترول عادةً مع التقدم في العمر، لكن هذا ليس شيئاً مقلقاً بالضرورة.
يقول دوغ ديلونغ، رئيس مجلس أعضاء هيئة التدريس في كلية الأطباء الأمريكية (ACP)، ورئيس قسم الطب الباطني العام في شبكة باسيت للرعاية الصحية في كوبرستاون بولاية نيويورك: "لا توجد إجابة نموذجية بالنسبة لكبار السن، خاصة في مستوى الكوليسترول الكلي".
منذ سنوات قليلة كان الأطباء يركزون على مكونات الكوليسترول: الكلي، والبروتين الدهني مرتفع الكثافة (الكوليسترول الجيد)، والبروتين الدهني منخفض الكثافة (الكوليسترول السيئ).
لكن الآن التركيز ينصب بالأساس على الكوليسترول السيئ، حسبما يقول نيسين، لأنه يبدو أن له علاقة أكبر بأمراض القلب. وأضاف أن البالغين يجب أن تكون لديهم كمية كوليسترول سيئ أقل من 100 في الظروف المثالية.
ما يجب فعله: إذا كان عمرك يتراوح بين 40 وحتى 79 عاماً، يمكن لطبيبك أن يقيس خطر إصابتك بأحد أمراض القلب في العشر سنوات القادمة بناء على عوامل مثل العمر، وموقفك من مرض السكري، وتاريخ التدخين.
ولكي تحسبها لنفسك، يمكنك استخدام الحاسبة من خلال هذا الرابط cvriskcalculator.com.
إذا كان عامل الخطر في عشر سنوات أقل من 7.5 فهذا طبيعي.
إذا كان بين 7.5 وحتى 10%، فكر في اتخاذ بعض القرارات فيما يخص أسلوب حياتك، مثل اتباع نظام غذائي صحي، أو التمرين لمدة 30 دقيقة معظم الأيام، والحفاظ على جسم ووزن صحي.
إذا كان مُعامل الخطر أكثر من 10%، فربما تكون بحاجة لمناقشة طبيبك في بدء تناول دواء مثل أتورفاستاتين (ليبيتور وأمثاله) أو بارافاستاتين (بارفاكول).
لكن ديل يقول إن هذه الأدوية لا توصف عادة لمن عمرهم 75 عاماً أو أكثر، إلا إذا كان لديهم بالفعل نوبة قلبية أو سكتة دماغية، لأن المخاطر قد تزيد عن المنافع.
سكر الدم
تقول الجمعية الأمريكية للسكري إن أكثر من 25% ممن هم أكبر من 65 عاماً لديهم مرض السكري، وغالباً من النوع الثاني.
ونتيجة لهذا، توصي أن يخضع الجميع لفحص في عمر 45 عاماً، ليتأكد من أنه ليس مريضاً بالسكر على نحو دوري كل عام أو 3 أعوام.
وبالنسبة لمعظم البالغين، يعتبر مستوى السكر التراكمي في الدم HbA1c طبيعياً إذا كان أقل من 5.7.
ما يجب فعله: إذا قيل لك إن لديك حالة ما قبل السكري، أي أن مستوى السكر التراكمي لديك 5.7 إلى 6.4، فإن أول ما عليك فعله هو تغيير أسلوب حياتك.
يقول ديفيد ليم، المدير الطبي في معهد ماونت سايناي كلينيكال لأمراض السكر في نيويورك: "معظم حالات السكري من النوع الثاني تنبع من الوزن الزائد، وبالتالي فإن فقدان 5 كيلوغرامات قد يشكل فارقاً كبيراً".
وجد البرنامج القومي للوقاية من السكري أن الناس الذين في حالة ما قبل السكري، الذين فقدوا 7% من وزنهم، قلت احتمالية إصابتهم بمرض السكري الكامل بمقدار أكثر من 50%.
وبالنسبة لمن أصيبوا بمرض السكري من النوع الثاني بالفعل، فيجب أن يكون هدفهم تراوح مستوى السكر التراكمي لديهم من 7 إلى 8%، وفقاً لبيان كلية الأطباء الأمريكية في عام 2018.
وجدت تجربتان كبيرتان أن الوصول لأقل من هذا يزيد من خطر الموت بسبب أمراض القلب لدى كبار السن.
مؤشر كتلة الجسم
ربما يحدد الطبيب إذا كان وزنك زائداً أم لا عن طريق حساب مؤشر كتلة الجسم BMI الذي يقيس الدهون في جسمك باستخدام النسبة بين الوزن والطول.
يتراوح مؤشر الكتلة الصحي بين 18.5 وحتى 24.9، لكن قد لا يكون مؤشر كتلة الجسم أمراً موثوقاً فيه مع الأشخاص الأكبر من 65 عاماً.
يقول ديل: "ربما يغفل قياس بعض الدهون في كبار السن، الذين يفقدون من كتلتهم العضلية مع التقدم في السن".
ويشير إلى أنه ربما يقدم لنا حجم الخصر قياساً أدق لدهون الجسم، وتشير بعض الدراسات إلى أن حجم البطن قد يحمل بعض المخاطر الصحية.
ما يجب فعله: اطلب من الطبيب قياس محيط خصرك كل عام، إذا كان أكثر من 35 بوصة بالنسبة للنساء، أو 40 بالنسبة للرجال، ناقش طبيبك حول فقدان الوزن والتمرين.
سوف يساعد أي نشاط بدني في تقليل دهون البطن، لكن التمرين المتقطع -وفيه فترات متبادلة من النشاط الشديد، والنشاط المتوسط، والراحة- قد يكون فعالاً على وجه التحديد، على الأقل لدى الرجال.
عندما تدرب رجال أعمارهم 70 عاماً لديهم دهون زائدة في منطقة البطن ثلاث مرات في الأسبوع لمدة تتراوح من 18 إلى 36 دقيقة (يتمرنون لمدة 40 ثانية يتبعها 20 ثانية من الراحة) لمدة 10 أسابيع، تبين أنهم فقدوا تقريباً ثلاثة أضعاف الدهون التي فقدها أفراد المجموعة المرجعية، وفقاً لدراسة في عام 2019 بمجلة American Geriatrics Society الأمريكية.
كثافة العظام
ينبغي للنساء اللائي بلغن من العمر 65 أو تجاوزنه أن يخضعن لاختبار كثافة المعادن في العظام، على أن يصلح هذا الاختبار لمقارنة الاختبارات الأخرى به، وذلك وفقاً لما تقوله فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية.
تنصح الجمعية الأمريكية للغدد الصماء بأن يخضع الرجال فوق 70 عاماً لهذه الأشعة السينية غير المؤلمة أيضاً.
يقول روبرت أدلر رئيس قسم الغدد الصماء والأيض في مركز هانتر هولمز ماكغواير التابع لإدارة المحاربين القدامى في ريتشموند، إن الطبيعي أن يكون مؤشر تي لقياس كثافة العظام أكبر من أو يساوي -1.
أما مؤشر تي الذي يقع بين -1 و-2.5، فإنه يشير إلى قلة كتلة العظام (قلة كثافة العظام) وأي شيء أقل يشير إلى وجود مرض هشاشة العظام.
ما يجب فعله: يقول أدلر إذا كانت النتائج طبيعية، فلن تكون بحاجة لمسح عظام آخر قبل 10 سنوات على الأقل، إلا إذا أصبح لديك عامل خطر جديد ومهم. وبالنسبة لقلة كثافة العظام، يجب أن تتابع باستمرار في خلال 3 سنوات إلى 5.
اتخذ بعض الخطوات في اتجاه تغيير أسلوب حياتك لتعزيز صحة عظامك.
إذ إن كبار السن الذين يعانون من هشاشة العظام واتبعوا حمية البحر المتوسط، الغنية بالفواكه والخضراوات والمكسرات والحبوب الكاملة وزيت الزيتون والأسماك، كانوا قادرين على إبطاء فقدان كثافة عظمة الفخذ خلال عام من اتباع الحمية، وفقاً لدراسة في عام 2018 نُشرت في مجلة American Journal of Clinical Nutrition العلمية.
السمع
وفقاً للمعهد الأمريكي القومي للصمم واضطرابات التواصل الأخرى، يعاني تقريباً ربع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 65 إلى 74 عاماً، ونصف من تجاوزوا سن 75 عاماً، من إعاقة فقدان السمع.
لا توجد إرشادات مهنية بالنسبة لاختبارات السمع لدى الكبار، لكن كاثرين بالمر، الرئيسة المنتخبة للأكاديمية الأمريكية لعلم السمع، تقول إنه من المنطقي أن يكون لدينا فحص دوري بداية من عمر 60 وحتى 65 عاماً. من الطبيعي بالنسبة لكبار السن أنهم يمكنهم سماع أي صوت شدته 25 ديسبل (أي الهمس).
ما يجب فعله: تقول بالمر إنه إذا كانت النتيجة طبيعية ولا يوجد لديك مشاكل ملحوظة، أعد الفحص كل عامين.
حافظ على ما لديك بارتداء ما يحمي السمع، مثل سدادات الأذن عندما تتجاوز الأصوات المحيطة بك 85 ديسيبل -مثل أصوات آلة جز العشب، ومنفاخ الأوراق (البلاور)، والأدوات الكهربائية- لفترة طويلة.
إذا كان لديك فقدان طفيف في السمع بداية من 26 ديسيبل إلى 40 ديسيبل، توجه إلى أخصائي سمعيات. وربما تكفيك تغييرات بسييطة مثل النظر إلى الشخص الذي تكلمه، أو خفض الضوضاء في الخلفية في أثناء المحادثات.
البصر
إذا كان نظرك يسوء مع التقدم في العمر، فيجب أن تتوقع أن ترى بجودة قريبة من 20/20 بمساعدة العدسات اللاصقة أو النظارات الطبية. هناك رقم مهم آخر للنظر وهو ضغط العين، الذي يمكنه أن يشير إلى الإصابة بالمياه الزرقاء، إذا كان مرتفعاً.
يكون الضغط الطبيعي أقل من 21 ملم زئبق. لكن أندرو إيوش، المدير التنفيذي لمركز المياه الزرقاء في سان فرانسيسكو والمتحدث الرسمي باسم الجمعية الأمريكية لطب العيون، يقول إن البقاء في مستوى أقل من 21 ملم زئبق لا يعني أنك في بر الأمان.
ولكي تستبعد الإصابة بالمياه الزرقاء، سيحتاج طبيبك قياس سمك القرنية، وأن يفحص العصب البصري.
ما يجب فعله: توصي الجمعية الأمريكية لطب العيون بأن يخضع البالغون الأصحاء لفحص شامل مع طبيب عيون متخصص قبل سن الأربعين.
إذا كنت تمر بتغيرات في النظر أو مشكلات، فحدّد موعد مع الطبيب على الفور. وإذا كان عمرك 65 عاماً أو أكبر، فعليك زيارة طبيب العيون كل عام أو عامين لتقييم سلامة العين من أمراض مثل تحلل عضلات العين المرتبطة بالسن، وإعتام عدسة العين، والمياه الزرقاء.