يعتبر كثيرون فوائد التفاح خارقة، مقارنةً بالتوت الأزرق والعنب والبرتقال وغيرها من الفواكه لأنها مفيدة بشكل كبير، كما أنه من الأغذية الصحية الأساسية في الخريف.
فوائد التفاح.. هل تختلف إذا كان أخضر أو مطبوخاً؟
وفق موقع U.S News الأمريكي، تقول إميلي هام وهي أخصائية تغذية مُسجَلة لدى مستشفى نورث سايد في مدينة أتلانتا:
"يمنحنا التفاح مجموعة من الفوائد الصحية وهو متنوع للغاية، فالتفاح ليس لذيذاً في صورته الأولى وحسب، بل يمكنك الاستمتاع به بطرق متعددة، سواء كان مطهياً أو مهروساً، أو مخبوزاً، أو في صورة مربى، أو في المشروبات أو مقروناً مع أنواع معينة من اللحوم والأجبان".
من روائع التفاح أيضاً كثرة تنوعه، والتفاح الأمريكي الأحمر، والتفاح الشائع، والتفاح الأخضر، والتفاح القزم الأحمر، والتفاح القزم الذهبي هي بعض أنواع التفاح الأشهر.
السعرات الحرارية في التفاح
يقول مركز Mayo Clinic الأمريكي للدراسات الطبية عن التفاح إنه "الطعام الصحي الأصلي".
وإذا نظرت إلى القيمة الغذائية للتفاحة العادية فستعرف السبب بسهولة. تحتوي التفاحة المتوسطة التي تزن 180 غراماً على 95 سعراً حرارياً فقط، وفقاً لوزارة الزراعة الأمريكية.
وتحتوي أيضاً على 25 غراماً من الكربوهيدرات، و4 غرامات من الألياف، و14% من الكمية اليومية الموصى بتناولها من فيتامين C.
والكمية اليومية الموصى بتناولها هي مقدار أحد العناصر الغذائية التي يجب تناولها لمطابقة متطلبات الحكومة الفيدرالية لحوالي 98% من الأشخاص الأصحاء في كل المجموعات الديموغرافية في الولايات المتحدة.
تحتوي التفاحة المتوسطة أيضاً على 6% من الكمية اليومية الموصى بتناولها من البوتاسيوم، و5% من الكمية اليومية الموصى بتناولها من فيتامين K.
وتقول ماري جونسون، أخصائية التغذية المسجلة لدى UC Health، وهو النظام الصحي التابع لجامعة سينسيناتي، إن التفاح "مفيد لصحة القناة الهضمية والمخ والبشرة والهرمونات والقلب والكبد".
اقضم التفاح ولا تعصره، قشرته غنية بالألياف
التفاح غني بالألياف، ويحتوي على الألياف الذائبة وغير القابلة للذوبان.
الألياف مفيدة للهضم، وتساعد على تنظيم حركة الجهاز الهضمي. تذكر أنه عند تحويل التفاح إلى سائل أو إلى عصير فإنه يفقد تقريباً كل محتواه من الألياف، فكوب من عصير التفاح لا يحتوي سوى على نصف غرام من الألياف.
اقضم التفاح من أجل قرمشته الغنية بالعصارة ومن أجل صحتك، ولا بد أن تأكل قشر التفاح أيضاً، وليس اللحم فقط، لأن القشر أغنى بالألياف.
هناك نوع معين من الألياف الذائبة اسمه البكتين، يتوفر بكثرة في التفاح ويبدو أنه يمنحك فوائد عديدة.
فهذا النوع من الألياف الذائبة يساعد في عملية الهضم. ويبدو أن البكتين في التفاح يحفز البكتيريا المفيدة في الأمعاء.
كما أن البكتين قد يؤدي أيضاً دوراً فعالاً في الوقاية من السمنة، ومن الاضطرابات الأيضية والالتهابات المصاحبة لها. ويرجح البعض أن البكتين قد يكون أداة مفيدة لمعالجة مرضى الاضطرابات الأيضية.
خفض مستوى الجلوكوز في الدم
مثلما قلنا من قبل، التفاح غني بالبكتين الذي يذوب في الماء، ليكون مادة هلامية في القناة الهضمية. يبطئ هذا من معدل هضم السكر والكربوهيدرات. ويعزز هذا البطء من المعدلات الطبيعية للجلوكوز في الدم، عن طريق منع الارتفاع والانخفاض الشديدين في مستوى السكر في الدم.
يؤثر مستوى الجلوكوز المرتفع في الدم على المصابين بمرض السكري، وفقاً لمركز Mayo Clinic.
تشمل المؤشرات المبكرة على ارتفاع مستوى السكر في الدم الحاجة المتكررة للتبول، والعطش، والتعب، والصداع وضعف البصر.
فقد يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى تراكم الأحماض السامة في الدم والبول، مما قد يؤدي إلى ظهور أعراض إضافية مثل التشوش، قصر النفس، والدوار، والقيء، وألم المعدة، والغيبوبة.
التفاح يخفض مستوى الكوليسترول الضار
الألياف الذائبة في التفاح تمنع أيضاً امتصاص بعض الكوليسترول الموجود في الطعام إلى الجسد، مما قد يؤثر على مستويات الكوليسترول عامة.
قد يساعد هذا في التقليل من الكوليسترول الضار. وتقليل الكوليسترول يساعدك على حماية نفسك من أمراض الجهاز الدوري.
تشير الأبحاث إلى أن تناول التفاح قد يكون مفيداً لصحة جهازك الدوري. ووجد الباحثون في واحدة من الدراسات في جامعة ولاية أوهايو أن تناول تفاحة واحدة في اليوم لأربعة أسابيع قلَّل من مستوى المادة المرتبطة بتصلب الشرايين بنسبة حوالي 40%.
ووجد الباحثون أن التفاح قلَّل من معدلات الكوليسترول الضار. عندما يتفاعل الكوليسترول مع العناصر الحرة ليصبح مؤكسداً، تزيد قدرته على التسبب في الاتهاب وتدمير الخلايا.
حماية الخلايا
يفيد مركز Mayo Clinic أنه من الممكن الربط بين أمراض القلب والسرطان والأمراض المزمنة الأخرى والجذور الحرة.
تقول كيت باتون أخصائية التغذية المسجلة لدى جامعة كليفلاند، إن كل أنواع التفاح تحتوي على مضادات الأكسدة، وهي جزيئات تؤدي دوراً في الوقاية من الأمراض المزمنة عن طريق حماية الخلايا السليمة من الضرر عن طريق الجذور الحرة، وهي مواد يفرزها الجسم باعتبارها منتجات ثانوية للإجهاد التأكسدي.
تشير الأبحاث إلى أن التفاح مصدر جيد لمركبات الفلافونويد، التي لها دور فعال بصفتها مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة.
ومضادات الأكسدة هي مركبات كيميائية تعادل الجذور الحرة، وتمنعها من الإضرار بالجسم. والجذور الحرة هي خلايا مدمرة تنتج من عوامل الضغط لدى الجسم والالتهابات.
التفاح ومرض السكري
الأبحاث تشير إلى أن تناول التفاح قد يساعد في الوقاية من النوع الثاني من مرض السكري.
إذ إن تناول الفواكه الكاملة ومن بينها التفاح كان مرتبطاً بوضوح بانخفاض خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.
حلّل الباحثون ثلاث دراسات مطولة ضمّت 187382 مشاركاً. ووجد التحليل أن الأشخاص الذين يتناولون على الأقل حصتين أسبوعياً من الفاكهة الكاملة ومن بينها التفاح، انخفض خطر إصابتهم بالنوع الثاني من مرض السكري بمعدل 23% مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون أقل من حصة واحدة شهرياً.
ووجد بحث آخر أن الألياف الموجود في التفاح تبطئ الهضم وامتصاص السكر. وهذا بدوره يتسبب في دخول السكر إلى مجرى الدم بسرعة أبطأ، وبالتالي يجعل معدلات السكر في الدم أكثر ثباتاً.
التفاح وتخفيف الوزن
إن تناول التفاح يساعد على الشعور بالشبع، لأنه يحتوى على كميات عالية من الألياف الذائبة.
بالإضافة إلى كونه لا يحتوي على سعرات حرارية كثيرة، إذ تحتوي التفاحة المتوسطة على 90 سعرة حرارية.
وقاية محتملة من السرطان
تناول التفاح مرتبط بتقليل خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان في أجزاء مختلفة من الجسم.