قد يسبب تلف الأمعاء.. تعرّف على الغلوتين وأكثر الأطعمة الغنية به

من بين اتجاهات الأنظمة الصحية المعاصرة اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين، فهل يمثل الغلوتين مشكلة للجميع أم لحالات طبية معينة؟

تم النشر: 2019/10/10 الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/10 الساعة 00:29 بتوقيت غرينتش
الغلوتين عائلة من البروتينات الموجودة في الحبوب مثل القمح والشيلم والشعير، ويعد القمح أكثرها استهلاكاً/ istock

من بين اتجاهات الأنظمة الصحية المعاصرة اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين، فهل يمثل الغلوتين مشكلة للجميع أم لحالات طبية معينة؟

بغضّ النظر عن الحاجة الطبية للتوقف عن تناوله، ينصح خبراء في عالم التغذية باتباع نظام غذائي خال من الغلوتين (أو تخفيفه) بغضّ النظر عما إذا كانوا يعانون من اضطرابات هضمية أم لا.

ولكن، هل بالفعل هناك دعم علمي للتخلي عن الغلوتين، أم أنها مجرد موضة جديدة في الأنظمة الغذائية؟

أولاً، ما هو الغلوتين؟

الغلوتين عائلة من البروتينات الموجودة في الحبوب مثل القمح والشيلم والشعير، ويعد القمح أكثرها استهلاكاً. 

كما يوجد الغلوتين في المعكرونة والحبوب، ويُضاف إلى معظم الأطعمة المصنعة.

البروتينان الرئيسيان في الغلوتين هما الغلوتينين والغليادين، وهذا الأخير مسؤول عن معظم الآثار الصحية السلبية.

عندما يخلط الدقيق بالماء، تشكل بروتينات الغلوتين شبكة لزجة ذات اتساق يشبه الغراء. 

هذه الخاصية التي تشبه الغراء تجعل العجين مرناً، وتمنح الخبز القدرة على الارتفاع عند خبزه. 

يُضاف الغلوتين إلى المواد المصنعة كالصلصات للحفاظ على شكلها ومنحها السماكة المطلوبة بسبب طبيعته الغروية.

تتمتع بروتينات الغلوتين بمقاومة عالية للإنزيمات البروتينية التي تحطم البروتينات في الجهاز الهضمي.

يسمح هضم البروتينات غير المكتمل للببتيدات (وحدات كبيرة من الأحماض الأمينية، التي هي لبنات بناء البروتينات) بالعبور عبر جدار الأمعاء الدقيقة إلى بقية جسمك.

ماذا يعني نظام غذائي خال من الغلوتين؟

تجنب الغلوتين يتطلب مجهوداً أكبر من مجرد التخلي عن الخبز التقليدي والحبوب والمعكرونة والبيتزا والبيرة. 

إذ يكمن الغلوتين أيضاً في العديد من المنتجات الأخرى كما ذكرنا، بما في ذلك الخضراوات المجمدة في الصلصات وصلصة الصويا وبعض الأطعمة المصنوعة والفيتامينات والمكملات المعدنية وبعض الأدوية وحتى معجون الأسنان. 

جميع هذه المحظورات تجعل اتباع نظام غذائي خال من الغلوتين أمر صعباً للغاية.

والتخلي عن هذه الأطعمة يعني التخلي عن الفيتامينات الموجودة داخلها. 

فالقمح الكامل مثلاً يُعد مصدراً رئيسياً للألياف الغذائية، التي تحتاجها الأمعاء لتعمل بشكل صحيح. 

ورغم إمكانية الحصول على الألياف من بعض الأطعمة الأخرى، بأنها تكون بكميات أقل.

إن كان لا مفر من اتباع النظام الغذائي الخالي من الغلوتين، فأمامك العديد من الأطعمة التي يمكن تناولها مثل الأرز والذرة والكينوا واللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان والفواكه والخضراوات.

كيف يسبب تناول الغلوتين مشكلة للبعض؟

لا يؤثر الغلوتين صحياً على الغالبية العظمى، ولكنه يتسبب في حدوث مشاكل لدى من يعانون من ظروف صحية معينة مثل مرض الاضطرابات الهضمية، وحساسية الغلوتين، وحساسية القمح.

لا يمكن للأشخاص المصابين بمرض الاضطرابات الهضمية تحمل الغلوتين، ولا حتى كميات صغيرة. إذ تنطلق استجابة مناعية ذاتية تعامل الغلوتين كمهاجم خارجي، وتدمر بطانة الأمعاء الدقيقة.

قد يتداخل هذا مع امتصاص العناصر الغذائية من الطعام، ويسبب نقص المغذيات وفقر الدم وزيادة خطر الإصابة بأمراض عديدة مثل هشاشة العظام والعقم وتلف الأعصاب.

أما حساسية الغلوتين فيمكن أن تولد أعراضاً مشابهة لمرض الاضطرابات الهضمية ولكن بدون تلف معوي.

ما أعراض حساسية الغلوتين؟

الأعراض الأكثر شيوعاً لحساسية الغلوتين تتمثل في الانتفاخ، والإسهال، والإمساك، والصداع، وألم المعدة، والشعور بالتعب، والاكتئاب.

أما أعراض مرض الاضطرابات الهضمية فتشمل الأعراض السابقة بالإضافة على فقدان الوزن وتلف الأنسجة في الأمعاء الدقيقة.

يمكن تشخيص مرض الاضطرابات الهضمية من خلال فحص الدم لوجود الأجسام المضادة ضد بروتين يسمى ناقلة الغلوتامين، وخزعة من الأمعاء تؤكد التشخيص.

من يستفيد من مقاطعة الغلوتين؟

هناك بعض الحالات يمكن أن تتحسن أعراضها عند اتباع نظام غذائي خال من الغلوتين، وتشمل:

– مرضى متلازمة القولون العصبي

متلازمة القولون العصبي عبارة عن اضطرابات هضمية شائعة تسبب أعراضاً مثل آلام البطن والتشنج والنفخ والغازات والإسهال. 

وهي حالة مزمنة، لكن الكثير من الناس قادرون على معالجة أعراضهم عن طريق اتباع نظام غذائي وتغيير نمط الحياة وإدارة الإجهاد.

ومن المثير للاهتمام أن الدراسات أظهرت أن بعض الأفراد المصابين بمتلازمة القولون العصبي قد يستفيدون من نظام غذائي خالٍ من الغلوتين.

– مرضى حساسية القمح

فكما ذكرنا، قد تسبب حساسية القمح مشاكل في الجهاز الهضمي بعد تناول الغلوتين.

– مرضى حساسية الغلوتين

الانزعاج الهضمي هو المؤشر الأكثر شيوعاً لعدم تحمل الغلوتين. قد تعاني أيضاً من فقر الدم أو صعوبة في زيادة الوزن.

– مرضى الاضطرابات الهضمية

يعد مرض الاضطرابات الهضمية أحد أمراض المناعة الذاتية الالتهابية، وهو حالة مزمنة تتأثر بتناول الأطعمة المحتوية على الغلوتين، وتسبب تلفاً في خلايا الأمعاء.

تحميل المزيد