ربما لم تكن تعطي اهتماماً مناسباً لأهمية الصوديوم في جسمك؛ ولكن هذا التقرير يوضح لك أهمية الأمر.
يوصف ارتفاع وانخفاض نسبة الصوديوم في الدم طبياً بأنهما اضطرابات في التمثيل الغذائي للمياه، ويؤثران على العمليات الطبيعية التي تحتاج إلى المياه في الجسم.
ومقدار المياه التي يشربها الشخص تؤثر على نسبة الصوديوم في الجسم. تناول الكثير من المياه يؤدي إلى انخفاض الصوديوم في الدم، بينما تناول القليل من المياه إلى درجة الجفاف يؤدي إلى ارتفاع الصوديوم في الدم. ولأن كلا الأمرين مضران بالصحة، ينبغي أن يسعى الأفراد إلى الحصول على مقدار المياه المناسب يومياً؛ وفقاً لموقع Natural News الأمريكي.
توازن السوائل
يعمل الصوديوم المذاب في الدم بمثابة إلكتروليت (وسط ناقل)، المادة التي تنقل الشحنات الكهربائية خلال وسط سائل. وعادة ما يكون الصوديوم موجوداً خارج الخلايا، ويساعد المياه على تجاوز الجدران الخلوية دخولاً وخروجاً.
إذا تعرض شخص ما لأي تغيرات في توازن السوائل ومستويات الصوديوم في الدم، قد يصاب بارتفاع أو انخفاض نسبة الصوديوم في الدم. ويتوقف ذلك على مقدار المياه التي يتناولها.
يصاب الأفراد بنقص الصوديوم عندما يتناولون الكثير من المياه بشكل مفرط عما تحتاجه أجسامهم. وتنخفض مستويات الصوديوم في الدم لأن كمية المياه في أجسادهم تكون أكثر بكثير من كمية الصوديوم.
بينما يكون الأفراد المصابون بارتفاع نسبة الصوديوم بحاجة إلى المياه. من المفهوم أن تكون تركيزات الصوديوم عالية جداً بسبب نقص المياه في أجسادهم التي يمكنها موازنة تلك التركيزات.
شرب الكثير من المياه بإفراط مضر لمستويات الصوديوم في الدم
عندما تنخفض نسبة الصوديوم في الدم، تدخل المزيد من المياه إلى داخل الخلايا. ونتيجة لذلك، يتضخم حجم الخلايا.
تضخم الخلايا أمر سيئ، ولكن تضخم خلايا المخ في غاية الخطورة. عندما تعاني خلايا وأنسجة الدماغ من التضخم، قد يؤدي ذلك إلى التشوش، والصداع، والانفعال، وحدوث نوبات، أو حتى إلى الإغماء.
تتضمن بعض أعراض نقص الصوديوم في الدم التشنج وضعف العضلات، والغثيان والقيء، والإرهاق ومستويات منخفضة من الطاقة. وكلما كان انخفاض مستويات الصوديوم في الدم أسرع، قل الزمن المتاح للجسم لتعويض أو تصحيح ذلك. ويؤدي ذلك إلى أعراض أكثر حدة وخطورة.
نقص الصوديوم في الدم ليس حالة دائمة أو مرضاً مزمناً. ولكن تحديد طريقة العلاج يتوقف على السبب الأساسي ومدى حدة الأعراض.
معظم الحالات المتوسطة يكون السبب فيها تناول الكثير من الأطعمة منخفضة الصوديوم، واستخدام مدرّات البول، وشرب الكثير من المياه. يحتاج مرضى الحالات المتوسطة من نقص الصوديوم إلى تقليل كمية المياه التي يشربونها، وتناول أطعمة صحية ولكن كثيرة الملح، أو تقليل كمية مدرّات البول التي يأخذونها.
يحتاج مرضى الحالات الحادة من نقص الصوديوم إلى الحقن الوريدي لمحلول ملحي. ولكن يجب مراعاة وتنظيم سرعة وكمية الصوديوم لتجنب تضخم الخلايا بشكل أكبر.
تناول القليل من المياه يؤدي إلى ارتفاع نسبة الصوديوم في الدم
تتضمن أعراض ارتفاع نسبة الصوديوم الانفعال، والقلق وارتعاش العضلات. كما تتشارك بعض الأعراض مع حالة نقص الصوديوم في الدم.
معظم حالات ارتفاع نسبة الصوديوم في الدم يكون سببها الجفاف. إما لا يتناول الأشخاص ما يكفي من المياه أو هناك خلل في آلية الشعور بالعطش لديهم. وقد يحدث ارتفاع نسبة الصوديوم في الدم أيضاً بسبب الإسهال، أو القيء، أو أدوية مدرّات البول، أو الحمّى الشديدة.
يعاني كبار السن بشكل أكبر وأكثر من ارتفاع نسبة الصوديوم في الدم بسبب عدم أداء أجسادهم للعمليات المختلفة بالكفاءة المعتادة. وتشمل قائمة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بارتفاع الصوديوم في الدم من يعتمدون على التغذية الأنبوبية ومرضى الخرف والسكتات الدماغية وغيرها من حالات الأمراض الذهنية.
سد نقص الجسم من السوائل هو الوسيلة الأساسية والرئيسية لعلاج ارتفاع نسبة الصوديوم في الدم. في الحالات البسيطة، عادة يتوقف العلاج عند شرب السوائل فقط.
بينما الحالات المتوسطة تتطلب حقناً وريدياً لجرعات محسوبة من المياه مع كميات صغيرة من الصوديوم. يستغرق العلاج بهذه الطريقة حوالي 48 ساعة ويخفض مستويات الصوديوم تدريجياً إلى المستويات الطبيعية.
ويستغرق علاج الحالات الحادة وقتاً أطول لمنع حدوث وذمة دماغية (تراكم المياه داخل أو خارج خلايا المخ). إذا انخفضت مستويات الصوديوم بسرعة كبيرة، سوف تتضخم خلايا وأنسجة الدماغ.
مخاطر حدوث الوذمة الدماغية أثناء العلاج تجعل ارتفاع الصوديوم في الدم أكثر خطورة من انخفاضه. إذا لم يحصل المريض على العناية المناسبة والفائقة، قد يتسبب ذلك في حدوث تلف دائم في المخ.