لطالما سمعنا عن أهمية عدم تناول الطعام قبل النوم لأن ذلك سيزيد من احتمالية السمنة ويجعل عملية إنقاص الوزن صعبة ويضر بالتمثيل الغذائي (الأيض) للجسم، لكن دراسة حديثة كشفت أن الحديث عن أضرار الأكل قبل النوم مبالغ به لا سيما لدى النساء.
وأوضحت الدراسة أيضاً أن الأطعمة الغنية بالبروتين تندرج بقائمة الأطعمة التي لا تسبب السمنة إذا تم تناولها في الليل ومن دون إفراط.
أضرار الأكل قبل النوم.. وهم مبالغ به
بالرغم من أن كثيرين منا يخشون تناول بعض الأطعمة قبل النوم، إلا أن أنواعاً محددة من الطعام يمكن استهلاكه بعد يوم يعج بالنشاط دون أن تسبب أي تغيير في أيض الدهون أثناء الليل.
وهناك كذلك عدد ليس بالقليل من المعلومات الخاطئة التي تدور حول الأطعمة التي تسبب زيادة الوزن اعتماداً على وقت تناولها.
فالفاكهة على سبيل المثال واحدة من مجموعات الأطعمة التي عانت لسنوات من الاتهام الكاذب بالتسبب في زيادة الوزن خلال الليل.
دراسة جديدة حول علاقة الطعام قبل النوم بالسمنة
بحسب موقع El Español الإسباني، تشير دراسة جديدة إلى أن هناك مجموعة من الأطعمة الغنية بالبروتين التي يمكن استهلاكها دون خوف قبل النوم، على الأقل لدى النساء النشطات رياضياً كالنساء اللواتي خضعن لهذه الدراسة.
وفي الدراسة الجديدة التي أجراها باحثون من جامعة ولاية فلوريدا ونشرتها دورية Journal of Nutrition، حلل الباحثون تأثير استهلاك البروتين لدى النساء اللواتي يرفعن الأثقال، سواء خلال الساعات التي تسبق النوم أو طوال اليوم.
وفقاً لنتائجهم، فإن استهلاك وجبات خفيفة من البروتين قبل النوم لن يغير الأيض الدهني في المعدة أثناء الليل، ولا حرق الدهون عموماً في الجسم.
ووفقاً للباحثين، فإن هذه النتائج سوف تؤدي إلى التخلص من مفاهيم خاطئة عفا عليها الزمن بشأن تناول الأطعمة ليلاً وزيادة الوزن المحتملة، لا سيّما لدى النساء، بالنظر إلى أننا قد جرى تضليلنا لفترة طويلة بالاعتقاد بأن تناول الطعام قبل النوم يمكن أن يعيق فقدان الوزن ويسبب اضطرابات التمثيل الغذائي.
ومع ذلك، لن يحدث هذا، على الأقل إذا كان الطعام أساسه البروتين وليس بحصصٍ كبيرة وبإفراط.
استهلاك البروتين خلال الليل
في الماضي، ربما أشارت أبحاث أخرى إلى أن هناك فوائد في استهلاك البروتينات خلال الليل، لكن معظم هذه الدراسات ركزت على الرجال.
في هذه الدراسة الجديدة، ركز أستاذ كلية العلوم الإنسانية مايكل أورمسبي وزملاؤه على النساء الرياضيات.
وتضمنت التجربة تناول المشاركات في الدراسة مخفوق بروتين الكازين بعد 30 دقيقة من التدريب، ومخفوقاً وهمياً له طعم مماثل قبل 30 دقيقة من النوم.
بعد ذلك، غيرن ترتيب المشروبين، وشربن في البداية المشروب الوهمي بعد التدريب، ومخفوق البروتين قبل وقت النوم.
كان الهدف هو تحليل الاختلافات في عملية أيض الدهون عند استهلاك البروتينات في الليل مقارنة بتناول البروتينات في أوقات أخرى من اليوم.
حلل الباحثون إطلاق الدهون من الخلايا الشحمية أو الخلايا الدهنية للمشاركات لتحديد ما إذا كان استهلاك البروتين قد سبب أي تغيير، وأُجريت قياسات التنفس لتقييم أكسدة هذه الدهون، لأنه من المعروف أن استهلاك البروتين بعد التمرين يساعد عادة على إطلاقها من خلايا التخزين هذه.
وفقاً لنتائجهم، فبالنسبة للنساء اللواتي يرفعن الأثقال، لم تكن هناك اختلافات في عملية أيض الدهون في المعدة ليلاً بالمقارنة بالنهار، بغض النظر عما إذا كان استهلاك البروتينات خلال النهار أو في الليل.
لذلك، يشير الباحثون إلى أنه لا توجد مشكلة في تناول البروتين قبل النوم، ويأملون أن تساعد هذه الدراسة وغيرها من الدراسات اللاحقة في إزالة الغموض عن بعض المعتقدات حول الطعام والنوم.