انتشرت في الآونة الأخيرة أنظمة غذائية كثيرة تساعد على تنزيل الوزن الزائد، من بينها نظام الصيام المتقطع الذي أصبح اتجاهاً حديثاً في نظم الغذاء.
تقول جول غالواي، وهي طبيبة أسترالية لموقع Stuff الأمريكي، إن الصيام المتقطع ليس نظاماً مستحدثاً، كل ما في الأمر أنه أُعيد تقديمه بطريقة تتلاءم من الاحتياج الحاصل لأنظمة جديدة، لكن هل الصوم المتقطع يفقد الوزن فعلاً؟
في هذا التقرير نستعرض فوائد نظام الصيام المتقطع، وتجارب بعض الذين اتبعوه لفترات زمنية ليست قصيرة.
بداية، يرمز للنظام الجديد في الإنجليزية بالحرفين IF، ويرمز لعدد ساعات الصيام المطلوبة فيه بـ 16:8، ما يعني أن "تصوم" لـ16 ساعة، وتحصر تناول الطعام في فترة 8 ساعات، وهذا يعني تناول الطعام بين الساعة الحادية عشرة صباحاً إلى السابعة مساءً، أو أيما يناسب جدولك.
ولو كنت تتخطى وجبة الإفطار، فكل ما يتطلبه الأمر هو السيطرة على جسمك حتى تصل إلى الساعة 11 صباحاً، ولست مضطراً لأن تزن نفسك، وتحسب السعرات الحرارية، وتتعلم وصفات جديدة، وتشتري عبوات لمنتجات خاصة بالحمية، لذلك فالنظام سهل جداً في اتباعه.
تقول بورين ماث، مصورة الرحلات الأسترالية، إنها بدأت في اتباع حمية الصيام المتقطع في مارس/آذار 2018، وساعدها في ذلك تطبيق Zero، وهو تطبيق للصيام صممه كيفين روز، رائد أعمال أمريكي.
أعجبت ماث بالصيام المتقطع بعد أن علمت أن الممثل الأسترالي هيو جاكمان حسّن لياقته البدنية مع دوره وولفرين (في سلسلة أفلام X-man) باتباع هذا النظام.
تصوم بورين حالياً لـ16 ساعة على الأقل يومياً للحفاظ على الـ15 كيلوغراماً التي خسرتها على مدار أكثر من عام، وتأكل خضراوات وفواكه ودهون صحية وتجنبت اللحوم تماماً، وترى أن الصيام المتقطع ليس حمية قاسية.
يُستخدم الصيام المتقطع على نطاق واسع باعتباره أداة لفقدان الوزن، غير أن له فوائد أخرى، فشأنه شأن الكثير من الاتجاهات الصحية، له أضرار محتملة من بينها بطء حرق السعرات الحرارية في بداية تطبيق النظام وفقدان السوائل من الجسد وبطء عملية الأيض "حرق السعرات الحرارية".
إلا أن جول ترى أن النظام بإمكانه أن يفعل المعجزات لموازنة السكر في الدم، وإعادة ضبط الشهية، وتقليل الرغبة الشديدة في تناول السكر. رغم ذلك، ثمة بعض الأشخاص لا أوصيهم باتباع الصيام المتقطع. ويشمل أولئك الأشخاص الذين يعانون من خلل في الغدة الكظرية. فمن المعروف أن الصيام يزيد من مستويات هرمون الكورتيزول، وإن كان الكورتيزول مرتفعاً بالفعل لدى شخص ما، فإن الصيام يزيد من صحتهم سوءاً.
توافق كلير كولينز، أستاذة في التغذية والغذائيات بجامعة نيوكاسل، على أنه لا ينبغي اعتبار الصيام المتقطع حلاً طويل الأمد لفقدان الوزن.
وتوضح: "ثمة طرق أخرى لتقليل مقدار الكيلوجول الذي تتناوله لو كنت تسعى إلى تحسين وزنك والصحة المرتبطة بالوزن".
رغم أن كولينز لا تؤيد بسهولة الصيام المتقطع، لكنها تقول إنه يزيد الوعي بالدور الضخم الذي يشغله الطعام في المجتمع. وتقول: "تساعد تلك النهج للصيام المتقطع الناس على التعرف ثانية على أنفسهم فيما يتعلق بالشعور بالجوع. من الجيد أن يدرك الأشخاص أنهم ليسوا بحاجة إلى تناول الطعام ست أو سبع مرات في اليوم".
وتقترح كولينز التحدث إلى أخصائي صحي قبل تجربة الصيام المتقطع لأسباب صحية، وتنصح أن تطلب من طبيبك العام أن يحيلك إلى اختصاصي تغذية ممارس.