حساسية الحليب هي أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعاً لدى الرضع والأطفال الصغار، إذ تصيب نحو 2 إلى 3% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 أعوام. لكنها تختلف كلياً عن حساسية اللاكتوز التي تستدعي استخدام أنواع بديلة من الحليب.
قد يتمكن 80% من الأطفال من تخطى حساسية الحليب قبل بلوغ عامهم السادس عشر، لكن احتمالات بقائها طوال العمر واردة للنسبة المتبقية.
فيما يلي، تفصيل عن أعراض حساسية الحليب، وأسباب حدوثها.
ما هي حساسية الحليب؟
هي ردُّ فعل تحسسي أو استجابة مناعية من الجسم لبعض البروتينات الموجودة في الحليب، تظهر من خلال أعراض عند تناول الحليب أو منتجاته.
وفي حين أن حليب البقر هو أكثر مسببات حساسية الحليب شيوعاً، إلا أن حليب الجاموس، وحليب الماعز، والأغنام والثدييات الأخرى يمكن أن تسبب استجابة للحساسية.
والمسبب الرئيسي للحساسية هو بروتين ألفا إس 1 كازين alpha S1-casein الموجود بوفرة في حليب الأبقار، فهو المسبب لحساسية الحليب.
وتصيب حساسية الحليب الرضع عند تناولهم الحليب، او تناول أمهاتهم للحليب، فتنتقل إليهم بروتيناتها المسببة للحساسية من خلال الرضاعة.
ما هي أعراض حساسية الحليب؟
تتمثل أعراض حساسية الحليب التي تتطور مع الوقت في البراز المائي وقد يحتوي على آثار دم، وتقلصات في المعدة، وطفح جلدي، وسيلان الأنف، وإسهال، وسعال، وعيون دامعة.
قد تكون هناك أعراض وعلامات سريعة تحدث خلال بضع ثوان إلى ساعات وتتمثل في القيء، والقشعريرة، والغثيان، وتورم الشفاه واللسان، والصفير.
في حالات نادرة، يمكن أن تسبب صدمة الحساسية أيضاً انخفاضاً في ضغط الدم وصعوبات في التنفس، وقد تؤدي إلى توقف القلب إذا لم يتم إعطاء علاج سريع.
ما هي الأسباب وعوامل الخطر؟
الاستجابة المناعية للجسم تجاه بعض البروتينات الموجودة في الحليب والمنتجات التي تحتوي على الحليب هي السبب الرئيسي لحساسية الحليب.
بالنسبة لأولئك الذين يعانون حساسية الحليب، يحدد الجسم بعض بروتينات الحليب بأنها ضارة، فيُنتج أجساماً مضادة تسمى الغلوبولين المناعي E (IgE) لتحييد البروتين.
وبعد ذلك، في كل مرة يدخل فيها هذا البروتين إلى الجسم، تنطلق الأجسام المضادة IgE وتحدده، وتشير إلى جهاز المناعة لإطلاق الهستامين والمواد الكيميائية الأخرى، فتحدث مجموعة الأعراض المرتبطة بحساسية الحليب.
هناك بعض العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بحساسية الحليب ومنها:
– تاريخ العائلة: الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الحساسية للألبان أو أنواع أخرى من الحساسية مثل حمى القش أو الربو أو الأكزيما.
– وجود حساسية أخرى: عندما يكون الفرد مصاباً بنوع آخر من الحساسية، تزداد فرصة إصابته بحساسية الحليب.
– فترات رضاعة أقصر: عندما يرضع الطفل فترة قصيرة، فهذا يعرّضه للإصابة بحساسية الحليب.
– العمر: تصيب حساسية الحليب الأطفال أكثر من الكبار، لأن الجهاز الهضمي للأطفال لا يزال يتطور.
الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز
يميل كثير من الناس إلى الخلط بين حساسية اللبن وحساسية اللاكتوز، بسبب التشابه في الأعراض التي تظهرها كلتا الحالتين، ومع ذلك كلاهما مختلف.
في البداية، السبب في الإصابة مختلف، فحساسية الحليب -كما ذكرنا- تحدث نتيجة استجابة مناعية لبعض البروتينات الموجودة في الحليب.
بينما سبب عدم تحمل اللاكتوز يكون بسبب عدم قدرة الجهاز الهضمي على إنتاج إنزيم اللاكتاز المطلوب لهضم سكر الحليب المعروف باسم اللاكتوز.
ومن الممكن أن ينتقل اللاكتوز غير المهضوم إلى القولون، ويسبب أعراض الانتفاخ.
تصيب حساسية الحليب الرضع والأطفال الصغار، في حين تؤثر حساسية اللاكتوز في البالغين بشكل شائع.
كيف يمكن علاج حساسية الحليب؟
تجنُّب تناول الحليب أو منتجاته هو الطريقة الأولى لعلاج حساسية الحليب، وذلك رغم صعوبة هذا الحل بسبب دخول الحليب في عديد من الأطعمة.
وتشمل العلاجات الأخرى لحساسية الحليب تناول أدوية مضادات الهستامين، ولكن إن كانت الأعراض مفرطة الشدة، فالحل هو التوجه فوراً إلى الطوارئ، لتلقي حقن الإيبينيفرين Epinephrine.