التوتر والاكتئاب.. تجنب المشاعر السلبية عند الانتقال إلى منزل جديد

مبروك، انتقلت إلى منزل جديد، لكن خلف الابتسامة التي تستقبل بها الضيوف اكتئاب الانتقال إلى فصل جديد من الحياة وليس فقط منزل جديد.

عربي بوست
تم النشر: 2019/07/23 الساعة 09:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/23 الساعة 09:51 بتوقيت غرينتش
تحت تأثير قلق الانتقال والاكتئاب، يميل الكثيرون إلى صعوبة مواكبة مسؤولياتهم في العمل وفي المنزل بنفس النجاح الذي اعتادوا عليه/ istock

مبروك، انتقلت إلى منزل جديد، لكن خلف الابتسامة التي تستقبل بها الضيوف المتشوقين لتفقد المنزل مرحلة حافلة بالمشاعر المختلطة والقلق والتوتر وربما الاكتئاب.

يُعدّ الانتقال إلى منزل جديد تحديّاً، بغض النظر عما إذا كنت تريد ببساطة تغيير المكان الذي تعيش فيه، أو أن الوقت قد حان لشراء منزل جديد للأسرة.

هي مهمة  تكلف وقتاً وجهداً ونفقات عالية، لكن الأمر الأكثر سلبية هو أنها تسبب قلقاً يُعرف باسم اكتئاب ما بعد الانتقال.

من السهل ملاحظة أعراض هذا الاكتئاب، ويجب عدم تجاهلها.

هنا ستجد كل ما تحتاج إلى معرفته حول اكتئاب الانتقال، وكيف يمكن التعامل معه؟

اكتئاب الانتقال

اكتئاب الانتقال هو حالة نفسية تجعل الشخص يشعر بالحزن واليأس والقلق من الانتقال القادم أو المستمر أو الانتقال الذي حدث للتوّ.

لا تستمر مثل هذه المشاعر السلبية لفترة طويلة ولكنها تظهر في الغالب بعد الانتقال ويبقى مصدرها مجهولاً.

تحت تأثير قلق الانتقال والاكتئاب، يميل الكثيرون إلى صعوبة مواكبة مسؤولياتهم في العمل وفي المنزل بنفس النجاح الذي اعتادوا عليه.

إذا كان الاكتئاب كبيراً ويصعب السيطرة عليه فقد يُسبب اضطراباً كبيراً أيضاً في عمل الفرد والأنشطة اليومية الأساسية مثل النوم والأكل والتواصل الاجتماعي.

يختلف الاكتئاب الناتج عن الانتقال عن الاكتئاب الشديد، الذي قد يصل إلى حد الرغبة في إيذاء النفس؛ فهو لا يُشكّل أي تهديد للأشخاص الذين يعانونه.

أعراض اكتئاب الانتقال

غالباً ما يرتبط اكتئاب ما بعد الانتقال بالعديد من الأعراض التالية: مخاوف غير منطقية، صعوبات واضطرابات في النوم، الصداع، اضطرابات في الأمعاء والمعدة، صعوبات في التركيز واتخاذ القرارات.

وتكون نوبات القلق لحظات عرضية من الزيادة المفرطة في حجم الأعراض السابق ذكرها، وتكون أعراض نوبات القلق مثل: زيادة معدل ضربات القلب، مشاكل في التنفس مثل ضيق التنفس، التعرق.

إذا وجدت نفسك في مثل هذه الحالة، حاول أن تهدأ واطلب من شخص قريب التعامل مع التفاصيل وخذ استراحة طويلة.

وإذا استمرت الأعراض لفترة طويلة، عليك بالرياضة أولاً قبل تناول أي أدوية.

الانتقال خلال الأوقات الصعبة

إذا كنت ستنتقل إلى منزل جديد خلال وقت صعب مثل فقدان وظيفة أو طلاق، يُصبح الانتقال أكثر صعوبة.

فالتعرض لهذه الظروف يجعل من الانتقال خلال هذه المرحلة من حياتك نقطة انهيار.

تذكر أنك لا تنتقل فقط إلى منزل جديد، بل إلى حياة جديدة بمُفردات جديدة سيكون تغيير المنزل جزءاً واحداً منها فقط.

مساعدة الأطفال والمراهقين

يمكن أن يكون الانتقال صعباً على الأطفال والمراهقين، لأنهم تركوا وراءهم في المنزل القديم الأصدقاء والجيران وحتى غرفة نومهم التي اعتادوا عليها.

لذلك يجب طمأنتهم أنهم لن يفقدوا أصدقاءهم القدامى ولا إيقاع حياتهم، وأنه سيكون لديهم المزيد من الأنشطة والأصدقاء.

يجب الاهتمام باشراكهم في المُهمة وإسناد بعض المسؤوليات لهم وأخذ آرائهم في بعض الأمور التنظيمية.

بهذا يشعرون أنهم فاعلين ومؤثرين وليسوا مُجرد شيء يتم نقله دون رأي أو استشارة.

كيفتُ قلل من ضغوط الانتقال؟

1- اطلب مساعدة المقربين

إذا كنت مُقدماً على خطوة الانتقال لمنزل جديد وتشعر بالتوتر، من الأفضل أن تطلب المساعدة من الأصدقاء. 

ولكن إذا طلبت المساعدة، فمن الأهمية بمكان أن تُبقي حركتك خالية من التوتر قدر الإمكان حتى يتمكن أصدقاؤك من الاستمتاع بوقتهم معك، كي لا تنتقل مشاعرك السلبية لهم.

2- تقبّل أن الإجهاد شيء طبيعي

التغلب على الضغوط الناتجة عن الانتقال يبدأ بقبول وجود هذه الضغوط، فإذا كنت تدرك من البداية أن من المحتمل أن تتعرض لبعض الضغط أثناء تنقلك، فستكون أكثر احتمالاً عند حدوث هذا بالفعل.

3- امنح نفسك وقتاً كافياً

أكبر مصادر الضغط النفسي هو الوقت، بشكل أكثر تحديداً، عدم وجود ما يكفي من الوقت، يؤدي إلى زيادة الشعور بالإجهاد والتوتر، فاجعل الأمور أسهل عن طريق التأكد من تخصيص وقت كافٍ لإنجاز كل شيء.

4- ابدأ بالأشياء الصغيرة

إذا كنت تشعر بالعجز بسبب كثرة المهام والأشياء التي يجب فعلها، أو كنت لا تعرف من أين تبدأ، فما عليك سوى القيام بشيء ما، سواء كان ذلك الشيء مُجرد إفراغ مُحتويات درج مطبخ واحد أو وضع كل كتبك في صندوق.

يُعدّ التقدم سواء كان كبيراً أو صغيراً، أمراً هاماً لإدارة الشعور بالإجهاد وتقليل القلق والتوتر.

5- ابقَ مُنظماً ودوّن كل ما تحتاج إلى فعله

التنظيم أساسي إذا كنت تريد أن تجعل الانتقال أقل إرهاقاً، ينطبق هذا على جميع جوانب انتقالك، بدءاً من صناديق جمع أغراضك ووضع العلامات لمعرفة محتوياتها، وصولاً إلى الاحتفاظ بجميع المستندات التي قد تحتاج إليها.

يُمكنك أيضاً تدوين الأشياء التي تحتاج إلى فعلها لتكون أفكارك مُنظمة فلا تنسى الأشياء الهامة.

6- حاول استئجار شركة نقل

إذا أمكنك توفير مساحة في ميزانيتك، فلن يساعدك شيء في تخفيف الضغط الناجم عن الانتقال أكثر من تسليم بعض المهام الرئيسية إلى شركة نقل محترفة، بالإضافة إلى أنك ستحصل على المساعدة في رفع الأشياء الثقيلة.

يمكن لبعض الشركات أيضاً أن تساعد في تعبئة أغراضك وتخزينها بأمان، سيُقلل هذا من حجم المهام والمسؤوليات المُلقاة على عاتقك.

لكن عليك التأكد فقط من استئجار شركة نقل ذات سمعة جيدة وموثوقة، وإلا سينتهي بك الأمر إلى المزيد من التوتر.

7- احصل على قسط كافٍ من النوم

اجعل الحصول على قدر كافٍ من النوم أولوية أثناء انتقالك، يمكن أن يستهلك الانتقال الكثير منك جسدياً وعقلياً، وإذا لم تحصل على قسط كافٍ من النوم، فستفقد طاقتك بسرعة كبيرة.

اسمح لنفسك بإعادة شحن نشاطك بشكل صحيح كل ليلة، وستلاحظ أنك أكثر كفاءة وأقل توتراً.

كيفية التعامل مع الإجهاد أثناء الانتقال؟

1- تقليل استهلاك النيكوتين والكحول والكافيين.

2- تجنب تناول الأطعمة المُصنعة التي تحتوي على السكريات المُكررة.

3- حاول الحصول على بعض الوقت للمشي بشكل متكرر في الخارج، قم ببعض النشاط البدني البسيط الذي لا يجعلك تشعر بالتعب الشديد.

4- توقف عن تناول الأطعمة الغنية بالصوديوم، مثل الزبدة المملحة والزبدة والسمن والزيتون والمخللات وما إلى ذلك.

5- اتباع نظام غذائي وممارسة التمارين الرياضية أمران ضروريان لمكافحة الإجهاد بفعالية.

تحميل المزيد