هل حذرك أحد قبلنا من أضرار السكر؟ بكل تأكيد تم تحذيرك في المدرسة منذ أن كنت صغيراً من مخاطر تناول الكحول والمخدرات، ولكن لا أحد على الإطلاق حذرك من مخاطر إدمان السكر.
هل تعرف ما هي أضرار السكر؟
عندما نقول كلمة إدمان، فبالتأكيد نحن لسنا نبالغ، فوفقاً لدراسة أُجريت في عام 2013، يمكن للسكر أن "يحفز نظام المكافأة والرغبة بدرجةٍ تضاهي تلك التي تسببها العقاقير الإدمانية".
لأنَّ براعم التذوق تشتهي المذاق الحلو، نميل إلى مزيد من الأطعمة السكرية، مما يؤدي إلى احتمالية الإفراط في تناول السكر، وفق موقع Byrdie الأمريكي.
ولكن إذا استسلمت لتلك الرغبة الشديدة في تناول الكعك والمثلجات، التي تبدو غير ضارة، يومياً، ستُصاب بعددٍ لا يحصى من الآثار السلبية على المدى القصير والبعيد.
تناول السكر بشكل زائد يفتح شهيتنا
معظمنا على درايةٍ بالآثار الفورية للسكر الزائد، حتى لو لم نتمكن دائماً من فهم العلاقة بينهما.
إذ "تزيد شهيتنا، و(نشعر) برغبةٍ أكبر في تناول مزيدٍ من الحلويات، وهو ما يُمكن أن يؤدي إلى اشتهاء السكريات بشدة، وتقلباتٍ مزاجية، والشعور بمشاعر سلبيةٍ للغاية".
وكذلك فالضرر الذي يمكن أن يسببه النظام الغذائي الغني للغاية بالسكر بمرور الوقت أسوأ.
ويُمكن أن تشمل "زيادة الوزن، وتراكم دهون زائدة حول الوسط، واحتمالية الإصابة بأمراض السكري، وخطر الإصابة بأمراض القلب".
لا شك أنَّ كل ذلك يبدو مُحبطاً جداً، خاصةً إذا كنت تحب السكر. ولكن يمكنك منع وقوع الكثير من الضرر على الفور، أو حتى تغيير تأثيراته الضارة، عن طريق خفض السكر نهائياً، أو حتى خفضه بعض الوقت فقط.
وبالإضافة إلى ذلك، فالآثار الطويلة الأجل لتغيير النظام الغذائي المليء بالسكر واتباع نظامٍ غني بالأطعمة المغذية والصحية المفيدة للقلب يُسفر عن آثار أكثر إيجابية. وسنستعرضها هنا في جدولٍ زمني:
بعد 20 دقيقة من التوقف عن تناول السكر
يجعلك تناول الأطعمة السكرية ترغب في تناول المزيد منها، لكن بعد مرور 20 دقيقة على تناول أول وجبةٍ خالية من السكر، ستصبح أكثر شعوراً بالرضا وأقل رغبةً في تناول وجبةٍ إضافية أو حلوى.
بعد ساعة من التوقف
بعد ساعة من الامتناع عن تناول السكر، يبنغي أن تجد أنَّك تشعر بتحسُّن وينبغي حينئذٍ أن تشعر بالحيوية وأن تكون أكثر إنتاجية.
ستكون أقل عُرضةً للشعور بالرغبة في تناول الرقائق المُحلَّاة أو مجموعة من الوجبات الخفيفة المصنعة.
بعد يومٍ من التوقف
إنَّ "تناول السكريات يحد من رغبتنا في -وقدرتنا على- تناول الأطعمة الغنية بالمغذيات، بما في ذلك الدهون الصحية والبروتينات والكثير من الألياف، التي تبقينا في صحة ونشاط وإنتاجية".
لذا فبعد قضاء يومٍ كامل بدون سكر، نأمل أن تكون أدرجت الكثير من تلك البدائل الصحية في نظامك الغذائي.
وبعدما تتوقف عن السكر وتتناول كميةً أكبر من الخضراوات والبروتين الخالي من الدهون، سوف يستقر مستوى السكر في دمك، وتهدأ تقلباتك المزاجية، وتقل نوبات رغبتك الشديدة في تناول السكريات.
بعد 3 أيام من التوقف
هنا تبدأ الأمور في اتخاذ منعطف غير سار. فتناول السكر يُعَد إدماناً رغم كل شيء. ولا يمكنك التخلص من معظم الإدمانات دون التعرض لأعراض الانسحاب.
لذا بعد بضعة أيام من التوقف، قد تشعر بالحنين الشديد إلى تناول السكر، والقلق، وحتى الاكتئاب في الحالات الأخطر.
وغالباً ما تتلاشى هذه الآثار بعد الأسبوع الأول، لكنَّها قد تستمر أسبوعاً أو أسبوعين إضافيين حسب مستوى إدمان السكر في الجسم.
بعد أسبوعٍ من التوقف
بعد أسبوع من التوقف عن تناول السكر، يمكن أن يحدث شيءٌ من اثنين لجسمك: فإذا كان نمط حياتك السابق مليئاً بالأطعمة المصنعة والعصائر والمشروبات الغازية والحلويات.
فربما تكون حينئذٍ ما زلت في وضع التخلص من السموم، أمَّا إذا كانت كمية السكر التي كنت تتناولها معتدلةً (وإذا كنت تلتزم بنظام غذائي يحتوي على البروتين والألياف والدهون الصحية).
فمن المُرجَّح أن تبدأ في الإحساس بشعورٍ جيد للغاية. وتقول لورين: "سوف تكون أقل كسلاً، وستكون لديك طاقةٌ أكثر استقراراً طوال اليوم، وتتحسن حالتك المزاجية".
بعد شهرٍ من التوقف
بعد شهرٍ واحد من الامتناع عن تناول السكر، ستتعافى تماماً. وستختفي رغبتك في الحلوى، وستجد نفسك تشتهي البروتين والخضراوات الورقية بشدة.
بعد عامٍ من التوقف
حالما تلتزم بحياةٍ خالية من السكر عاماً كاملاً، ستكون صحتك قد تحسنت على الأرجح.
وسيعتاد جسمك تأدية وظائفه بحصوله على العناصر الغذائية الأساسية، ولأنه لم يعد يحتوي على سكر يُخزِّنه في صورة دهون، فمن المحتمل أن يقل وزنك.