كيف يمكن أن يحسّن التعاطف علاقاتك بالآخرين؟

عادةً ما ننظر إلى مسألة المشاركة الوجدانية باعتبارها القدرة على أن نضع أنفسنا مكان الشخص الآخر، وأن نحاول أن نفهم بشكل أفضل، التجربة التي يمر بها.

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/04 الساعة 15:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/04 الساعة 15:40 بتوقيت غرينتش
دموعُ من نُحب تخلق لدينا حالة من التعاطف، وتحركنا لفعل أي شيء

ل تذكر آخر مرة كنت فيها مع شخص تحبه وكان يشعر بالحزن أو اليأس؟ ربما بعد طلاق، أو بعد تشخيص طبي غيَّر مسار حياته، أو بعد خسارة شخص محبوب لديه.

دموعُ من نُحب تخلق لدينا حالة من التعاطف، وتحركنا لفعل أي شيء نهدئ به من روعهم. وحين نجلس معهم في لحظات كهذه، يُحتمل أن نصاب نحن أيضاً بالحزن.

وعادةً ما ننظر إلى مسألة المشاركة الوجدانية باعتبارها القدرة على أن نضع أنفسنا مكان الشخص الآخر، وأن نحاول أن نفهم بشكل أفضل، التجربة التي يمر بها.

ثمة نوعان رئيسيان للمشاركة الوجدانية خضعا للبحث والتعريف: المشاركة الوجدانية العاطفية "التي تُعرف أيضاً بالمشاركة الوجدانية الانفعالية"، والمشاركة الوجدانية المعرفية.

ورغم أن كلا النوعين مختلفان تماماً، فإنهما متساويان في الأهمية، لمساعدتنا في تشكيل نقاط صِلات مع الآخرين والحفاظ عليهم، بحسب ما نشره موقع Very Well Mind الأمريكي.

ما هي المشاركات الوجدانية؟

بعض الناس أفضل في ممارسة المشاركة الوجدانية المعرفية، ولكنهم يجدون صعوبة في التعرف على المشاركة الوجدانية العاطفية.

فيما يلي، مثال بسيط يشرح الفرق بين المشاركة الوجدانية العاطفية والمشاركة الوجدانية المعرفية، وما يمكن أن يبدو عليه هذا:

المثال 1: المشاركة الوجدانية المعرفية

  • الشخص 1: توفيت جدتي لتوها وكان أحدنا قريباً من الآخر (ثم يبدأ في البكاء).
  • الشخص الذي يستخدم المشاركة الوجدانية المعرفية: أنا آسف لذلك، أعرف أنك حزين. ولكنها في مكانٍ أفضل، أليس كذلك؟

المثال 2: المشاركة الوجدانية العاطفية

  • الشخص 1: جدتي توفيت للتو، وكان أحدنا قريبا من الآخر (بدأ في البكاء).
  • الشخص الذي يستخدم المشاركة الوجدانية العاطفية: أنا آسف لسماع أمر جدتك. أعلم أنك تفتقدها جداً. أنا هنا معك (يمكن أن يفيض الدمع من عينيه أو يعبر عن حزنه).

وضمْن هذا التوضيح البسيط، يمكننا أن نشعر بما يمكن أن يبدو عليه موقف الطرف الآخر، إذا اكتفينا بالمشاركة الوجدانية المعرفية ولم نجلب معنا المشاركة الوجدانية العاطفية في التفاعل مع هذا الشخص.

فالشخص حينها يتلقى التعزية لوفاة جدته، ويعرف أننا نحاول أن نهدئ من روعه قليلاً. ومع ذلك، فيما يخص المثال 1، ليس ثمة فرصة للشخص أن يعايش تجربة عاطفية مشتركة معك.

والتجربة العاطفية المشتركة يمكن أن يكون لها أثرٌ مريحٌ للغاية، ويسهم في تعافي شخص بحاجة إلى ذلك.

التحدي

تعد ممارسة كل من المشاركة الوجدانية والعاطفية أمراً مثيراً للتحدي. ويُعتقد أن كلا النوعين يمكن تعلمه بالممارسة المستمرة والمتعمدة. غير أنَّ التحدي المتفرد فيما يخص المشاركة الوجدانية العاطفية هو أننا في أثناء الممارسة، يُحتمل أن نتسم بالهشاشة وأن ندخل في تفاعل مع استجاباتنا العاطفية.

لذا فإن قدرتنا على تنظيم ما نشعر به من الاضطراب النفسي أمرٌ أساسي، ولكنه شيء يمكن أن يكون بالغ الصعوبة، لعدة أسباب من بينها:

  • معاملة الناس لنا حين كانت لدينا احتياجات عاطفية.
  • ما تعلمناه ممن حولنا فيما يخص العاطفة.
  • الرسائل التي تلقيناها حول قيمة العواطف.
  • الخوف من طغيان المشاعر علينا.
  • الخوف من أن نَعلق في مشاعر مع شخص آخر.

إيجاد التوازن

المشاركة الوجدانية المعرفية، والمشاركة الوجدانية العاطفية شريكان رائعان، ويمكن أن يكوّنا ثنائياً مذهلاً عند ممارستهما بتوازن. ويمكن أن تكون القدرة على فهم وجهة نظر الآخر وفهم الموقف من منظوره "المشاركة الوجدانية المعرفية"، والقدرة على الالتقاء العاطفي مع الشخص والدخول في تجربة عاطفية مشتركة معه "المشاركة الوجدانية العاطفية"- أمراً مغيراً في معظم ديناميكيات العلاقة أياً ما كان نوعها.

حينما نشعر بأن هناك من يرانا ويسمعنا ويفهمنا، باستخدام كل من المشاركة الوجدانية العاطفية والمشاركة الوجدانية المعرفية، يمكننا أن نفعل أشياء عظيمة معاً. وهذا التوازن في المشاركة الوجدانية يساعد في إتاحة أشياء من قبيل:

  • المشاركة
  • حل المشكلات
  • الإبداع
  • التقييم
  • التفاوض
  • تحديد الاحتياجات
  • تلبية الاحتياجات
  • الشعور بالأمان
  • التواصل العاطفي
  • الثقة

ما يمكنك فعله

هل ترغب في تحسين علاقاتك مع شركائك في العمل، أو أفراد أسرتك، أو أصدقائك أو شريك حياتك؟ لا شك في أن ممارسة المشاركة الوجدانية المعرفية والمشاركة الوجدانية العاطفية يساعد في ذلك.

حتى ولو كنت تظن أنك لم تتعلم قَط كيف تشارك الآخرين وجدانياً، أو لم تعايش أي تجربة تشارَك فيها أحدٌ معك وجدانياً، فتذكَّر أنَّ مهارات المشاركة الوجدانية يمكن تعلمها.

ثمة أشياء عديدة يمكننا أن نفعلها لنبدأ ممارسة المشاركة الوجدانية بمنازلنا وأماكن عملنا وفي مجتمعاتنا.

قم بتنحية وجهات نظرك

غالباً لا ندرك مدى تأثير خبراتنا ومعتقداتنا على رؤيتنا للبشر والمواقف. لذا فإنَّ كبح جماح أنفسنا قليلاً لننحي هذه الأمور جانباً، يمكن أن يساعدنا في التركيز على الشخص الذي أمامنا، ويساعدنا في ضبط أنفسنا بشكل أفضل، ليناسب ما يحدث معه.

استخدِم خيالك

حين يشارك الآخرون معك ما يمرون به، حاول أن تتخيل موقفهم. استخدِم الصور التي يشاركونها معك، أو عواطفهم أو ظروفهم، وحاول أن تضع نفسك مكانهم، لمجرد أن ترى ما يمكن أن تشعر به حين تكون مكانهم في تلك اللحظات.

استمِع بكل جوارحك

أحياناً كثيرة نحاول أن نسمع الآخرين في حين نحن نحضّر دفاعنا أو ردنا على ما يقولون. وتأثير هذا لا يقتصر على أننا لا نسمع ما يقولون، بل يمتد أيضاً ليفوت علينا معلومات أساسية يمكنها أن تساعدنا في تحقيق فهم أفضل لما يحاولون إيصاله.

اسمح لنفسك بخفض صوتك ورفع صوت الشخص الآخر.

كن فضولياً

يمكن أن يكون من المفيد أن نتسم بالفضول تجاه شخص ما في أثناء مشاركته ما يشعر به معنا. فبينما تطرح على هذا الشخص أسئلة عن خبراته، فأنت بذلك تسمح له بأن يعرف أنك تصغي إليه باهتمام وتريد أن تفهم ما يقول.

ويساعد هذا الناس في الشعور بأنك تراهم وتسمعهم، وهي طريقة لطيفة لممارسة المشاركة الوجدانية.

لا تشعر بأن عليك إصلاح أي شيء

حين يكون حولنا شخصٌ يحتاج مساعدة، لا سيما حين نمر بمشاعر مثيرة للتحدي، يمكن أن يكون من السهل علينا أن نرغب في القفز لحل الأمور.

فنحن لا نحب أن نرى أناساً يعانون، وغالباً ما نرغب في إضحاكهم والتسرية عنهم، ومساعدتهم في النظر إلى الجانب المشرق.

حتى وإن كنت تحاول أن تقدم المساعدة، فبإمكان هذا أن يُشعر الآخرين بأنك لا تراهم ولا تسمعهم. كل ما عليك هو أن تترك لهم مساحة للمشاركة، وتذكَّر أنك غير مسؤول عن "إصلاح" شؤونهم.

تحميل المزيد