إذا كنت تعاني من قلة التركيز فبإمكانك أن تخدع نفسك قليلاً، لتصبح الشخص الذي تتمناه، وذلك عبر قاعدة الدقيقتين لتعلم عادات جديدة.
في كتابه المعنون "عادات ذريّة" Atomic Habits، يشير الكاتب جيمس كلير، المتخصص في مجال اتخاذ القرارات وتحسين الذات، أنّه بإمكانك خداع ذاتك لتصير الشخص الذي تريد أن تكونه، حسبما نقل عنه تقرير لموقع Business Insider الأميركيّ.
إحدى الطرائق التي يقدِّمها كلير هي ما تُعرف بـ "قاعدة الدقيقتين": "فحين تبدأ عادة جديدة ينبغي أن تستغرق أقل من دقيقتين للقيام بها".
#Week6#Word: Adage (noun) – a proverb or short statement expressing a general truth.#Gyaan: "The 2-Minute Rule" – If it takes less than two minutes to do something, then do it NOW! #Song: "Cleopatra" from 2016's album #Cleopatra by @thelumineers pic.twitter.com/ODSawB44ud
— Raunaq (@RaunaqRanjan) December 18, 2018
لماذا تستطيع قاعدة الدقيقتين أن تجعلك تتعلم عادتٍ وأعمالاً جديدة؟
تكمن الفكرة في تقليص العادة كلِّها إلى سلوك سريع وسهل للغاية.
على سبيل المثال، يقترح كلير "استخراج سجّادة اليوغا" باعتباره نسخة تستغرق دقيقتين من "ممارسة نصف ساعة من اليوغا"، وكذلك "طيّ زوج من الجوارب" كنسخة تستغرق دقيقتين من "جمع وطيِّ الغسيل كلّه".
هناك عدد من الأسباب التي تجعل هذه الطريقة فعّالة.
وِفقاً لكلير، الذي يدير موقعاً مشهوراً عن الإنتاجيّة، فإنّ عليك "إتقان فنّ الحضور والوجود" في المشهد والأجواء المرتبطين بالعادة، قبل أن تتعمّق في التفاصيل.
والأكثر من هذا أنَّ أول دقيقتين تصبحان "طقساً في بداية روتين أكبر"، ولذا يمكنك في نهاية المطاف ألّا تفكِّر كثيراً في النشاط الذي تود القيام به، عندما تمرُّ الدقيقتان.
قم بأقلِّ مما يمكنك القيام به حين تبدأ عادة جديدة
يمكن استخدام قاعدة الدقيقتين حتى في محاولتك للتأمل وفهم نفسك.
تشيد مينغ تان، هو مهندس سابق في جوجل، طوَّر مساق الذكاء العاطفيّ في الشركة، والمسمّى "ابحث في داخلك" Search Inside Yourself.
يكتب تان، في كتابه الذي يحمل ذات العنوان "Search Inside Yourself"، أنَّ أفضل الطرق للبدء في عادة التأمّل هو أن "تقوم بتدريب هو أقلّ مما يمكنك القيام به فعلياً".
ويقول تان إنَّ المداومة على ممارسة التأمّل واليقظة تعني أن تكتشف "قدر التأمل الذي تحتاجه لترى تغييراتٍ ذاتَ معنى في الحياة".
"مع الحرص على عدم الإفراط، فالإفراط لا يعود ممتعاً"، حسب تان.
فمع مرور الوقت ستزداد قدرتك على الاستمتاع بجرعة أكبر من التأمل والاستفادة منها.
وإذا كنت تتخوف من مهمة جديدة فعليك ممارستها لأقل من دقيقة واحدة.. سر فاعلية هذه الفترة القصيرة
لدى كريس بايلي نصيحة مشابهة في كتابه "التركيز المفرط" Hyperfocus.
إذ يقول: "إنّك حين تتخوّف من مَهمّةٍ ما، مثل كتابة ورقة أو تنظيف خزانتك، فعليك العمل بها لمدة دقيقة على الأقل، مع انتباهٍ وتركيزٍ هادف، وقليلٍ من المُلهيات".
ويكتب بايلي أنّ "بإمكاننا التركيز لمدة 40 ثانية فقط، قبل أن يأتي ما يَصرف انتباهنا عن المَهمة التي نقوم بها".
لكن إذا اجتزتَ تلك العتَبَة فإنّ فُرصَك تزداد في الاستغراق في العمل ومواصلته، لأنك بالفعل قد اجتزتَ المرحلة الحرجة في البداية.
وللتغلُّب على الكسل أو الأعمال التي تخشاها ضعْ تنبيهاً يمنعك من الإطالة بها
وفي موضوع على موقع Reddit يتناول التغلّب على الكسل، شارك العديد من الأشخاص بعضَ وجهات النظر المختلفة، حول فكرة أنّه على المرء أن يخبر نفسه حيال المَهمّة التي يهابها، بأنّه سيعمل بها لفترة زمنية معيّنة فقط، وبعدها بإمكانه التوقّف.
وكتب أحد الأشخاص، ويسمِّي نفسَه backformore، قائلاً: "أضع تنبيهاً بعد 10 دقائق، ثم أرى ما مقدار العمل الذي يمكنني إنجازه خلال تلك المدّة".
وأضاف: "عادةً ما يجعلني هذا أتحفَّز للاستمرار في العمل بعد انقضاء التنبيه، وحتّى إن لم أواصل العمل بعده فعلى الأقلّ أكون قد أنجزت شيئاً ما".
وقد قدَّم كلير تبريراً أكثر وجوديّة لقاعدة الدقيقتين، مشيراً إلى أن هذه السلوكيّات البسيطة "تعزّز الهويّة التي ترغب في بنائها، في المجال الذي تهابه أو تواجه مشكلة لولوجه".
فلو ذهبتَ إلى الصالة الرياضيّة لمدّة خمسة أيام على التوالي، حتّى وإن لم تُمضِ هناك سوى دقيقتَين، فأنت تعزِّز من فرص بناء هويّتك الجديدة كرجل رياضي".
وواصلَ القول "ما يجب أن تركِّز عليه أن تصبح من نمط الشخص الذي لا يضيّع تدريباته. فأنت تقوم بأصغر الأفعال التي تؤكّد على نمط الشخص الذي تريد أن تكونه".