في طريقهم للتخلص من الوزن الزائد، يخسر متَّبعو بعض الحِميات مكونات ضرورية يحتاجها الجسم. يصيبون أنفسهم بأمراض مزمنة وغير مزمنة دون دراية، فتصبح الوسيلة أكثر ضرراً من تحقيق الغاية.
نستعرض فيما يلي، نماذج حِميات تُقصي مكونات طبيعية، صُمِّم الجسم البشري على أن يستهلكها، ولكن باعتدال:
ريجيم الصوم يصبح عقوبة
يعتمد الكثيرون على ريجيم التجويع أو الصيام، وإذا تناولوا طعاماً فلا بد أن يكون منخفض السعرات الحرارية.
تؤدي هذه الحمية إلى خسارة الوزن بصورة كبيرة وسريعة، ولكن يترتب عليها خسارة العضلات الثمينة في الجسم، وانخفاض معدل حرق السعرات الحرارية؛ ومن ثم ارتفاع نسبة الدهون.
وقد يتطور خطر هذه الحِميات إلى احتمال التعرض لمتلازمة التمثيل الغذائي والإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
حِمية السعادة تصبح شراهة
يعد هذا النظام أحد أشهر أنواع الحِميات على مستوى العالم، فهو فعال ويؤدي إلى خسارة الوزن سريعاً. ولكن الجدل الذي أثاره يحتاج إلى التريث قبل اتباعه.
يشترط النظام خفض نسبة الكربوهيدرات التي يتناولها الفرد إلى 20 غراماً فقط يومياً، والاعتماد على الخضراوات والبروتينات وحتى الدهون.
يستمتع بهذه الحِمية معظم من يتبعونها؛ لأنها تتمحور حول تناول الوجبات المفرحة من دون تأنيب ضمير. لكنها تتسبب بشراهة في تناول البروتينات والدهون بنسبة زيادة تقدر بـ30%، وهو ما يؤدي إلى مخاطر صحية على أجهزة الجسم على المدى الطويل.
وفي الوقت نفسه، وبعد الانتهاء من هذه الحِمية، سيحاول الجسم استرجاع ما فقده من النشويات مرة أخرى؛ وهو ما يتسبب في زيادة الوزن بصورة مضاعفة.
النظام النباتي يعادي اللحوم
تحوّل هذا النظام إلى موضة يتبعها عدد كبير من المشاهير. ومن شروط هذه الحِمية عدم أكل اللحوم والألبان وكل مشتقاتها.
وهنا يعرِّض المرء نفسه لخطر نقص الكالسيوم والحديد؛ ما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض. كما يفقد الجسم الأحماض الأمينية الأساسية. ويعتبر أخصائيو التغذية أن هذا النظام لا يتوافق مع طبيعة الإنسان؛ لأنه بطبيعته لاحم.
الحمية الخالية من الغلوتين بحاجة لبديل
أما على متبعي النظام الغذائي الذي يحظر الخبز، فعليهم تعويض مادة الغلوتين. والغلوتين مركب بروتيني عبارة عن خليط من مادتي الغلوتنين والغليادين، ويشكّل 80% من البروتين الموجود في بذرة القمح؛ لذا لا بد من تعويضه من مصادر أخرى كالذرة والبطاطس والخبز الأسمر.
حِمية السوائل تستغني عن الأسنان
تقطع حِمية السوائل الطريق على المواد التي يحتاجها الجسم، وإن كانت تنجح في خسارة الكيلوغرامات الزائدة.
إذ توجد في الخضراوات الفواكه مواد نباتية تحمي من الأمراض؛ لذا بمجرد العودة إلى الطعام الطبيعي يعاود الجسم تخزين الدهون.
وتؤدي حِمية عصير الفواكه والخضر إلى الإرهاق والدُّوار. وقد ينقل الجسم حاله إلى وضع المجاعة، فيقلِّل كمية حرق السعرات الحرارية.
ورغم تعدد أسماء وأنواع هذه الحِميات، فإن الدراسات أجمعت على أن هذه الأنظمة السريعة، التي تحرم الجسم من المكونات الغنية والضرورية في الطبيعة، قد تؤدي إلى ظهور أمراض مزمنة مستقبلاً.
فالحِميات قليلة النشويات تزيد من أعراض التعب وتقلل من طاقة الجسم وإمكانيات التحمل. بالإضافة إلى ذلك، تُسبب النظم الغذائية منخفضة الكربوهيدرات في فقدان السوائل والإلكتروليتات.
أما الحِمية الغنية بالبروتين، فغالباً ما تؤدي إلى تكوين حمض اليوريك وأكسالات الكالسيوم؛ ما يتسبب في تشكيل حصوات الكلى والنقرس على المدى البعيد.
لذا، فإن الطريقة الأسلم هي استشارة الطبيب، الذي يأخذ بعين الاعتبار الوزن مع العمر مع الحالة الصحية ونمط الحياة، ليقدم حِمية متوازنة وشاملة.