يزرع تحت الجلد، ويفرز العلاج بشكلٍ تلقائي.. دواءٌ جديد لمرضى السكري قد يقضي على الإنسولين

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/09 الساعة 09:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/09 الساعة 09:06 بتوقيت غرينتش

طور العلماء علاجاً لداء السكري يعتمد على الخلايا وذكروا أنه يستطيع القضاء على حاجة هؤلاء الذين يحتاجون إلى حقن الإنسولين.

ينطوي العلاج على زرع كبسولة من الخلايا المعدلة وراثياً تحت الجلد، تفرز الكمية اللازمة من مادة الإنسولين بصورة تلقائية. وقد وجد أن معدلات السكر بالدم لدى الفئران المصابة بداء السكري التي تم علاجها بتلك الخلايا، معدلات طبيعية على مدار أسابيع عديدة.

وقال العلماء إنهم يأملون الحصول على ترخيص معملي لاختبار التكنولوجيا الجديدة على المرضى خلال عامين. وفي حالة نجاح التجربة، يكون العلاج مرتبطاً بكافة مرضى الداء السكري من النوع الأول، بالإضافة إلى حالات داء السكري من النوع الثاني التي تحتاج إلى حقن الإنسولين.

ونقل تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الجمعة 8 ديسمبر/كانون الأول 2016، عن البريوذكر مارتن فوسينجر، الذي يترأس فريق الأبحاث بجامعة ETH في بازل، قوله إنه "بحلول عام 2040، سوف يعاني واحد بين كل عشرة أشخاص على كوكب الأرض من أحد أنواع داء السكري، وذلك أمر مأساوي. وينبغي أن نتمكن من مواجهة الأمر وعدم الاقتصار على قيام المرضى بقياس مستوى الغلوكوز بالدم فقط".

وذكر فوسينجر أنه إذا ما تأكدت سلامة وفعالية العلاج مع الإنسان، يمكن زرع تلك الخلايا بمرضى داء السكري وتغييرها ثلاث مرات سنوياً بدلاً من حقن الإنسولين، الذي لا يتحكم بفعالية في معدلات السكر بالدم، بما يؤدي إلى مضاعفات طويلة الأجل تصيب العين والأعصاب والقلب.

ففي بريطانيا، هناك نحو 400 ألف شخص من المصابين بالنوع الأول من داء السكري، بينما يصل عدد المصابين بالنوع الثاني إلى ثلاثة ملايين شخص، ومنهم 10% يحتاجون إلى حقن الإنسولين للتحكم في الحالة المرضية والسيطرة عليها.

وعادة ما تبدأ الإصابة بالنوع الأول من داء السكري أثناء الطفولة ويعد ذلك النوع مرضاً يصيب جهاز المناعة، حيث يتخلص الجسم من كافة الخلايا البنكرياسية. وتستجيب الخلايا لمعدلات الغلوكوز المتذبذبة من خلال إفراز الإنسولين، الذي ينظم السكر بالدم. وبدون تلك الخلايا، يحتاج المرضى إلى متابعة مستوى الغلوكوز وحقن الإنسولين وفقاً للحاجة – وعادة ما يكون ذلك عدة مرات يومياً.

محاولة زرع خلايا بنكرياسية


وقد حاول العلماء من قبل زراعة خلايا بنكرياسية من خلال الخلايا الجذعية للمرضى. ومع ذلك، فقد ناضل العلماء من أجل تصنيع الخلايا بالمعدل اللازم للاستخدام المعملي؛ وعادة ما تموت الخلايا بمجرد دخولها إلى الجسم، وفقاً لما ذكره فوسينجر. وقال "إنه أمر رئيسي في السياق الخلوي".

واتخذ فريقه توجهاً مختلفاً، وفضل إعادة تعديل خلال الكلى البشرية، المعروفة باسم خلايا HEK من أجل أداء الوظيفة التي يضطلع بها البنكرياس في المعتاد. وتم استحداث جينين في الخلايا – أحدهما يجعل الخلايا حساسة لمعدلات الغلوكوز والثانية تصدر لها الأوامر بضخ الإنسولين حينما تتجاوز معدلات الغلوكوز حداً معيناً.

وقال فوسينجر "كنا نعتقد أننا بحاجة إلى نمط خلايا أكثر قوة إذا كنت تؤيد أنماط العلاج القائمة على الخلايا".

وفي الدراسة التي تم نشرها بمجلة Science، وجد أن خلايا HEK المعدلة تتجاوز في قدراتها أداء خلايا البنكرياس الطبيعية فيما يتعلق بتنظيم سكر الدم في الفئران. فقد كانت الفئران تتمتع بمعدلات صحة جيدة بعد ثلاثة أسابيع من زراعة الخلايا وكانت تتصرف بصورة طبيعية في العديد من الاختبارات التي تستهدف قياس قدراتها على التحكم في سكر الدم.

وقال "إنه يصعب فهم كيف يمكن أن يكون أداؤنا أفضل من الأداء المتطور على مدار ملايين السنين. ويوضح ذلك أنه يمكننا أن نقوم بمهمة رائعة للغاية باعتبارنا مهندسين نفكر بطريقة راشدة".

وقد تم علاج الفئران خلال الدراسة بحيث فقدت كافة خلاياها البنكرياسية المفرزة للإنسولين. ثم تمت زراعة الخلايا داخل كبسولة مسامية تحمي الخلايا البشرية من الجهاز المناعي للفئران، ولكنها تسمح بانتشار الإنسولين.

ويعني ذلك التوجه في الإنسان أن الخلايا لن تحتاج إلى مضاهاة وراثية بخلايا المريض ويمكن تصنيع الكبسولات المجمدة على نطاق واسع.

وقد بدأ فريق العمل في ترويج التقنية على أمل الوصول إلى الأسواق خلال عقد من الزمن.

وذكرت إيميلي بيرنز، مديرة الاتصالات البحثية بمركز داء السكري بالمملكة المتحدة "يمكننا بالفعل استبدال الخلايا البنكرياسية التالفة بمرضى داء السكري من النوع الأول باستخدام الخلايا المأخوذة من البنكرياس الذي يتم التبرع به. ومع ذلك، تتمثل إحدى مشكلات هذا التوجه في عدم وجود متبرعين كافيين. ولهذا السبب تكون الأبحاث هامة للغاية: التوصل إلى سبل لإنتاج كميات غير محدودة من الخلايا البنكرياسية أو الخلايا المماثلة لها بالمعمل".

­هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد