توقف عن جلد الذات.. التسامح سبيلك إلى النجاح!

قد يكون الخوف من حكم الآخرين ونظراتهم أمرٌ قاسٍ، لكن جلد الذات من أصعب ما يمر به الإنسان بعد تجربةٍ مريرةٍ أو فشل، إذ أن له آثاراً مدمرة على المدى البعيد.

عربي بوست
تم النشر: 2015/11/29 الساعة 05:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/11/29 الساعة 05:46 بتوقيت غرينتش

قد يكون الخوف من حكم الآخرين ونظراتهم أمرٌ قاسٍ، لكن جلد الذات من أصعب ما يمر به الإنسان بعد تجربةٍ مريرةٍ أو فشل، إذ أن له آثاراً مدمرة على المدى البعيد.

ورغم أن نقد الذات أمرٌ شائع، فإن معاقبة النفس له تأثير عكسي. فالقسوة الزائدة مع الذات قد تضعف من أدائك، في حين أن التعامل مع الذات بلطفٍ ولينٍ أفضل بكثير بغية الحصول على نتائج أفضل.

العناصر الرئيسية للتسامح مع الذات


يقع التسامح مع الذات في منطقة وسط ما بين تقبل الذات وتطويرها. فبدلاً من جلد الذات على غلطة أو التباكي شفقةً على نفسك عند مواجهة المصاعب، يأتي التسامح مع الذات ليعطيك نظرةً واقعيةً للموقف الذي تمر به.

تقول د. كرستن نيف الرائدة في أبحاث التسامح مع الذات إن للتسامح 3 مكونات رئيسية:

– الطيبة مع الذات: استبدل النقد الجارح لنفسك بكلمات ألطف وأرق.

– الطبيعة البشرية: أقرّ واقبل أن العذاب والفشل الشخصي تجارب يمر بها كل البشر.

مراقبة الذات: راقب مشاعرك السلبية دون التركيز عليها أو كبتها.

فوائد التسامح مع الذات


للتسامح مع الذات فوائدُ جمة من شأنها أن توصلك إلى النجاح، وتكشف الأبحاث المحاسن والفوائد العظيمة للتسامح اجتماعياً ونفسياً بل حتى بدنياً.

نورد فيما يلي هذه الفوائد:

1- زيادة التحفيز: توصلت دراسةٌ أجريت في جامعة كاليفورنيا الأميركية إلى أن التسامح مع الذات يعزز القوة المحفزة على النهوض بعد الفشل. وتبين أن الذين تمرسوا على ذلك بذلوا مزيداً من الجهد والوقت تحضيراً لامتحان صعب بعدما فشلوا أول مرة. كما ذكر المشاركون أن دافعهم للدراسة وتقويم نواحي ضعفهم ازداد بعدما شعروا بالرضا عن ذواتهم.

2- زيادة الشعور بالسعادة: نشرت دورية Journal of Research in Personality في العام 2007 دراسةً مفادها أن التسامح مع الذات مرتبط بتحسن المزاج والسمات الإيجابية. واستنتج الباحثون أنه مرتبط كذلك بالسعادة والتفاؤل والحكمة والمبادرة الشخصية وفضول التعلم.

3- تحسين الصورة الذهنية عن الجسد: كما وجدت عدة دراسات ارتباطاً وثيقاً بين التسامح مع الذات وبين تحسن الانطباع الذهني عن الجسد وصورته وتضاؤل الشعور بالحرج أو الخجل به. لذا تجد أنه يقل انشغال المتصالحين مع أنفسهم بمظهرهم وقلقهم حيال وزنهم، في حين يرتفع تقديرهم لأجسامهم.

4- تعزيز قيمة الذات: تأتي قيمة الذات واحترامها من عوامل خارجية ومقارنات اجتماعية، أما التصالح مع الذات فمصدره داخلي. ونُشرت في العام 2011 دراسة في مجلة Journal of Personality Psychology Compass أظهرت أن التصالح مع الذات لا يحرمك الشعور الجيد الداخلي رغم مرورك بتجارب سيئة كالفشل أو أن يجدك الآخرون غير كفء، أو حتى ذا عيوب تجعلك لا تصلح للمهمة المناطة بك.

5- تنمية المرونة في وجه المصاعب: قليل من اللين واللطف مع ذاتك له تأثير عظيم في وقت الشدائد، فالأبحاث تتوالى تِباعاً لتؤكد أن التصالح مع الذات عادة ما يكون العنصر الأساس عند التغلب على الصعوبات.

فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة نشرت في العام 2011 في مجلة علم النفس Psychological Science أن التصالح مع الذات يسرّع التحسن والتعافي العاطفي عقب المرور بتجارب كالطلاق والانفصال.

6- تقليل التوتر النفسي: كلما ارتفعت درجة التسامح مع الذات، كلما قلت مشاكل الصحة العقلية. هذا ما توصلت له دراسة نشرتها مجلة Clinical Psychology Review في العام 2012 أكدت فيها انخفاض التوتر النفسي والقلق والاكتئاب مع ممارسة التصالح مع الذات، ولفتت إلى أن تمتع الإنسان بنظرة متصالحة مع ذاته وواقعه يقلل من الآثار الضارة للتوتر.

طيّب خاطرك


إن كنت تسترجع أخطائك دائماً أو تظن أنك نادراً ما تصلح لعمل أي شيء، فقد يفيدك أن تمارس ولو قليلاً من التسامح مع ذاتك. قد تبدو الجملة التالية متناقضة ظاهرياً، لكن الحقيقة هي أن تقبلك لذاتك كما أنت قد يساعدك على تطوير نفسك.

توجد هناك العديد من التمارين التي تساعد على تبني نظرة أكثر تصالحاً وسلاماً مع النفس، مثلاً إبدأ بمحادثة نفسك كأنك تكلم صديقاً تثق به. بإمكانك أيضاً تدريب نفسك ودعمها أثناء عملية تعافيك من مطبات الحياة.

خلاصة القول أن تطييبك لخاطرك ببضعة كلمات رقيقة لن يحسن إحساسك وحسب بل سيرفع من فاعليتك وأدائك أيضاً.

– هذا الموضوع مترجم عن مجلة Forbes الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

تحميل المزيد