بعد 8 سنوات من الحرب.. مهرجان الشام تجمعنا يعود من جديد وتفاصيل الاستعداد لمعرض دمشق الدولي

هذا الصيف هو الأول لدمشق وأهلها من دون قذائف هاون أو أصوات حرب ومعارك مستمرة منذ 8 أعوام.

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/14 الساعة 16:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/26 الساعة 20:23 بتوقيت غرينتش

على باب حديقة تشرين (أكبر حديقة عامة في دمشق)، اصطف عشرات الأشخاص ينتظرون الحصول على بطاقات للدخول إلى مهرجان "الشام بتجمعنا"، اعترض بعضهم على وجود رسم للدخول (200 ليرة)، في حين انصاع آخرون ودفعوا المبلغ دون تقديم أي استفسار، ثم انتظروا دورهم كي يتم تفتيش حقائبهم قبل الدخول.

المهرجان الذي أفردت له وسائل الإعلام المحلية ساعات طويلة من البث وصفحات عديدة من الصحف، شجع الكثيرين على القدوم وأحدث ازدحاماً كبيراً شبيهاً بالذي كانت تشهده الحديقة بالفعل قبل الأزمة، خاصة أن هذا الصيف هو الأول لدمشق وأهلها من دون قذائف هاون أو أصوات حرب ومعارك مستمرة منذ 8 أعوام.

صيف دمشق هذه السنة.. لا قذائف ولا حروب
صيف دمشق هذه السنة.. لا قذائف ولا حروب

مطعم "متلازمة داون"

عند مدخل الحديقة بدأ أول النشاطات مع مرور فريق الكشاف، الذي بدأ أفراده بتأدية بعض المعزوفات والألحان، واصطف الناس حولهم لالتقاط الصور وتسجيل مقاطع الفيديو، وبعد تجاوز البوابة بقليل، صادفنا مطعم "سوسيت"، وهو أول مطعم في سوريا يعمل فيه أشخاص مصابون بـ"متلازمة داون".

عصام صعيدي أكد أنهم في جمعية "جذور الإنسانية للتنمية" يفكرون دائماً في المبادرات الجديدة؛ من أجل توفير فرص عمل للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحقيق الاندماج لهم في المجتمع، واختاروا تنفيذ فكرتهم هذه في الحديقة خلال المهرجان؛ كي يحققوا نوعاً من الدعاية والدعم لنشاطهم، المقرر تعميمه في أماكن أخرى.

مطعم
مطعم "سوسيت" أول مطعم يعمل فيه أشخاص مصابون بـ"متلازمة داون"

كما أنهم تمكنوا من جذب عدد يتراوح ما بين 16 و25 شخصاً، للعمل على تقديم المشروبات وإعدادها أيضاً، بإشراف متطوعين من الجمعية. وأكد صعيدي أن تجاوب المشاركين كان كبيراً، كما لمست عائلاتهم تغيراً بشخصياتهم، ورغبة في الحضور يومياً للعمل.

أحد الشباب العاملين في المقهى تقدَّم من إحدى الطاولات، وسأل أصحابها بلهجة متلعثمة عن الطلبات التي يريدون ثم حفظها، وبعد دقائق عاد ليقدم لهم المشروبات المطلوبة، ووزعها بحسب الترتيب الذي طلبوه.

المهرجان ترعاه محافظة دمشق، وتنظمه غرفة التجارة بالتعاون مع وزارتي السياحة والتجارة الداخلية وحماية المستهلك، وهو يضم نشاطات عديدة تشمل القرية التسويقية التي تمتد على سوقين للبيع، مساحتهما تصل إلى 2000 متر مربع.

كما يضم المهرجان الذي قَسم الحديقة إلى قرى، القرية الحِرَفية، والقرية الرياضية، وقرية ريادة الأعمال، بالإضافة إلى قرية القراءة والقرية الشامية التراثية، والقرية التطوعية، وقرية الهوايات الحرة والمواهب، وقرية العروض السينمائية، وقرية دعم ذوي الشهداء، وقرية ذوي الاحتياجات الخاصة، وقرية الألعاب، والقرية الإعلامية، وقرية العروض الفنية والمسرح، وقرية الحيوانات، وقرية العروض البهلوانية، وقرية المعلومات.  

معرض الزهور

معرض الزهور يتضمن 44 جناحاً للمشاتل المحلية تشمل نباتات الزينة
معرض الزهور يتضمن 44 جناحاً للمشاتل المحلية تشمل نباتات الزينة

بالإضافة إلى القرى السابقة، أعاد المهرجان إحياء معرض الزهور الذي توقف سنواتٍ، وكان اسمه يرتبط بهذه الحديقة وبشهر الصيف، رغم أن مساحته هذا العام (2018) تقلصت مقارنة بسنوات مجده القديم، وتراجع عدد مشاركيه من الدول الأجنبية.

لكن القائمين عليه يعتبرون عودته خطوة للانطلاق من جديد، ويوضح مدير سياحة دمشق إليان خوري، أن المعرض يتضمن 44 جناحاً للمشاتل المحلية تشمل نباتات الزينة، ومستلزمات الإنتاج المتعلقة بالزهور، وتنسيق الحدائق، ومنتجات العسل، والوردة الشامية، والنباتات الطبية والعطرية.

غضب فنانين

لكنَّ عدداً من الفنانين السوريين عبروا عن غضبهم من منظِّمي المهرجان، بحسب ما نقلته إحدى الشبكات الإخبارية في سوريا؛ إذ تعرض  كل من حسام تحسين بيك ووفاء موصللي وأمانة والي ولينا حوارنة، وبسام المصري رئيس غرفة صناعة السينما، لسوء معاملة؛ ما دفعهم للانسحاب.

وقالت وفاء موصللي إنه عند وصولهم للمهرجان رحَّب بهم القائمون ودعوهم للجلوس في الصف الأول، ولكنهم ما لبثوا أن طلبوا منهم العودة إلى الخلف؛ئلأن تلك المقاعد مخصصة للوزراء. وتابعت موصللي أن ذلك سبب لهم الكثير من الإحراج وسوء تعامل، فغضب الممثل حسام تحسين بك، وأصر على المغادرة وتبعه بقية زملائه، وختمت متأسفة: "للأسف، مهرجان (الشام بتجمعنا) فرَّقنا ولم يجمعنا!".

شارع الأكل

الحدث الأبرز في المهرجان كان شارع الأكل، الذي أخذ الحيز الأكبر في نقاشات وسائل التواصل الاجتماعي، ما بين منتقد ومعجب وحتى موثق.

الدخول لهذا الشارع يحتاج لبطاقة عبور خاصة قيمتها 500 ليرة؛ الأمر الذي دفع الكثيرين للاعتراض، لكن القائمين على التظاهرة أوضحوا أن هذا المبلغ يتم اقتطاعه من سعر المأكولات التي سيتناولها الزائر، رغم أن الرد لم يرضِ الكثيرين، خاصة من لديهم عدة أطفال، لكن بالمقابل لم يمنع ذلك من تجمع العشرات في انتظار الحصول على بطاقتهم، كما لم يمنع ذلك من حدوث ازدحام داخل الشارع وعلى مختلف المطاعم الموجودة هناك.

شارع الأكل شارك فيه أكثر من 30 مطعماً وشركة أغذية
شارع الأكل شارك فيه أكثر من 30 مطعماً وشركة أغذية

ولم يكتف القائمون على الشارع وهم " BeeORDER"، التطبيق الأول لخدمة الطعام في سوريا، ووكالة "سوشلها" للدعاية والإعلان، بنشر الإعلانات فقط؛ بل عمدوا إلى تقديم مسابقات ومنافسات قوامها الأكل، والقضاء على أكبر كمية في أقل وقت، مقدِّمين جائزة تبلغ 50 ألف ليرة سورية للفائزين، وهو مبلغ يفوق راتب موظفي القطاع العام.

ويوضح القائمون على هذا النشاط أن أكثر من 30 مطعماً وشركة أغذية شاركت معهم، إضافة إلى عشرات الطهاة وعشاق فنون الطبخ، كما أن الهدف من "شارع الأكل" كان جمع المطاعم في مكان واحد؛ حتى يتسنى للذين لا يستطيعون الانتقال بين جوانب المدينة بسبب الحرب المستمرة منذ 7 سنوات، التعرف على المطاعم الجديدة.

عودة معرض دمشق الدولي

وتستعد العاصمة السورية لمعرضها الأشهر "معرض دمشق الدولي" في دورته الـ60، المقررة إقامتها في الـ6 من سبتمبر/أيلول 2018 وتستمر حتى الـ15 منه، وذلك بعد دورته السابقة التي شهدت ضجة إعلامية كبيرة محلياً؛ إذ اعتبره المنظِّمون تحدياً كبيراً، نجحوا فيه بعد انقطاع المعرض عدة سنوات بسبب الحرب.

اليوم الترتيبات تأخذ شكلاً أسهل وأقل خطورة، فدمشق ومحيطها خاليان تماماً من مظاهر الحرب، ولا توجد مخاوف من تساقط قذاف هاون تودي بحياة الزوار كما حدث العام الماضي (2017).

مدير المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية فارس كرتلي، أوضح أن الدورة الجديدة ستكون متميزة من حيث عدد الدول المشاركة والشركات والقطاعات الموجودة ونوعية المعروضات والعدد المتوقع للزوار، وأيضاً من حيث حجم المساحة المشغولة.

الاستعدادات جارية لتظيم الدورة 60 من المعرض الدولي لدمشق
الاستعدادات جارية لتظيم الدورة 60 من المعرض الدولي لدمشق

وبيّن كرتلي أن الجهود الحالية تنصب على الجانب البنيوي الخاص لتهيئة مدينة المعارض وعلى الجانب التسويقي من جهة أخرى، كاشفاً أن عدد الدول التي ثبتت مشاركتها وصل إلى 17 دولة حتى الآن، ومن المتوقع وصوله إلى 50 دولة من خلال مشاركات رسمية أو وكلاء ومشاركات تجارية.

ووعد كرتلي ببرنامج فني غني سيرافق فعاليات المعرض، ويقام على المسرح المكشوف،  وسيضم مجموعة من النجوم السوريين والعرب من الصف الأول، لإقامة حفلات طوال أيام المعرض ما عدا يوم الافتتاح.


قصص قد تهمك:

بعد سنوات من الغياب.. جورج وسوف يعود إلى دمشق بحفلٍ في الأوبرا

الآن وقد أوشك النظام السوري أن يسيطر بالكامل على دمشق، فهل سينجح في توفير الأمن والغذاء لسكانها؟

 

علامات:
تحميل المزيد