النوم والطلاق وحتى السعادة.. هذه الأشياء أخطر مما تظن على القلب

يمكن أن تؤدي نوبات الغضب الشديد بالفعل إلى نوبة قلبية ومثلها السعادة. نستعرض هنا أسباب تهدد صحة القلب

عربي بوست
تم النشر: 2020/01/04 الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/30 الساعة 17:30 بتوقيت غرينتش
abstract background of hands holding heart model with symbol of heart pulse signal

من المحتمل أن تكون قد رأيت ذلك في أحد الأفلام: الشخصية تنفجر غاضبةً قبل أن تُمسك صدرها وتسقط على الأرض إثر نوبة قلبية

دراسة جديدة كشفت أن هذه المشاهد الدرامية ليست بعيدة عن الحقيقة، ويمكن أن تؤدي نوبات الغضب الشديد بالفعل إلى نوبة قلبية.

إذ استجوب باحثون من جامعة سيدني في أستراليا 313 مريضاً عانوا من انسداد الشريان التاجي الحاد. 

وتبين أن المرضى كانوا أكثر عرضة بنسبة 8.5% للإصابة بنوبة قلبية خلال ساعتين، بعد فورة شديدة من الغضب.

لكن هناك بالفعل بعض العوامل المفاجئة وغير المتوقعة وأسباب تهدد صحة القلب:

الضباب الدخاني لا يؤثر على الرئتين فقط، بل القلب

تصبح النوبات القلبية أكثر شيوعاً عندما تكون مستويات تلوث الهواء مرتفعة. 

وتشير دراسة بريطانية أجراها البروفيسور ستيفن بيترسن،  إلى أن الأشخاص الذين يتعرضون لتلوث الهواء -حتى أقل المعدلات منه-  تزيد احتمالات إصابتهم بقصور في القلب.

وخلص الباحثون إلى أن التعرض للجسيمات الدقيقة (بي.إم2.5)، التي تشمل الغبار والسخام والأدخنة والعوادم، مثل ثاني أكسيد النتروجين، مرتبط بالإصابة بتضخم جانبي القلب.

استخدم الباحثون قياسات تلوث الهواء كل ساعة في جنوب بوسطن، لتحديد كيفية تأثير التعرض للجسيمات (جزيئات الاحتراق الصغيرة التي تأتي من حرق الوقود وانبعاثات المركبات) على المرضى الذين أصيبوا بأزمات قلبية. 

ووجد الباحثون أن التعرض لتركيزات عالية من تلوث الهواء يزيد من احتمال الإصابة بنوبة قلبية بنسبة 48%. 

الصداع النصفي

حذَّرت دراسة أمريكية-دنماركية مشتركة، أجراها باحثون من مستشفى جامعة آرهوس الدنماركية وجامعة ستانفورد الأمريكية، من أن الصداع النصفي (الشقيقة) قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب وجلطات الدم والسكتة الدماغية.

وأثبتت الدراسة أن الصداع النصفي يرفع مخاطر احتشاء عضلة القلب والسكتة الدماغية والسكتة الدماغية النزفية والجلطات الدموية الوريدية والرجفان الأذيني أو الرفرفة الأذينية.

الفرح قد يكون قاتلاً أحياناً

يرتبط الغضب والحزن والإجهاد بمشكلات القلب المعروفة، ولكن الأحداث البهيجة قد تؤدي أحياناً إلى نوبة قلبية أيضاً.

إذ وجدت دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية European Heart Journal، أن الشعور بالسعادة العارمة من شأنه أن يحطم القلب!

حيث أوضح الباحثون القائمون على الدراسة أن الحزن مثل فقدان الزوج أو الزوجة من شأنه أن يصيب الإنسان بما يعرف باسم متلازمة القلب المكسور Broken heart syndrome، وهي متلازمة مشابهة للنوبة القلبية، وقد تكون قاتلة في بعض الأحيان، في حال عدم علاجها بسرعة.

إلا أن هذه المرة الأولى التي يجد فيها الباحثون أن الشعور العارم بالفرح من شأنه أن يرفع من خطر الإصابة بمتلازمة القلب المكسور أيضاً، التي أطلقوا عليها اسم متلازمة القلب السعيد Happy heart syndrome.

تتمثل أعراض متلازمة القلب المكسور، أو القلب السعيد، بقصر وصعوبة التنفس بشكل عام، كما تصاب عضلة القلب بالضعف المؤقت، مما يؤدي إلى انتفاخ حجرة القلب اليسرى.

الإنفلونزا

بحسب بحث نُشر في مجلة نيوإنجلند الطبية على 364 شخصاً أُدخِلوا في المستشفى لأزمات قلبية، تبين أن المريض المصاب بالإنفلونزا أكثر عرضة بحوالي 6 مرات لمخاطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، خلال الأيام التي تلي الإصابة بعدوى الإنفلونزا.

التاريخ العائلي

تذكر جمعية القلب الأمريكية، أن أمراض القلب وعوامل خطر الإصابة لأمراض القلب ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ العائلة. 

حتى الآن، حدّد الباحثون 67 موقعاً مختلفاً في تسلسل الحمض النووي (يُسمى المتغيرات) التي تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.

الخبر السار هو أن وجود تاريخ عائلي من الأزمات القلبية لا يعني بالضرورة الإصابة بها، فالحفاظ بنشاط على نمط حياة صحي يمكن أن يقلل من المخاطر الإجمالية. 

وتُبيّن الدراسات أنّ أمراض القلب ليست أمراضاً وراثية بحتة. فقد يكون الميل للإصابة بالنوبة القلبية وراثياً، ولكن يمكن التأثير عليه من خلال اتخاذ الحيطة والحذر.

قلة النوم

وجدت دراسة نُشرت في المجلة الاسكندنافية للعمل والبيئة والصحة، أن الرجال اليابانيين الذين حصلوا على أقل من 6 ساعات من النوم كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية بخمس مرات من الرجال الذين ينامون سبع أو ثماني ساعات في الليلة. 

ووجدت دراسة أخرى من مدرسة جيتشي الطبية في توتشيغي باليابان، أن نفس الخطر ينطبق على النساء اليابانيات اللائي حصلن على أقل من ست ساعات من النوم.

ويعتقد الأطباء والباحثون أن السبب في ذلك هو أن قلة النوم تؤدي إلى تعطيل أجزاء الدماغ التي تتحكم في الدورة الدموية، أو تسبب الالتهاب الذي يجعل نمو جلطة الدم أكثر احتمالاً.

الجلوس طويلاً أمام الشاشة

نعم، ويشمل ذلك العمل على جهاز الكمبيوتر. 

إذ تشير دراسة من جامعة كوليدج لندن، إلى أن الأشخاص الذين يشاهدون التلفاز أو يعملون على جهاز كمبيوتر لمدة أربع ساعات أو أكثر يومياً يتعرضون لخطر أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 125%.

إن الفترات الطويلة من الجلوس تستنزف إمدادات الجسم من البروتين الدهني الشحمي  lipoprotein lipase، وهو إنزيم يعمل على تكسير الدهون ويمنع انسداد الشرايين.

فإذا كنت تقضي معظم يومك في الجلوس أمام الكمبيوتر، أو المكتب، فحاول المشي لفترة قصيرة كل 20 دقيقة. 

يمكن حرق 30% من السعرات الحرارية عندما تقف، أكثر من الجلوس.

والطلاق يسبب وجع القلب حرفياً

أجرى الباحثون في كلية الطب بجامعة ديوك دراسةً استمرّت 18 عاماً، لما يقرب من 16000 رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين 45 و80 عاماً، والذين تزوّجوا مرة واحدة على الأقل. 

كل عامين، يقيّم الباحثون الحالة الاجتماعية للمشاركين ومستواهم الصحي بشكل عام.  

كانت النساء المطلقات أكثر عرضة بنسبة 25% لأزمة قلبية من أولئك الذين بقوا متزوجين. 

أما النساء اللائي مررن بطلاقين أو أكثر، فكنَّ أكثر عرضة بنسبة 77% للإصابة بأزمة قلبية. 

بالنسبة للرجال، بقيت مخاطر الإصابة بنوبة قلبية كما هي، سواء كانوا متزوجين أو مطلقين في البداية. لكن إذا طلقوا مرتين على الأقل، فإن خطر الإصابة بنوبة قلبية يزداد بنسبة 30%.

تحميل المزيد