اشتهروا بمغامراتهم العاطفية واستغلال منصب البابا.. تعرّف على عائلة بورجيا التي أرّقت أوروبا لسنوات طويلة

تُعَد عائلة بورجيا أكثر عائلة سيئة السمعة في إيطاليا تاريخياً وأكثرها تأثيراً، فقد سيطروا على منصب البابا مرتين واشتهروا بعلاقاتهم النسائية المتعددة وفضائحهم في أرجاء إيطاليا.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/06/01 الساعة 14:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/01 الساعة 14:19 بتوقيت غرينتش
صورة من مسلسل عائلة بورجيا

تُعَد عائلة بورجيا أكثر عائلة سيئة السمعة في إيطاليا وأكثرها تأثيراً في فترة عصر النهضة (1300 – 1600)، ويتمحور تاريخها عادةً حول أربع شخصيات رئيسية: البابا كاليكستُس الثالث، وابن شقيقته البابا ألكسندر السادس، وابنه تشيزري، وابنته لوكريسيا. وبفضل تصرفات الثنائي الأخير هذا، يجري ربط العائلة بالجشع والسلطة والشهوة والقتل. 

وقد كانت هذه العائلة مؤثرة جداً، أنتج عنها مسلسل عائلة بورجيا عام 2011. فكيف كانت نهاية هذه العائلة التي وصل اثنان منها لأعلى منصب روحي في العالم المسيحي مستغلين نفوذ عائلتهما؟ لنقرأ معاً الموضوع الذي كتبه روبرت وايلد، وهو كاتب متخصص في التاريخ الأوروبي، لموقع thoughtco.

بداية بورجيا.. طموح شاب غيّر السياسة في إيطاليا

كانت بداية عائلة بورجيا القوية مع ألفونسو دي بورجيا، وهو ابنٌ لعائلة متوسطة الحال من مدينة فالنسيا الإسبانية، وُلد عام 1378. ذهب ألفونسو إلى الجامعة ودرس القانون الكَنَسِي والمدني، وهناك أظهر موهبته الدراسية، وبدأ بعد تخرجه الصعود في أروقة الكنيسة المحلية. 

عائلة بورجيا
لوحة لعائلة بورجيا

بعدما تولى تمثيل أبرشيته في الشؤون الوطنية، اختير ألفونسو وكيلاً لملك أراغون ألفونسو الخامس وأصبح منخرطاً بقوة في السياسة الإسبانية، وتصرَّف أحياناً كمبعوثٍ للملك. وسرعان ما أصبح ألفونسو نائب مستشار، ومساعد ثقة يُعوَّل عليه، ثُمَّ بات وصياً على العرش حين خرج الملك لغزو نابولي. وفي حين أظهر مهاراته كمدير، كان يُعزِّز عائلته كذلك، بل وتدخَّل حتى في إحدى المحاكمات ليُؤمِّن سلامة قريب له من حكم الإعدام.

حين عاد الملك، قاد ألفونس المفاوضات بشأن بابا منافس للملك كان يعيش في أراغون. وقد حقق نجاحاً صعباً أثار إعجاب روما (العاصمة الروحية) وأصبح كاهناً وأسقفاً. بعد بضع سنوات، ذهب ألفونس إلى نابولي – التي أصبح يحكمها ملك أراغون- وأعاد تنظيم الحكومة.

في عام 1439، مثَّل ألفونس مملكة أراغون في مجلس يهدف لمحاولة توحيد الكنائس الشرقية والغربية. فشل المجلس، لكنَّ ألفونس أثار الإعجاب كعادته. وحين دخل الملك أخيراً في مفاوضات من أجل الحصول على الموافقة البابوية لسيطرته على نابولي مقابل الدفاع عن روما ضد المنافسين في وسط إيطاليا، كان ألفونس من قام بالعمل كالمعتاد. اختير بعد ذلك كاردينالاً عام 1444 مكافأةً له على دوره ذاك. وبهذا، انتقل إلى روما عام 1445، وهو بعمر 67 عاماً، وغيَّر تهجئة اسمه إلى بورجيا (بدل بورخا بالإسباني).

وبينما لم يكن ألفونس متعدد المناصب؛ ويوصف دوماً بأنّه كان "أميناً ورزيناً"، لكنّ الجيل التالي من عائلته سيكون مختلفاً تماماً، وقد وصل أبناء شقيقته إلى روما بعدما استقرّ هو فيها. وكان رودريغو وهو أصغرهم، منتظماً في السلك الكنسي بعدما درس القانون الكنسي في إيطاليا.

اشتهر رودريغو بولعه المفرط بالنساء. بينما كان أخوه الأكبر سناً، بيدرو لويس، قيادياً في الجيش.

كاليكستس الثالث: أول بابا من عائلة بورجيا

في 8 من أبريل/نيسان 1455، بعد 10 سنوات من تعيينه كاردينالاً، انتُخِب ألفونس لمنصب البابا. وأصبح اسم ألفونس الآن "البابا كاليكستس الثالث". ولكونه إسبانياً، كان لكاليكستس أعداء جاهزين كثر في روما، وبدأ حكمه بحذر، وكان حريصاً على تجنُّب فصائل وصراعات روما. مع ذلك، دخل كاليكستس في خلاف مع ملكه السابق! ملك أراغون، بعدما تجاهل كاليكستس طلبه بإطلاق إطلاق حملة صليبية.

عيّن كاليكستس ابن شقيقته رودريغو وأخاه الأكبر بيدرو كاردينالين وهما في منتصف العشرينيات من عمرهما، وهي التصرفات التي أثارت الاستياء والصدمة في روما بسبب صغر سنهما وما تلى ذلك من "فجور"!

عائلة بورجيا
البابا كاليكستس الثالث من عائلة بورجيا

أصبح رودريغو مندوباً بابوياً ماهراً وناجحاً. ومُنِح بيدرو قيادة جيش، وبدأت الترقيات والثروة تتدفّق: أصبح رودريغو في سلم قيادة الكنيسة، وبات بيدرو دوقاً وحاكماً، في حين مُنِح آخرون من أفراد عائلة بورجيا مجموعةً من المناصب.

حين توفي ملك أراغون، صديق البابا السابق، أُرسِل بيدرو للاستيلاء على نابولي التي كانت قد عادت إلى تبعيّة روما. مع ذلك، تأزَّمت الأمور بين بيدرو ومنافسيه في نابولي، وكان عليه الفرار من أعدائه، ولو أنَّه مات بعد ذلك بفترةٍ قصيرة بسبب الملاريا وهو في سنّ 26 فقط!

وأصبحت روما الآن على موعدٍ مع شخصٍ ستُذكر العائلة بسببه باللعنات: رودريغو! الذي كان مؤيداً باستماته لأخيه بيدرو، وكان إلى جانب خاله البابا كاليكستس حين مات هو الآخر عام 1458.

رودريغو: الرحلة إلى البابوية المحفوفة بالمخاطر والأعداء

في اجتماع الكرادلة الذي أعقب وفاة مؤسس عائلة بورجيا البابا كاليكستس، كان رودريغو أصغر كاردينال، لكنَّه اضطلع بدورٍ رئيسي في انتخاب البابا الجديد –بيوس الثاني- وهو الدور الذي تطلَّب الشجاعة والمقامرة بمسيرته.

نجحت الخطوة، وبالنسبة لأجنبيّ من خارج المؤسسة الكنسية في روما، وجد رودريغو لنفسه حليفاً أساسياً في البابا الجديد وبقي في منصبه نائباً لمستشار الكنيسة الرومانية المقدسة.

والإنصاف الموضوعي يسترعي منّا أن نعطي لرودريغو رصيده، فقد كان شاباً ذا قدرةٍ كبيرة ومؤهلاً تماماً لهذا المنصب، لكنَّه أيضاً كان مولعاً بالنساء والثروة والمجد! ومن ثَمَّ تخلى عن مثال خاله البابا كاليكستس الثالث وبدأ مشواره الخاص.

بدأ رودريغو في حصد ما زرع، والحصول على المنافع والأراضي لتأمين موقعه: القلاع، والأسقفيات، والمال. تلقى رودريغو كذلك توبيخاً رسمياً من البابا لـ"فسقه وفجوره". وكان رد فعل رودريغو هو تغطية نشاطاته بصورةٍ أكبر. لكنَّه أنجب الكثير من الأطفال غير الشرعيين بالطبع، بما في ذلك ابن يُدعى تشيزري ولد عام 1475 وابنة تُدعى لوكريسيا ولدت عام 1480.

وفي عام 1464، توفي البابا بيوس الثاني، وحين بدأ اجتماع الكرادلة لاختيار البابا الجديد، كان رودريغو قوياً بما فيه الكفاية للتأثير في انتخاب البابا لكنه ليس قوياً كفاية ليصبح البابا. وهكذا انتخب البابا بولس الثاني.

وفي عام 1469، أُرسِل رودريغو بصفته مبعوثاً بابوياً إلى إسبانيا بإذنٍ للموافقة على زواج الملك فرديناند والملكة إيزابيلا أو رفضه، وبالتالي توحيد مملكتي أراغون وقشتالة. وعند موافقته على الزواج والعمل على إقناع إسبانيا بقبولهما، حظي رودريغو بدعم الملك فرديناند.

عند عودته إلى روما، تجنَّب رودريغو المشكلات بعدما أصبح البابا الجديد سيكتوس الرابع مركزاً للتآمر والدسيسة في إيطاليا. مُنِح أبناء رودريغو سبلاً للنجاح: أصبح أكبر أبنائه دوقاً، في حين تزوجت بناته لتأمين تحالفاتٍ سياسيّة.

نصَّب مُجمَّع الكرادلة عام 1484 إنوسنت الثامن بدلاً من تولية رودريغو منصب البابا، لكنَّ قائد عائلة بورجيا كان يضع عينيه نصب العرش البابوي، وعمل جاهداً لتأمين تحالفاتٍ من أجل ما اعتبرها فرصته الأخيرة، وساعده في ذلك تسبُّب البابا الحالي في العنف والفوضى.

وفي عام 1492، بعد وفاة إنوسنت الثامن، حشد رودريغو كل ما جهّزه من قبل ودفع مبلغاً كبيراً من الرشاوى وانتُخِب أخيراً ليصبح البابا، وأصبح اسمه ألكسندر السادس. وقيل إنَّه اشترى طريقه للبابوية، وهو قول صحيح بشكل كبير.

ألكسندر السادس.. ثاني بابا من عائلة بورجيا

كان ألكسندر رغم ذلك يحظى بتأييدٍ شعبيٍّ واسع، وكان شخصاً بارعاً ودبلوماسياً، ومولعاً بالتلذُّذ، ومهتماً بالمظاهر التفاخرية. وفي حين حاول ألكسندر في بادئ الأمر إبقاء منصبه منفصلاً عن عائلته، سرعان ما استفاد أبناؤه من انتخابه، وحصلوا على ثرواتٍ ضخمة، وأصبح تشيزري كاردينالاً عام 1493.

البابا
البابا ألكسندر السادس من عائلة بورجيا

وصل الأقارب إلى روما تباعاً وحصلوا على مكافآت ومناصب، وسرعان ما استوطنت عائلة بورجيا في إيطاليا. ومع أنَّ باباوات آخرين كانوا ينتهجون المحسوبية.

ذهب ألكسندر بالأمر أبعد منهم، فعزَّز وضع أبنائه وكانت له مجموعة من العشيقات، الأمر الذي عزَّز سُمعةً سلبية متنامية له. وفي هذه المرحلة، بدأ بعض أبناء عائلة بورجيا أيضاً في التسبُّب بمشكلاتٍ بعدما أزعجوا عائلاتهم الجديدة، ويبدو أنَّ ألكسندر هدَّد في هذه المرحلة بحرمان إحدى عشيقاته كنسياً لأنَّها عادت إلى زوجها!

سرعان ما اضطر ألكسندر لاجتياز طريقه عبر الدول والعائلات المتحاربة التي كانت تحيط به، وحاول في البداية التفاوض، بما في ذلك تزويج ابنته لوكريسيا ذات الـ12 عاماً من جيوفاني سفورزا. وقد حقق بعض النجاح بالدبلوماسية، لكنَّها كانت نجاحات قصيرة.

في غضون ذلك، برهن زوج لوكريسيا أنَّه جندي سيئ، وفرَّ ليعارض البابا، الذي طلَّق ابنته منه لاحقاً. وتزعم روايات أنَّ زوج لوكريسيا صدَّق الشائعات عن وجود "زنا محارم" بين ألكسندر ولوكريسيا، وهي الشائعات المستمرة حتى يومنا هذا.

ثُمَّ دخلت فرنسا الساحة للمنافسة على الأراضي الإيطالية، وغزا الملك شارل الثامن إيطاليا عام 1494. لم يعترض أحد طريقه، وحين دخل شارل روما، انعزل ألكسندر في قصره. كان بإمكانه أن يفر، لكنَّه بقي ليستغل قدرته في مواجهة شارل.

تفاوض البابا على أمرين، سلامته الشخصية وحلٍّ وسط يضمن وجود بابوية مستقلة، وهي التسوية التي نتج عنها بقاء ابنه تشيزري مبعوثاً بابوياً ورهينة في نفس الوقت لدى شارل إلى أن هرب.

استولت فرنسا على نابولي، لكنّ بقية إيطاليا اجتمعت معاً في "رابطةٍ مقدسة" اضطلع فيها ألكسندر السادس بدورٍ رئيسي. لكن حين تراجع شارل لبلاده حلّت الأمور بشكلٍ سلميّ.

خوان وتشيزري بورجيا  

تحول ألكسندر الآن للتركيز على إحدى عائلات روما التي بقيت موالية لفرنسا: عائلة أورسيني. مُنِحت القيادة لنجل ألكسندر، الدوق خوان، الذي استُدعي من إسبانيا حيث اشتهر كأبيه بملاحقة النساء.

في غضون ذلك، كانت شائعات تجاوزات عائلة بورجيا قد ترددت أصداؤها في روما. وكان ألكسندر يرمي لمنح خوان أراضي عائلة أورسيني الحيوية أولاً، ثُمَّ الأراضي البابوية الاستراتيجية، لكنَّ خوان اغتيل وأُلقيَت جثته في نهر التيبر. كان خوان حينما قتل بعمر 20 عاماً. ولا يعرف أحدٌ مَن قتله.

كان خوان هو الابن المفضّل لدى ألكسندر وقائد قواته. انتقل هذا الشرف والمكافآت الآن إلى ابنه الأكبر تشيزري، الذي رغب في التخلي عن منصب الكاردينال والزواج.

مثَّل تشيزري المستقبل بالنسبة لألكسندر، خصوصاً بعد مقتل خوان، كما أنّ بقيّة أبناء عائلة بورجيا الذكور كانوا إمَّا ضعفاء أو مقتولون. جرَّد تشيزري نفسه من الصبغة الدينية وتعلمن تماماً عام 1498.

عائلة بورجيا
تشيزري بورجيا

ومُنِح على الفور ثروة بديلة باعتباره دوق فالنسيا من خلال تحالف توسَّط فيه الملك الفرنسي الجديد لويس الثاني عشر، مقابل أعمالٍ بابوية ومساعدته في الحصول على ميلانو.

تزوج تشيزري أيضاً من عائلة لويس ومُنِح جيشاً. وحبلت زوجته قبل أن يغادر إيطاليا، لكن لم ترَ هي أو الطفل تشيزري ثانيةً قط.

نظر ألكسندر إلى حالة الدولة البابوية، التي تُركت في فوضى بعد الغزو الفرنسي الأول، وقرر أن العمل العسكري ضروري. وهكذا أمر ابنه تشيزري، الذي كان في ميلانو مع جيشه، بتهدئة مساحات كبيرة من وسط إيطاليا لصالح عائلة بورجيا.

وكان تشيزري قد حقق نجاحاً مبكراً، حتى عندما عادت الفرقة الفرنسية الداعمة له إلى فرنسا، وقد عاد إلى روما لاحتياجه إلى جيش جديد. ويبدو أن تشيزري قد سيطر على والده الآن، ووجد الناس بعد التعيينات والأفعال البابوية الأخيرة أن صبّ اهتمامهم على الابن بدلاً من ألكسندر أنفع.

وأصبح تشيزري قائداً عاماً لجيوش الكنائس وشخصية مهيمنة في وسط إيطاليا. وقُتل زوج أخته لوكريسيا، ربما بناء على أوامر من تشيزري الغاضب، والذي شاع عنه أنه كان يتصرف ضد أولئك الذين أساؤوا إليه في روما بالاغتيالات. وقد كان القتل شائعاً في روما، ونسبت العديد من الوفيات التي لم تُحلّ إلى عائلة بورجيا، وإلى تشيزري خصوصاً.

ومع صندوق تمويل كبير للحرب مقدم من البابا ألكسندر بورجيا، بدأ ابنه تشيزري غزواته. وفي مرحلة معينة، توجه نحو نابولي لتخليصها من سيطرة السلالة الإسبانية التي أعطت عائلة بورجيا انطلاقتها في زمن جدّهم ألفونس.

عندما ذهب ألكسندر جنوباً للإشراف على تقسيم الأراضي، تُركت ابنته لوكريسيا في روما حاكمةً ووصيّة. وكسبت عائلة بورجيا مساحاتٍ كبيرة من الأراضي في الولايات البابوية، والتي باتت الآن تتركز في أيدي عائلة واحدة أكثر من أي وقتٍ مضى، وبدا تجهيز لوكريسيا للزواج من ألفونسو ديستي لتأمين أحد أجنحة فتوحات تشيزري.

انهيار عائلة بورجيا

بينما بدا أن التحالف مع فرنسا يعيق تشيزري، فقد رسم الخطط وعقد الصفقات وجمع الثروة وقتل الأعداء ليغيِّر مجرى الأمور، ولكن في منتصف عام 1503 مات البابا ألكسندر بورجيا بسبب الملاريا. ليجد تشيزري أنّ رب نعمته وأباه قد ذهب، وملكه لم يتماسك بعد، وجيوش أجنبية معادية كبيرة في الشمال والجنوب، وهو نفسه مريض للغاية.

عائلة بورجيا
لوكريسيا بورجيا

علاوة على ذلك، مع ضعف تشيزاري، عاد أعداؤه من المنفى لتهديد أراضيه، وعندما فشل تشيزري في إخضاع المُجمَّع البابوي، انسحب من روما. وأقنع البابا الجديد بيوس الثالث بإعادة الاعتراف به بأمان، لكن ذلك البابا توفي بعد ستة وعشرين يوماً فقط واضطر تشيزري إلى الفرار.

دعم تشيزري بعد ذلك منافساً كبيراً سابقاً لعائلة بورجيا، وهو الكاردينال ديلا روفيري، والذي أصبح البابا يوليوس الثالث، وسرعان ما ألقى البابا الغاضب القبض على تشيزري. وطردت عائلة بورجيا الآن من مواقعهم، أو أجبروا على الصمت. وسمحت التطورات بعد ذلك بإطلاق سراح تشيزري، ومن ثم ذهب إلى نابولي، ولكن فيرناندو من مملكة أراغون اعتقله وحُبس مرة أخرى. وهرب تشيزري بعد عامين لكنه قتل في مناوشة عام 1507. وكان عمره وقتها 31 عاماً فقط.

نجت لوكريسيا أيضاً من الملاريا وفقدان والدها البابا ألكسندر وشقيقها تشيزري. وتوافقت شخصيتها مع زوجها وأسرته ودولتها، وتولّت مناصب في المحكمة، ومارست عملها بصفتها الوصية. وقد نظّمت الدولة، والتي كانت تخوض الحرب، وأسست بلاطاً ذا ثقافة عظيمة من خلال رعايتها. وقد كانت ذات شعبية بين رعاياها وتوفيت عام 1519.

لم تنهض عائلة بورجيا مرة أخرى لتصبح بنفس القوة في عهد البابا ألكسندر بورجيا، ولكن كان هناك الكثير من الشخصيات الصغيرة الذين شغلوا مناصب دينية أو سياسية بعد ذلك، وأيضاً أصبح فرانسيس بورجيا (توفي عام 1572) قديساً. وفي خلال حياة فرانسيس، كانت الأسرة تتناقص في أهميتها، وبحلول نهاية القرن الثامن عشر كانت قد اندثرت تماماً.

تحميل المزيد