على الرغم من أن رؤية العالم بالألوان من خلال شاشات الأجهزة المختلفة كانت واحدة من أعظم الإنجازات التكنولوجية، إلا أن الكثير من الأشخاص أصبحوا يفضلون ذلك باللونين الأسود والأبيض. على الأقل، على هواتفهم الشخصية، حسب موقع BBC Mundo الإسباني.
يزداد عدد الأشخاص "المدمنين" على تلك الهواتف الذكية في كل يوم، يجب أن نعرف أن ألوان التطبيقات التي نستخدمها لم يتم اختيارها بصورة عشوائية.
إنها العودة للوراء
تستخدم الشبكات الاجتماعية ألواناً زاهية لتحفيز الدماغ وجذب النظر إلى بعض المحفزات، تماماً كما يحدث مع أغلفة المنتجات في السوبر ماركت.
يمكن أن يؤدي تغيير ألوان الشاشة إلى اللون الرمادي الذي قد يبدو أقل بهجة إلى تقليل الإدمان على الهواتف المحمولة، مما يؤدي إلى إضعاف التأثير البصري لهذه الأجهزة.
هواتف أقل بهجة، وأقل إدماناً
كان خبير أخلاقيات التكنولوجيا وموظف جوجل السابق تريستان هاريس من أوائل الذين أثاروا هذا الاتجاه في منتصف عام 2017.. كانت فكرته هي جعل الهواتف أقل بهجة.
أخبر توماس ز. رامسوي، المدير التنفيذي لشركة Neurons، وهي شركة مقرها في الدنمارك تستخدم مسح الدماغ لدراسة التطبيقات، في حديثه مع صحيفة نيويورك تايمز في الآونة الأخيرة أن فكرة اللونين الأبيض و الأسود "فكرة جيدة جداً"، بالإضافة إلى كتم الصوت من الهاتف المحمول أو إلغائه من بعض الإخطارات (الإشعارات)، حسب موقع BBC Mundo الإسباني.
والآن، إذا أردت، عزيزي القارئ، تجربة الأمر، كيف يمكنك تطبيقه على هاتفك؟
هواتف أندرويد:
1- إذا لم تقم بتفعيل خيارات المطورين Developer option بهاتفك فقم بتفعيلها أولاً بالتوجه إلى الإعدادات ثم حول الهاتف About Phone وقم بالضغط على Build number خمسة مرات متتالية.
2- قم بفتح خيارات المطورين بهاتفك Developer option والنزول لأسفل حتى تجد خاصية Simulate color space قم بالضغط عليها
3- قم باختيار خيار Monochromacy وستلاحظ تغير لون الشاشة إلى اللون الأبيض والأسود.
هواتف آيفون:
لتفعيل هذه الخاصية اذهب الى الإعدادات Settings ثم قم بالتمرير لأسفل وانقر فوق الخيار عام General، انقر على "إمكانية الوصول Accessibility
Settings – General – Accessibility
الآن قم بتغيير لون أيقونة Grayscale إلى اللون الأخضر لتفعيلها.
استراتيجيات "التحكم في عقولنا"
قدم تريستان هاريس العديد من مؤتمرات TED العالمية وتحدث فيها عن الاستراتيجيات التي يستخدمها لتقليل الاعتماد على الهواتف المحمولة وكيف تستخدم شركات التكنولوجيا استراتيجيات "للتحكم" في عقولنا.
يقول هاريس "عندما نتحدث عن التكنولوجيا، فإننا نميل إلى الحديث عنها كفرصة كبيرة.. يمكن أن تسير في أي اتجاه، ولكنها تسير في اتجاه محدد للغاية لأنها لا تتطور بشكل عشوائي".
وأضاف "كل شيء له هدف واحد؛ لفت انتباهنا، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي معرفة الكيفية التي تعمل بها عقولنا".
يقول هاريس إن هناك العديد من تقنيات الإقناع لتحقيق هذا الغرض، والذي أصبح بمثابة "ماراثون" بين الشركات المختلفة.
يشرح مركز التكنولوجيا البشرية، الذي ينتمي إليه هاريس وغيره من خبراء التكنولوجيا في وادي السيليكون، على موقعه على الإنترنت أن الرموز الملونة تمنح عقولنا "(مكافآت) رائعة في كل مرة نفتحها".
ينصح المركز بضبط إعدادات الهواتف باللونين الأبيض والأسود للقضاء على تلك المحفزات، يقول الخبير "إن ذلك يساعد العديد من الناس على الإمساك بهواتفهم المحمولة بقدر أقل".
اقتصاد الانتباه، أو لماذا يريدونك مدمناً؟
في حديثه مع BBC قال ماكس ستوسل الذي عمل على تصميم استراتيجيات وسائل التواصل الاجتماعية "عندما تفهم علم الأعصاب وتعرف كيف تُطوَّر التطبيقات، يمكنك برمجة عقول الآخرين".
وأضاف "هناك العديد من الأشخاص مهمتهم هي جعلك مدمناً، وهم جيدون للغاية في ذلك".
ويطلق ستوسل على ذلك اسم "اقتصاد الانتباه"، ويؤكد أن التكنولوجيا ستستمر بمرور الوقت في جذب انتباهنا. "هذا هو السبب في أننا بحاجة إلى تغيير"، كما يقول.
