يوم السوابق التاريخية.. 5 ملاحظات رئيسية من حفل تنصيب جو بايدن الاستثنائي

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2021/01/21 الساعة 15:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/21 الساعة 15:49 بتوقيت غرينتش
جو بايدن كامالا هاريس خلال حفل التنصيب في العاصمة الأمريكية واشنطن 20 يناير 2021/ رويترز

على الرغم من جميع المخاوف الأمنية والسياسية التي تسبب بها الرئيس الأمريكي السابق المثير للجدل دونالد ترامب، حتى اللحظات الأخيرة، مر يوم تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن بسلام، لكنه سجَّل سوابق تاريخية بالنسبة لحفلات التنصيب الرئاسية الأمريكية، ونقف هنا على بعضها.

1- يوم السوابق التاريخية

وقفت تقسم اليمين الدستورية ويداها موضوعتان على "نسختين من الإنجيل" -إحداها تعود إلى الراحل ثورغود مارشال، أول قاضٍ من أصول إفريقية يُعيّن في المحكمة العليا الأمريكية، والأخرى تعود إلى صديقة لعائلتها هي ريجينا شيلتون- لتصبح كامالا هاريس أول امرأة، وأول أمريكية ملونة ومن أصول جنوب آسيوية، تصل إلى منصب نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. أدت هاريس القسم أمام قاضية المحكمة العليا، سونيا سوتومايور، وهي بدورها أول أمريكية من أصول لاتينية تصل إلى منصب قاضٍ بأعلى محكمة في البلاد. لقد كانت لحظة مؤثرة لكثيرين في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

بعد فترة وجيزة من تنصيبها، حضرت هاريس القَسم الدستوري للنواب الديمقراطيين، رفائيل وارنوك وجون أوسوف وأليكس باديلا، للالتحاق بمجلس الشيوخ. وارنوك هو أول سيناتور ملوَّن من جورجيا، وأوسوف هو أول سيناتور يهودي من الولاية، وباديلا هو السيناتور الذي تم تعيينه ليحل محل هاريس في مقعد مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، وهو أول سيناتور من أصول لاتينية يمثل ولايةً يشكل ذوو الأصول اللاتينية نحو 40 % من سكانها.

كما صوَّت مجلس الشيوخ الجديد لاحقاً لتأكيد تعيين آفريل هاينز مديرةً لأجهزة الاستخبارات الأمريكية الوطنية، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة.

 2- جائحة كورونا تلقي بظلالها على حفل تنصيب بايدن وهاريس

جرى التنصيب في خضم جائحة أودت بحياة أكثر من 400 ألف أمريكي. وهكذا جاءت الفعالية، التي كانت ستستقطب في الأوضاع العادية حشداً من مئات الآلاف، بحضور جماهيري أقل عدداً بكثير، حيث ارتدى الحاضرون أقنعة الوجه والتزموا التباعد الاجتماعي.

وبدلاً من حفلات التنصيب الصاخبة، أقام بايدن وهاريس احتفالاً افتراضياً عبر البث المباشر، وصفه الكاتب في صحيفة The Guardian البريطانية أدريان هورتون، بأنه أشبه بـ"تجميعة سلسةٍ من الخطب والعروض" المنقولة عبر الفيديو. وكانت هناك لحظات من البهجة، وحتى المرح خلال اليوم.

ومع ذلك، فقد كان هناك شعور بالثقل لا ينفك يحضر على مدار اليوم، وبسببه، قال بايدن في خطابه الافتتاحي: "أودُّ أن أطلب منكم الانضمام إليّ في لحظة صمت للصلاة على أرواح كل من فقدناهم خلال العام الماضي، بسبب الجائحة".

3- نقض إرث ترامب كان العمل الأول لبايدن

بعد ساعات فقط من توليه منصبه، وقّع بايدن على مجموعة من 17 إجراء تنفيذياً ترمي إلى نقض إرث الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، في ما يتعلق بالصحة العامة والهجرة والأزمة المناخية.

وكان قراره الأول هو فرض الأقنعة والتباعد الجسدي بالمباني الحكومية وعلى الأراضي الفيدرالية، وذلك في قرار ينطوي على نقضٍ حاد لنهج سلفه، الذي أنكر ما توصلت إليه أبحاث الصحة العامة ورفض التوجيهات بارتداء الأقنعة الطبية.

كما أوقف الرئيس الأمريكي السادس والأربعون حظرَ السفر الذي فرضه ترامب على دول ذات أغلبية مسلمة، وأنهى التمويل الطارئ لبناء جدار ترامب الحدودي، وقرر إعادة الانضمام إلى اتفاقيات باريس المناخية، ومنظمة الصحة العالمية.

كذلك وضع بايدن حداً لمساعي إدارة ترامب المتعلقة باستبعاد المهاجرين غير الشرعيين من التعداد، والذي يُستخدم لتحديد عدد مقاعد الكونغرس التي تحوزها كل ولاية.

4- العودة إلى التقاليد الرئاسية الأمريكية

يشير عديد من الأمريكيين، عن حق، إلى أنه لا ينبغي التوق للعودة إلى الوضع الطبيعي، لاسيما بعد أن كشفت جائحة كورونا وكارثة التمييز العنصري -بما لا يدع مجالاً للشك- أن الوضع الطبيعي أعجز من أن يضطلع بالمهمة.

وليس أصدق في وصف الأمر مما قالته الشاعرة أماندا جورمان خلال كلمتها بحفل التنصيب: "لقد أدركنا أن الهدوء لا يعني دائماً السلام، وأن المعايير والمفاهيم التي استقرت الأمور عليها، لا تعني دائماً العدالة".

وهكذا، دون استسلام لمحض عودة الأمور لطبيعتها، أعاد بايدن بعض الأعراف والتقاليد الرئاسية. وأعاد بايدن الكلاب إلى البيت الأبيض بعد أن كان سلفه أول رئيس أمريكي منذ قرن يرفض الحيوانات الأليفة في القصر الرئاسي. كما أشارت كاري جونسون، مراسلة NPR لشؤون وزارة العدل، إلى أن الأوامر التنفيذية لبايدن خضعت بكاملها للفحص من قبل مكتب المستشار القانوني لوزارة العدل، "تأكيداً للالتزام بالنظام التقليدي/سيادة القانون".

ويأتي من بين أبرز القواعد التي جرت العودة إليها أيضاً: الإيجازات الصحفية اليومية. وهكذا جاءت الإحاطة الأولية الودية في عهد الرئيس الجديد، فقد أجابت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين بساكي، عن بعض الأسئلة، وظلت غامضة قليلاً حيال أخرى، لكنها وعدت بالعودة في اليوم التالي. وبعد أسابيع وأسابيع من عدم تقديم إحاطات من كبار مسؤولي الصحة في ما يتعلق بجائحة كورونا، تعهدت بساكي بأن تعود الإحاطات لتكون الأمر الطبيعي أيضاً.

بطبيعة الحال، لا يزال يتعين على الصحفيين الحفاظ على روحهم المرتابة. لكن بعد فيض الإحاطات الصحفية العدائية -والغائبة تماماً بنهاية المطاف- في عهد ترامب، جاء صوت بساكي وهي تقول: "أود أن أتلقى أسئلتكم"، ليبعث الراحة في نفوس كثير من الصحفيين والوكالات الإعلامية.

5- الملابس جاءت "مبتكرة وباعثة للإلهام"

نعم، لقد كان يوماً "خطيراً وتاريخياً وجسيماً"، لكن هل رأيتم معطف ميشيل أوباما؟ أو معطف جيل بايدن؟ أو طاقم كامالا هاريس البنفسجي الذي يمثل علامة مميزة على حملات المطالبة بحق التصويت للنساء؟ أو قفازات بيرني ساندرز المصممة من بقايا كنزة قديمة بلونها البيج الدافئ وغرابتها التي لفتت الأنظار؟

لقد كان يوماً غير عادي في ما يتعلق بالمعاطف وقفازات الأصابع وأيضاً قفازات الكفوف. وفي حين أن طاقم أوباما الكستنائي بالكامل دون شائبة، من تصميم سيرجيو هدسون، لفت انتباه الجميع، فقد جاء طاقم ساندرز الأنيق والصديق للبيئة ليثير آلاف الميمات والتعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

لقد كانت استراحة لطيفة للإعجاب ببعض الملابس المرحة، ولو لبضع لحظات، قبل أن يضطر الجميع إلى العودة مرة أخرى للتعامل مع العديد والعديد من الصعوبات والتحديات التي تنتظر البلاد.

تحميل المزيد