من المعروف أن المصابين بداء السكري أو أمراض القلب أكثر عرضة لتهديد فيروس كورونا الذي بدأ في الانتشار سريعاً في المملكة المتحدة وعلى المستوى الدولي. فبالنسبة لبريطانيا، يُعتَبَر هذا مبعث قلق لـ7.4 مليون بريطاني يعانون من أمراض القلب أو الدورة الدموية، منهم 4.8 مليون مصاب بداء السكري.
لماذا مرضى السكري والقلب؟
تمثل الرئتان عامل الخطورة المشترك لدى هذين النوعين من المرضى؛ إذ يمثلان العضو المهدد بالتدمير بفعل فيروس كورونا. فتدني صحة هؤلاء المرضى يعني أنهم في خطر أكبر إذا أُصيبوا بداء كوفيد-19 مقارنة بالأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، كما تقول صحيفة The Guardian البريطانية.
يقول جون كوهين، الأستاذ الجامعي المتفرغ بكلية بريتون وساسكس الطبية، إن "فيروس كورونا يسبب عدوى في الرئتين تتمثل في الالتهاب الرئوي. وعندما تُصاب الرئتان بعدوى -أي نوع من الالتهاب الرئوي ليس بفعل فيروس كورونا فحسب– تمتلئ مساحات الهواء بسائلٍ جراء الالتهاب، وعليه يضطر الجسم إلى بذل مزيدٍ من الجهد لتوصيل الأكسجين إلى الدم.
أضاف كوهين: "يعمل القلب والرئتان معاً عن كثب كفريق متكامل. وعليه، فإنه في حالة الإصابة بالالتهاب الرئوي يتعين على القلب العمل بجهد أكثر. وبالتالي إن كانت هناك أمراض قلبية بالفعل فإن هذا يضع جهداً أكبر وأكبر على القلب".
الجهاز المناعي
أشارت التقارير الأولى الخاصة بتفشي المرض في الصين إلى أن 40% من الأشخاص الذين كانوا مرضى بفيروس كورونا لدرجة استدعت نقلهم إلى المستشفى كانوا يعانون إما من أمراض القلب والأوعية الدموية أو أمراض الدماغ والأوعية الدموية التي أثرت في تدفق الدم إلى الدماغ، مثل السكتة الدماغية.
قال أورلي فارديني، أستاذ الطب المساعد في جامعة مينيسوتا ومؤسسة مينيابوليس للشؤون الصحية للمحاربين القدامى: "لا تعني هذه الإحصائية أن المصابين بأمراض القلب هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا. ولكنها تعني أنهم سيواجهون حالات صحية أعقد حال أصيبوا به".
وفقاً لفارديني، قد يتعرَّض الأشخاص الذين يعانون من تراكم الدهون أو لديهم لويحات في شرايينهم لمخاطر أكبر للإصابة بنوبة قلبية، لأن من شأن الإصابة بالأمراض الفيروسية الشبيهة بكوفيد-19 أن تزعزع هذه اللويحات، ما قد يجعلها تسد أحد الشرايين المؤدية إلى القلب.
أيضاً، يتعرَّض المصابون بداء السكري من النوع الأول أو الثاني لتهديد من فيروس كورونا للأسباب نفسها. أضاف كوهين: "كثيراً ما يتعرض مرضى السكري لتعقيدات صحية تتعلق بالقلب والكلى، وبالمثل فإن أي جهد إضافي على الجسم جراء العدوى قد يتسبب في مشكلات إضافية في هذه الأعضاء. علاوة على هذا، فإننا نعرف أن الأجهزة المناعية لدى المصابين بالسكري لا تتمتع بذات الكفاءة في محاربة العدوى مقارنة بالأصحاء".
أعراض أكثر حدّة
وقال دان هاوراث، مدير العناية في مركز Diabetes UK البريطاني: "يستطيع فيروس كورونا التسبب في أعراض وتعقيدات أكثر حدة في الأشخاص المصابين بداء السكري. فإن كنت مصاباً بالسكري ولديك أعراض مثل الكحة، وارتفاع درجة الحرارة، وضيق التنفس، فعليك متابعة قياس سكر الدم عن كثب".
يتوقف التهديد الذي تتعرض له المجموعتان على صحة كل شخص، مثلاً طول الفترة التي أصيبوا خلالها بالمرض، وقدر تعرضهم لمشكلات صحية معقدة، وغيرها من الحالات التي أصيبوا بها أيضاً مثل مشكلات التنفس.
إلا أن معدلات الوفيات -نسبة الوفيات في الأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى- تُظهِر أن الأشخاص الذين تتعدى أعمارهم 65 عاماً هم أكثر عرضة للوفاة بخمسة أضعاف من الآخرين في الفئات الأقل عرضة للتهديد. وبشكل عام، فإن كبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بمثل تلك الاضطرابات الصحية.