صحيح أن شخصيتك الآن ليست هي قبل 10 أعوام، لكن هناك صفات لا تتغير بمرور الزمن، لماذا؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/11/28 الساعة 12:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/11/28 الساعة 12:08 بتوقيت غرينتش
فريقاً من الباحثين الأستراليين توصلوا إلى طريقة للتنبؤ بالسمات الشخصية بمجرد استخدام مقياس التسارع في الهاتف/ istock

لماذا يبدو أن شخصيات البعض أكثر قابلية للتغير بمرور الوقت بينما يظل الآخرون دائماً على الحال نفسها؟

وفقاً لدراسة حديثة نشرتها دورية Psychology العلمية، يتعلق الأمر بسرعة تأثرنا بالبيئة المحيطة والتجارب الحياتية. فبعض الناس قد يكونون سريعي التأثر بالتغيرات المحيطة أكثر من آخرين، بحسب تقرير لموقع MindBodyGreen الأمريكي.

ما الذي يتسبب في تغيُّر شخصياتنا؟

على الرغم من أنه ما زال هناك جدل مستمر في عالم علم الشخصية، تشير عدة دراسات إلى أن شخصيات الناس تتغير مع الوقت. في العموم، يميل الأشخاص إلى النضج لتصبح شخصياتهم أفضل، ليصبحوا مقبولين أكثر وأقل عصبية. لكن لا يعني أننا جميعاً ليس لدينا بعض السمات الأساسية التي تبقى ثابتة نسبياً، تشير بعض الأبحاث إلى أنك إذا كنت تنظر إلى مجموعة من الناس وتقارن شخصياتهم الآن وما سوف يصبحون عليه بعد 50 عاماً من الآن، الأكثر ثقة بأنفسهم من بين هذه المجموعة سيظلون الأكثر ثقة بأنفسهم في المجموعة ذاتها، حتى لو أن المجموعة كلها زادت ثقتها بنفسها مع مرور الوقت.

أداء الشخص
على الرغم من اختلاف كل مجال وتباين معايير النجاح من وظيفة إلى أخرى، وُجد أن الشخصيات المنفتحة، بشكل عام، تمتلك أربع مميزات/ istock

سعى تيتسويا كاواموتو، الحاصل على درجة الدكتوراه والباحث في جامعة طوكيو، لفهم الأسباب التي تُحرك التغير، ولماذا بعض الناس قد يتغيرون أكثر من الآخرين. أجرى كاواموتو استبياناً على 100 رجل وامرأة من فئة عمرية متوسطة في اليابان مرتين يفصل بينهما 6 أشهر، وطرح عليهم أسئلة بغرض فهم سماتهم الشخصية، بالإضافة إلى تجاربهم والأحداث الجارية في حياتهم.

أكدت الدراسات أن التجارب الحياتية بداية من موت شخص مروراً بتغيير مكان العمل، وصولاً إلى دخول علاقة جديدة جادة، يمكنها بالتأكيد التأثير في شخصية الفرد. فمثلاً الشخص الذي مر بحادثة مرورية يميل أكثر للانغلاق والانطواء. لكن المثير للاهتمام، كم تؤثر هذه السمات بناءً على مستوى قابلية التأثر بالبيئة لدى الفرد، بحسب الموقع الأمريكي.

بعض الناس "سريعو التأثر" بالتغييرات عن غيرهم

كتب كاواموتو في ورقته البحثية عن اكتشافاته قائلاً: "قد تؤدي العوامل البيئية دوراً رئيسياً في تغير الشخصية. لكن، الأحداث البيئية قد تؤثر على الأفراد بصورة مختلفة، وربما حتى تزيد من الفروقات الفردية"، مضيفة: "الأفراد الأكثر حساسية يظهرون تفاعلاً أكثر سواء في البيئة السلبية (الموترة) أو الإيجابية (الحاضنة) وبالتالي يكونون أكثر قابلية لاختبار تغيرات تطورية استجابة للمؤثرات البيئية".

ويقدم مثالاً من دراسة سابقة يقول فيه إن الشباب ذوي نمط التعلق غير الآمن يميلون أكثر ليكونوا أكثر تأثراً بتجارب الحياة، وتجارب الحياة هذه هي التي أثرت على شخصياتهم أكثر، مما يؤدي إلى تغيرات أوضح في الشخصية.

الشخصية الكمالية
تتمسك الشخصيات الكمالية بمعايير عالية على نحوٍ غير واقعي وتنتقد نفسها إذا اعتقدت أنها لم تحقق هذه المعايير/ istock

ما الذي يجعل الشخص أكثر تأثراً بالعوامل البيئية تحديداً؟ يشير كاواموتو إلى نظرية طورها بعض الباحثين ويقول: "الأفراد الذين ينشأون ويتطورون في بيئة متوقعة ومحكومة، يتأقلمون في طريقة عيشهم  مع ظروف ثابتة ومحددة، بينما من ينشأون ويتطورون في بيئات غير محكومة أو متوقعة تزيد مرونتهم في التنقل من ظروف لأخرى في الطريقة التي يعيشون بها".

في الاستبيان المستخدم في الدراسة، قيَّم المشاركون درجة اتفاقهم من أشياء مثل: "علاقتي بشريكي الجنسية علاقة قريبة ودافئة" و "عادة أجد الجانب المشرق في المواقف السيئة" بغرض تحديد على نحوٍّ أدق درجة حساسيتهم للمتغيرات البيئية. ومع ذلك، يشير كاواموتو إلى أنه ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الأبحاث للوصول لطريقة أدق لتعريف وقياس الحساسية للمتغيرات البيئية.

لنكُن واضحين، لا عيب في أن تكون شخصيتك أكثر حساسية للأشياء التي تحدث في حياتك. بالتأكيد هناك طرق لزيادة مرونتك لتتعافى من الأحداث السلبية وتعود أقوى مما كنت، ومع ذلك، قد يكون التغيير أحياناً أمراً جيداً. فالتغيير قد يعني التطور، أو التكيف، أو النمو، وهذه أشياء يجب أن تنفتح لها عندما تأتي.

علامات:
تحميل المزيد