هل صحيح أن المرأة تخسر الوزن بصعوبة أكبر من الرجل؟ العلم يجيب

عربي بوست
تم النشر: 2019/11/27 الساعة 14:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/11/27 الساعة 14:05 بتوقيت غرينتش
Depressed overweight woman sitting on the floor and doesn't wont to exercise.

هل حدث لك أن اتبعت على مدار الأسبوع نظاماً غذائياً مُوصى به بشدة، وعندما يحين الوقت للوقوف على الميزان، بدلاً من أن تشعر بالسعادة، تصاب بإحباط كبير؟

الرقم الذي تراه ليس هو ما توقعته. تشعر بمزيج من الإحباط والظلم والغضب.

يتضاعف كل ما سبق إذا كنتِ امرأة وكنت تتبعين نظاماً مع أحدهم ووجدتِ أنه يفقد وزناً أكثر مما تفقدين.

إنها شكوى معروفة: "عليه فقط التوقف عن تناول الخبز وسوف يفقد الوزن، بينما أنا …".

هل صحيح أن الرجال يجدون فقدان الوزن أسهل من النساء؟ وبالتالي، هل ينبغي تغيير أنظمة فقدان الوزن وفقاً للجنس؟

مهلاً؛ قد تكون الإجابات أعقد مما قد نتصور، العناوين لا تخبرنا دائماً بالقصة الكاملة، كما يرصدها  موقع BBC Mundo.

في العام الماضي، جعلت دراسة الكثيرين وخاصة النساء يهتفون: "لقد كنت أعلم ذلك!".

شرعت جامعة كوبنهاغن، إلى جانب 8 مؤسسات بحثية أخرى، في دراسة أخضعت 2500 مصاب بداء السكري ويعانون من الوزن الزائد لنظام غذائي صارم يتحكم في السعرات الحرارية لمدة 8 أسابيع.

وكانت النتيجة في المتوسط أن الرجال فقدوا 11.8 كجم، بينما فقدت النساء 10.2 كجم فقط.

أخيراً، كان هناك دليل على أن الرجال يجدون عملية فقدان الوزن أسهل من النساء.

ومع ذلك، فإن الإحصاءات لا تروي القصة كاملة.

وقال البروفيسور إيان ماكدونالد من جامعة نوتنغهام، الذي شارك في الدراسة لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC): "كان من المؤسف أن تركز وسائل الإعلام على هذا الاختلاف دون فهم جيد للأرقام".

والسبب أن جميع المشاركين في الدراسة تناولوا الكمية نفسها من الطعام (810 سعرات حرارية) دون الأخذ في الاعتبار أن الرجال كانوا أكبر حجماً (كانوا يزنون 109 كيلوغرامات في المتوسط مقارنةً بوزن 96 كيلوغراماً للسيدات)، لذلك كان لديهم وزناً أكبر ليخسروه.

لذلك فإن الفرق في النتيجة، مثلما يوضح ماكدونالد: "كان مجرد نتيجة للاختلاف في حجم الجسم. إذا كان لدينا رجال أصغر حجماً ونساء أكبر حجماً، لكانت النتيجة عكس ذلك".

لم يكن هذا تحت إشراف العلماء.

لم تكن الخطة التي مدتها 8 أسابيع هي المحور الرئيسي للبحث، بل كانت بداية دراسة أخرى مدتها 3 سنوات.

يقول ماكدونالد: "كان على المشاركين أن يفقدوا 8٪ من وزن الجسم في فترة الأسابيع الثمانية هذه لإخضاعهم للنظام الغذائي العشوائي وفترة مواصلة التمرينات على مدى السنوات الثلاث المقبلة، في إطار دراسة للوقاية من مرض السكري".

كانت هناك تقارير تفيد أيضاً بأن الرجال فقدوا الوزن "أفضل" من النساء؛ إذ انخفض لديهم ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وكانت هناك اختلافات في مستوى انخفاض الكوليسترول في الدم.

وأوضح: "بينما كانت هناك بعض الاختلافات الإحصائية، لكنها من حيث الأهمية السريرية، لم تكن مهمة. كلا الجنسين استفادا من فقدان الوزن".

إذن، لا يوجد فرق؟

ومع ذلك، يعترف البروفيسور بأن هناك اختلافات في فقدان الوزن بين الرجال والنساء.

يقول: "بالنسبة لمؤشر كتلة الجسم نفسه، يميل الرجال إلى امتلاك مزيد من الكتلة (العضلات) الخالية من الدهون وكتلة دهون أقل، وهذا بسبب تأثير الهرمونات الجنسية على كتلة الدهون في الجسم، وكذلك توزيع الدهون".

ولهذا السبب، وفقاً للدكتور توم ليتل، خبير التغذية ومؤسس شركة Color-Fit: "تجد النساء عموماً أن فقدان الوزن صعب للغاية".

وتابع: "لدى الرجال المزيد من هرمون التستوستيرون وتكوينهم الوراثي يجعل لديهم نسبة أعلى من العضلات ونسبة دهون أقل. كتلة العضلات لديهم أيضاً أعلى من الدهون، وبالتالي كلما زادت العضلات لديك، زادت كمية السعرات الحرارية التي يمكنك حرقها، حتى عندما لا تمارس الرياضة".

وتابع: "ومع ذلك، تظهر معظم الدراسات أنه بينما يفقد الرجال الوزن في البداية بوتيرة أسرع، تُعوَّض هذه الفروق مع مرور الوقت".

إذاً، هل هناك أنظمة غذائية أكثر ملاءمة للرجال أو النساء؟

يوضح الباحث الرئيسي، الدكتور إي ديل أبيل، الذي درس ما إذا كان الرجال أميل للنجاح من النساء في نظام الكيتو الغذائي الذي اكتسب شعبية هائلة: "هي دارسة جديدة من جامعة آيوا -جديدة لدرجة أنها لم تُنشر رسمياً بعد- وحتى الآن، قدمناها فقط في الاجتماعات العلمية".

النظام الغذائي الكيتوني (أو دايت الكيتو، في اسمه المختصر) هو نظام يعتمد على الكربوهيدرات المنخفضة والدهون العالية.

وقد أُجريت الدراسة عن طريق الصدفة.

كان الباحثون يدرسون تأثير النظام الغذائي الكيتوني باعتباره علاجاً لفشل القلب، ولاحظوا أن الفئران الذكور في النظام الغذائي فقدت الوزن، لكن الإناث اكتسبته.

يوضح الباحث الرئيسي جيسي كوكران: "لاحظنا أن هذا التناقض كان واضحاً بالفعل بين الذكور والإناث في نظام الكيتو الغذائي؛ قلنا لأنفسنا "يا لَلروعة، يا له من اكتشاف جذري!"، لذلك كان السؤال التالي هو ما إذا كان ذلك قابلاً للتكرار".

وأضاف: "في كل مرة تكرر الأمر نفسه؛ فقدت الفئران الذكور الوزن، واكتسبته الإناث".

لمعرفة ما إذا كانت الاختلافات ناجمة عن الهرمونات الجنسية، فقد درسوا الفئران الإناث التي أزيلت مبايضها في محاكاة لحالة ما بعد انقطاع الطمث لدى النساء، واكتشفوا أنه على الرغم من زيادة الوزن (بسبب نقص هرمون الاستروجين)، لم يؤد نظام كيتو الغذائي إلى تفاقم الأمر".

تحذير!

على الرغم من كل شيء، يحذر علماء الجامعة من أنه في المقام الأول، على الرغم من أن الفئران فقدت العضلات والدهون، فإن هذا قد يكون لأن صيغة هذا النظام الغذائي للفئران محدودة البروتين (وهو ضروري للفئران في هذه الحمية لإنتاج الكيتونات).

على عكس الفئران، يستمر البشر في تناول البروتين أثناء نظام الكيتو، لذلك قد لا يتسبب في فقدان العضلات.

تلقى أبيل والفريق اهتماماً إعلامياً بالفعل بهذه الدراسة، بعد تقديمها في اجتماعات علمية.

يقول: "لقد تلقيت العديد من الحكايات من النساء أو من مقدمي الرعاية الصحية التي قالت: (كان هذا منطقياً، كنت دائماً أتساءل؛ لماذا لم ينجح ذلك معي)".

وتابع: "ومع ذلك أريد أن أحذر بوضوح من أن الفأر ليس إنساناً. يمكن أن يعطينا فكرة، ونحن بالتأكيد نستكشف الأفكار المتعلقة بالجزيئات والهرمونات الأخرى التي يمكن أن تساعدنا في فهم الفرق بين الرجال والنساء".

وأضاف: "المهم هو أنه إذا أجريت تجارب على البشر، فيجب إجراء بحث دقيق لتحديد ما إذا كانت هناك اختلافات في تأثير هذه الأنظمة الغذائية بسبب الجنس".

أحد الأسباب التي تجعلنا لا نملك حتى الآن إجابة واضحة حول ما إذا كانت بعض الأنظمة الغذائية أكثر ملاءمة لأحد الجنسين هو أن العلم في العموم قد صممها لأحد الجنسين فقط دون الآخر.

يشرح أبيل: "في الطب في العموم، يعتمد كثير مما نفعله في الممارسة العملية على الدراسات التي أجريت على الرجال. هناك وعي متزايد بأن هذا هو السبب؛ لأنه يُبرز وجود الاختلافات الأساسية في مجال البيولوجيا، لذا أعتقد أن ملاحظة مثل التي توصل إليها جيسي مهمة للغاية".

هل يجب عليك اختيار نظام غذائي يعتمد على الجنس؟

الجواب هو: لا. على الأقل حتى يكون هناك المزيد من الأبحاث التي تجعل الأمور أوضح.

ومع ذلك، يوضح ريك ميلر، اختصاصي التغذية الرئيسي في مستشفى King Edward VII في لندن، أن هناك بعض الاعتبارات التي يمكنك وضعها في الاعتبار.

يقول: "قد توفر الأنظمة المعتمدة على الجنس بعض التخصيص حول خيارات التمرينات أو الفروق التي يمكن أن تناسب الرجال أو النساء".

وتابع: "لكن فيما يتعلق بالتغذية، فإن المتطلبات العامة للبروتين والكربوهيدرات والدهون تعتمد على تكوين الجسم (نسب كتلة الدهون إلى الكتلة الخالية من الدهون). وبالتالي، فإن الرجل والمرأة اللذين يمتلكان النسب نفسها سيكون لهما احتياجات مماثلة من السعرات الحرارية والمواد الغذائية يومياً.

وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بالمغذيات الدقيقة (الفيتامينات والمعادن)، فهناك بعض الاختلافات بين الرجال والنساء؛ على سبيل المثال، يزيد الحيض من احتياجات المرأة من الحديد بسبب فقدان الدم".

وأكّد ميلر: "مفتاح نجاح أي نظام غذائي هو إضفاء الطابع الشخصي على نمط الحياة والتاريخ الطبي للشخص وأهدافه من اتباع هذا النظام".

لذا …

على الرغم من أننا ما زلنا لا نمتلك إجابات محددة على الأسئلة المطروحة، فإن الخبراء الذين نتحدث معهم لديهم بعض النصائح لأخصائيي الأنظمة الغذائية، بغض النظر عن الجنس.

يتفق الجميع على أنه بدلاً من الشروع في نظام غذائي صارم للغاية، من الأفضل اختيار النهج "البطيء والمستمر"؛ لأنه يجعل أسلوب الحياة الصحي مستداماً على المدى الطويل.

اسأل نفسك: "هل يمكنني الحفاظ على هذا التغيير مدى الحياة؟"، إذا كان الجواب "لا"، يمكن أن تكون أكثر تساهلاً وأن ترى ما الذي يمكنك استبداله. وهذا يجعلك لا تتخذ قرارات متشددة لا يمكنك المواظبة عليها.

يقول ميلر إن الفكرة هي ألا تجعل الأمر يبدو وكأنه نظام غذائي، لكن مثلما لو كنت فقط تُحدث تغييرات بسيطة.

علامات:
تحميل المزيد