البنزين البخس يؤرق إيران.. فايننشيال تايمز: طهران لجأت لاستيراد النفط لأول مرة منذ عقود

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/17 الساعة 14:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/17 الساعة 14:32 بتوقيت غرينتش
رجل يملأ خزان سيارته في محطة بنزين بطهران/رويترز

قالت صحيفة The Financial Times البريطانية، الخميس 17 أغسطس/آب 2023، إن القيادة الإيرانية تواجه مشكلة تتمثل في السعر البخس لبنزينها، بعدما لجأت إلى استيراده لأول مرة منذ عقد، على الرغم أن الحكومات الغربية تكافح للسيطرة على أسعار الوقود.

الصحيفة أوضحت في تقرير لها، أن الدعم الحكومي الكبير يكفل بيع البنزين في إيران عند حد أدنى 0.03 دولار للتر، وهو رقم بسيط إذا ما قورن بسعر 1.10 دولار الذي يُدفَع في محطات البنزين الأمريكية أو 1.88 دولار التي يدفعها سائقو السيارات في المملكة المتحدة لتعبئة سياراتهم.

وتتنافس إيران الغنية بالنفط مع ليبيا وفنزويلا، اللتين تمتلكان احتياطيات نفطية مؤكدة أكبر من السعودية، في فئة الدول التي تمتلك أرخص بنزين في العالم.

طهران عاصمة إيران/Getty Images
طهران عاصمة إيران/Getty Images

العرض والطلب

لكن الفجوة الآخذة في الاتساع بين العرض -الذي تقيده قدرة التكرير المحلية- والطلب المتزايد، أجبرت السلطات الإيرانية على استغلال احتياطياتها الاستراتيجية واستيراد البنزين لأول مرة منذ عقد، وفقاً للصحيفة.

ويأتي ذلك في وقت عصيب بالنسبة للرئيس إبراهيم رئيسي وحكومته، التي تكافح من أجل تغيير مسار الاقتصاد المتضرر من العقوبات الأمريكية.

ويخشى النظام أيضاً كيف سيكون رد فعل الجمهور على الذكرى الأولى، التي تحلّ الشهر المقبل، لمقتل مهسا أميني، وهي كردية إيرانية تبلغ من العمر 22 عاماً، التي أشعلت وفاتها في حجز الشرطة فتيل المظاهرات الجماهيرية التي اجتاحت البلاد على مدى شهور العام الماضي.

احتجاجات في العاصمة الإيرانية، طهران - رويترز
احتجاجات في العاصمة الإيرانية، طهران – رويترز

الوقود المكرر

إلى ذلك، قال مسؤولون إيرانيون إنَّ الطلب على الوقود المكرر ارتفع بمقدار الخُمس منذ مارس/آذار، لكن القيود المفروضة على طاقة التكرير منعت البلاد من تحويل المزيد من نفطها الخام إلى وقود.

ونظراً لأنَّ الحكومة تتكبد خسارة كبيرة نتيجة استيراد الوقود بأسعار السوق ثم بيعه للمستهلكين بسعر أقل بكثير، فهناك ضغط متزايد لإنهاء سنوات البنزين الرخيص للغاية الذي اعتاد الإيرانيون عليه.

وصرح عضو البرلمان محمد رضا مير تاج الدين، لوسائل إعلام محلية هذا الأسبوع، بأنَّ قيمة الدعم الحكومي على الوقود ترتفع الآن بثلاثة أضعاف عن ميزانية التنمية الإجمالية للبلاد، لكن "لا أحد يجرؤ على الحديث" عن رفع سعر البنزين.

فقد يؤدي اتخاذ هذه الخطوة إلى تكرار الغضب العام الذي أعقب المرة الأخيرة التي رفعت فيها السلطات الأسعار في عام 2019. وقُتِل أكثر من 300 شخص في حملة لاحقة على الاحتجاجات العنيفة في الشوارع، وفقاً لمنظمة العفو الدولية.

انخفاض أسعار البنزين ليس مستداماً

من جهته، قال حامد حسيني، تاجر بتروكيماويات: "الوضع الحالي لانخفاض أسعار البنزين ليس مستداماً، لكن الحكومة لا تملك الشجاعة السياسية لزيادة الأسعار. ويستمر الاستهلاك في الارتفاع بينما تتجه الحكومة لاستيراد البنزين بالمعدلات العالمية لبيعه بأسعار مدعومة بنسبة عالية. وسيكون من المستحيل إدارة الطلب في غضون عامين إذا ظلت الأسعار على حالها".

ويُدفَع ما قيمته 0.03 دولار مقابل حصة شهرية تبلغ 60 لتراً، ويتضاعف تقريباً لأية كمية تتجاوز هذا الحد. لكن بعض سائقي السيارات واجهوا قيوداً في الأسابيع الأخيرة بعدما طُلِب منهم الالتزام بعدم الحصول على أكثر من 40 لتراً من كل محطة تعبئة.

فيما يعتقد محللون أنَّ إيران اشترت البنزين من جيرانها في شمال بحر قزوين في وقت سابق من هذا العام، ومؤخراً من دول الخليج وآسيا، لكن هذه الصفقات ظلت سرية لحماية البائعين من الدخول في صراع مع العقوبات الأمريكية.

وقال أحد المحللين: "يضع هذا الحكومة تحت ضغط لدفع ثمن الواردات وتسريع مشروعات التنمية لزيادة طاقة التكرير".

تحميل المزيد