كبار الحاخامات في إسرائيل يشتكون البابا فرنسيس للفاتيكان.. اتهموه بالإساءة إلى “التوراة”

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/25 الساعة 18:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/25 الساعة 18:07 بتوقيت غرينتش
البابا فرنسيس/ رويترز

قالت وكالة رويترز، الأربعاء 25 أغسطس/آب 2021، إن السلطات الدينية اليهودية العليا في إسرائيل أبلغت الفاتيكان أنها تشعر بالقلق إزاء التعليقات التي أدلى بها البابا فرنسيس حول كتب الشريعة المقدسة، وطلبت توضيحاً.

ففي رسالة اطلعت عليها رويترز، قال الحاخام راسون عروسي، رئيس لجنة الحاخامية الكبرى لإسرائيل للحوار مع الكرسي الرسولي، إن التعليقات تشير على ما يبدو، إلى أن القانون اليهودي قد عفى عليه الزمن.

من جانبها قالت سلطات الفاتيكان إنها تدرس الرسالة وتفكر في الرد.

مئات الوصايا

في حين كتب الحاخام العروسي بعد يوم من حديث البابا عن "التوراة.. أول خمسة كتب من الكتاب المقدس العبري"، وذلك خلال محاضرة أمام حشد عام في يوم 11 أغسطس/آب، أن التوراة تحتوي على مئات الوصايا، ليتبعها اليهود في حياتهم اليومية ويختلف مقياس الالتزام بمجموعة واسعة من المبادئ التوجيهية بين اليهود الأرثوذكس واليهود الإصلاحيين.

في المقابل فقد قال البابا، الذي كان يفكر فيما قاله القديس بولس عن التوراة بالعهد الجديد، في الحضور: "لكن الناموس (التوراة) لا يعطي الحياة".

البابا أضاف أيضاً: "إنها لا تقدم إتمام الوعد، لأنها غير قادرة على تحقيقه… أولئك الذين يبحثون عن الحياة يحتاجون إلى التطلع إلى الوعد وتحقيقه في المسيح".

من جانبه أرسل الحاخام العروسي الرسالة نيابة عن الحاخامية الكبرى- السلطة الحاخامية العليا لليهودية في إسرائيل- إلى الكاردينال كورت كوخ، الذي يضم قسمه بالفاتيكان لجنة للعلاقات الدينية مع اليهود.

حيث قال العروسي في الرسالة: "في عظته، قدَّم البابا العقيدة المسيحية على أنها لا تحل محل التوراة فحسب، بل أكد أن الأخيرة لم تعد تعطي الحياة، مما يعني أن الممارسة الدينية اليهودية في العصر الحالي أصبحت قديمة". وقال: "هذا في الواقع جزء لا يتجزأ من تعليم الاحتقار لليهود واليهودية، الذي اعتقدنا أنه قد تم رفضه بالكامل من قِبل الكنيسة".

العلاقات بين الكاثوليك واليهود

في المقابل فقد حدثت ثورة في العلاقات بين الكاثوليك واليهود في عام 1965، عندما نبذ مجلس الفاتيكان الثاني مفهوم الذنب اليهودي الجماعي لموت يسوع وبدأ عقوداً من الحوار بين الأديان.

من ناحية أخرى فقد اتفق اثنان من العلماء الكاثوليك البارزين في العلاقات الدينية مع اليهود، على أن تصريحات البابا يمكن اعتبارها انتكاسة مزعجة وتحتاج إلى توضيح.

من جانبه قال البروفيسور فيليب كننغهام، مدير معهد العلاقات اليهودية الكاثوليكية بجامعة سانت جوزيف في فيلادلفيا: "أعتقد أنها مشكلة للآذان اليهودية، خاصةً أن تصريحات البابا كانت موجهة إلى جمهور كاثوليكي". وقال كاننغهام: "يمكن أن يُفهم على أنه يقلل من احترام اليهود للتوراة اليوم".

فيما قال مكتب كوخ، الأربعاء، إنه تلقى الخطاب وإنه "يفكر في الأمر بجدية ويفكر في الرد".

إضافة إلى ما سبق، ففي رسالته إلى الكاردينال كوخ، طلب منه العروسي "نقل محنتنا إلى البابا فرانسيس"، وطلب توضيحاً من البابا "لضمان التنصل الواضح من أي استنتاجات مهينة مستخلصة من هذه العظة".

تحميل المزيد