المملكة المتحدة تدين متظاهرة مؤيدة لفلسطين بسبب “لافتة جوز الهند”

عربي بوست
تم النشر: 2024/05/22 الساعة 09:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/05/22 الساعة 09:48 بتوقيت غرينتش
لافتة جوز الهند تحملها ماريها حسين بتظاهرة مؤيدة لفلسطين في لندت /شرطة العاصمة Metropolitan Police عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً)

أدانت المملكة المتحدة متظاهرة مؤيدة لفلسطين بسبب "لافتة جوز الهند" واتهمتها بارتكاب جريمة تنتهك النظام العام، وذلك على خلفية حملها صورة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، ووزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان وبجوارهما جوز الهند.

الشابة حملت لافتة جوز الهند ثم تورطت في "جريمة كراهية"

رفعت المعلمة ماريها حسين البالغة من العمر 37 عاماً، لافتة جوز الهند خلال تظاهرة مؤيدة لفلسطين خرجت في لندن في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

اللافتة حملت صورة سوناك وبرافرمان بجانب جوز الهند تحت شجرة على الشاطئ. في ذلك الوقت؛ وصفت برافرمان، وهي شخصية يمينية بارزة، المظاهرات المؤيدة لفلسطين في المملكة المتحدة بأنها "مسيرات كراهية".

بينما ووصف رئيس الوزراء ريشي سوناك المسيرة بأنها "غير محترمة"، وكلا السياسيين من أصول هندية.

وبدت أن الصورة تأتي انتقادا لسياستهما تجاه التظاهرات المؤيدة لفلسطين والداعية لإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة.

لكن بعد أيام من حمل حسين للافتة، نشرت شرطة العاصمة صورة لها عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، معلنة أنها مطلوبة بتهمة "جريمة كراهية"، وانتشرت الصورة بشكل كبير، وأثارت نقاشاً طويلاً.

أدينت ووجهت للمحكمة! 

أكدت النسخة الإنجليزية لموقع "الجزيرة" أن الشابة تواجه الآن اتهامات بارتكاب جريمة عنصرية تنتهك النظام العام، وأشارت إلى أنها ستمثل أمام المحكمة الشهر المقبل.

أشار متحدث باسم شرطة العاصمة لندن بأن حسين جرى إخطارها بالبريد، لكنها قالت إنها لم تتلق أي مراسلات مكتوبة.

ما مشكلة لافتة جوز الهند؟

جوز الهند هو مصطلح يستخدم في مجتمعات الأقليات العرقية، ويستخدم كإهانة لوصف الأشخاص من المجتمعات المهمشة الذين يُنظر إليهم على أنهم متعاطفون مع أجندات التفوق الأبيض؛ مما يعني أن الشخص بني من الخارج ولكنه أبيض من الداخل.

الكلمة معروفة بالنسبة للبريطانيين الذين نشأوا في مجتمعات الأقليات العرقية، وغالباً ما تستخدم لدعم مجتمعات الأقليات العرقية.

يجد البعض أنه مصطلح عنصري ومهين، بينما يعتقد آخرون أنه يمكن استخدامه في روح حرية التعبير كتصريح صحيح، وإن كان سلبياً، للنقد.

الشابة ترفض سياسات التفوق الأبيض

حسين قالت في تصريحات سابقة أعقبت بحث الشرطة عنها إنها لم تكن تدرك أن "كلمتي جوز الهند سيتم اختطافها من قبل فئة لا تستخدم هذه الكلمات ثم استخدامها ضدي لتجريمي".

واعتبرت أنها "كبش فداء مثالي لأيديولوجيات اليمين المتطرف"، وذلك بسبب كونها "امرأة ملونة ومسلمة"، وأضافت: "هذا إلى جانب انتقادي العميق لحكومتنا التي تساعد وتدعم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني".

"لكل ثقافة لغتها الخاصة التي تستخدمها لمحاسبة الأشخاص من أصول عرقية، والذين يستخدمون مواقعهم في السلطة لدفع أفكار وسياسات التفوق الأبيض"، أكدت حسين على موقفها بشأن استخدام "جوز الهند".

انقسام الآراء حول جوز الهند باعتباره عنصرية وجريمة

تساءل تقرير "الجزيرة" وصحف أخرى بينها The Independent إذا كان يعتبر استخدام جوز الهند عنصرية أو جريمة كراهية تسبب الملاحقة القضائية.

إذ قال أسيم قريشي، مدير الأبحاث في مجموعة CAGE، وهي مجموعة مناصرة حقوقية مقرها المملكة المتحدة: "هناك تاريخ كامل من المصطلحات مثل (جوز الهند) التي تستخدم كوسيلة لنقد سياسي لأولئك الذين يستوعبون روايات التفوق الأبيض في تقويض المجتمعات التي ينتمون إليها تقليدياً".

"الممثل الهزلي الجنوب أفريقي ليسيغو تلهابي أنشأ شخصية (جوز الهند كيلز) كامرأة بيضاء محاصرة داخل جسد امرأة سوداء خصيصاً لنقد عنصرية مؤسسية معينة أصبحت طبيعية".

لكن البعض الآخر يعتقد أن المصطلح يشكل إهانة عنصرية، إذ قال رئيس مؤسسة الفكر البريطانية British Future، سوندر كاتوالا، عقب الحادث إن "الكلمة بغيضة، ولا يمكن استخدامها كحجة سياسية".

فيما كتب عبر منصة "إكس": "إنها إساءة عنصرية غير قانونية، يمكن مقاضاتها، وقد تمت مقاضاتها بالفعل"، وأضاف: "هناك مليون طريقة لانتقاد سوناك أو برافرمان على لغتهما أو سلوكهما دون استخدام الإهانات العنصرية".

لكن رد معلقون كثر حينها بأن استخدام جوز الهند هو نوع من "المرح بين الأشخاص الملونين"، ودافع آخرون على عدم وجود ديناميكية قوة تجعلها عنصرية، بل هي أسلوب للسخرية من الأشخاص الذين يتماشون مع الديناميكية السائدة لضرب الآخرين.

"قوانين مكافحة العنصرية" تلاحق أبناء المجتمعات المهمشة

يشار إلى أنه تمت محاكمة الأشخاص من المجتمعات المهمشة باستخدام تشريعات يُفترض أنها لمكافحة العنصرية. 

إذ يقول البروفيسور كيندي أندروز، أول مدير لبرنامج دراسات السود في بريطانيا في جامعة مدينة برمنغهام، إن القوانين التي تهدف إلى القضاء على العنصرية استخدمت لتجريم السود بشكل أكبر.

فيما أضاف الأستاذ الجامعي لصحيفة The Independent: "للأسف، لم تُستخدم هذه القوانين دائماً لحماية السود؛ بل استخدمت لتجريمنا بشكل أكبر".

بينما قالت المحامية الدكتورة شولا موس-شوجباميمو إن المصطلح لا يصل إلى مستوى جريمة الكراهية، لكنها جادلت بأن "الاختلاس التعسفي لمصطلح (جوز الهند) من قبل هياكل العنصرية المؤسسية مثل الشرطة هو أمر متعمد ويهدف فقط لدفع أجندة التفوق الأبيض".

ففي العام 1967، وجهت المملكة المتحدة تهمة التحريض على الكراهية العنصرية إلى ناشط الحقوق السوداء مايكل إكس، الذي كان يُعرف حينها بـ "أشهر رجل أسود في بريطانيا"، بموجب نفس القانون المصمم لحماية هذه المجتمعات من التمييز.

 قد يهمك أيضاً: أغرب اعتقالات مظاهرات بريطانيا المؤيدة لفلسطين

تحميل المزيد