البنتاغون يختبر برنامجاً ذكياً يتوقع حركات العدو قبل تنفيذها.. يحاكي فيلماً هوليوودياً لـ”توم كروز”

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/03 الساعة 16:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/03 الساعة 16:17 بتوقيت غرينتش
وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن/ رويترز

ذكرت صحيفة The Times البريطانية، أن الجيش الأمريكي يختبر نظام ذكاءٍ اصطناعي متقدم يأمل في أن يستطيع التنبؤ بخطوات العدو المقبلة قبل حدوثها فعلياً بأيام، وذلك بعد أن وضعت وزارة الدفاع الأمريكية خطة جديدة أطلق عليها "تجارب الهيمنة المعلوماتية العالمية" (غايد)، وهو المشروع الذي  فتح الباب أمام فرص خوض حروبٍ تُشبه أفلام الخيال العلمي.

حسب تقرير للصحيفة البريطانية، الثلاثاء 3 أغسطس/آب 2021، فإنه على الرغم من كون التنبؤ بالمستقبل مهمةً شديدة الصعوبة، فإن التقدم في التكنولوجيا يضاعف من فرض زيادة التحوّل نحو استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في صنع القرار.

محاكاة لفيلم هوليوودي 

لأن الهدف هنا هو تحقيق "التفوق في عملية صنع القرار" بحسب الجنرال غلين فان هيرك، قائد القيادة الشمالية وقيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية، وكلاهما معنيٌّ بحماية أراضي الولايات المتحدة من أي هجومٍ للأعداء.

المتحدث نفسه أضاف في إفادةٍ أمام البنتاغون: "ما شهدناه هو قدرةٌ تتجاوز حدود رد الفعل، لتبلغ مرحلة الاستباقية، وأنا لا أتحدث هنا عن الاستباق بدقائق أو ساعات، بل يصل الأمر إلى أيام".

يُحاكي المشروع الذي تحدّث عنه الجنرال، والذي يجري تطويره منذ نحو عام، فيلم هوليوود الشهير Minority Report. وفي الفيلم، كان توم كروز شرطياً في قسم "استباق الجريمة"، حيث يجري اعتقال الأشخاص بناءً على التوقعات بسلوكياتهم الإجرامية مستقبلاً.

وتابع فان هيرك قائلاً إنّ النظام يُمثّل "تغييراً جوهرياً في طريقة استخدامنا للمعلومات والبيانات" من أجل تسريع عملية صنع القرار على المستويات التكتيكية والاستراتيجية، في نفس الوقت الذي تتحدّى فيه روسيا والصين بشكلٍ يومي الولايات المتحدة.

تجربة واقعية 

في أحدث ثلاث تجارب أجراها البنتاغون وقياداته القتالية الـ11، كانت إحدى نقاط تركيز التجارب تدور حول تخيّل تهديد بالاستيلاء على قناة بنما من جانب "منافسٍ نظير"، ما يُؤدي إلى تعطيل خط تواصل حيوي بالنسبة للخدمات اللوجيستية العسكرية الأمريكية.

خلال محاكاة الهجوم، استغلت أنظمة الذكاء الاصطناعي كتلة بيانات -بطريقةٍ يعصى على الإنسان استيعابها، للتنبؤ باحتمالات هجوم العدو، وذلك من خلال فحص الأنماط والتغييرات. وبمجرد انتباه الأنظمة لشيءٍ بارز غذى القادة المعلومات للأقمار الصناعية في مداراتها "من أجل إلقاء نظرةٍ فاحصة على ما قد يحدث في بعض المواقع بعينها. فالقدرة على رؤية الأيام التالية مقدماً يُوفّر مساحةً لاتّخاذ القرار".

في الماضي، كانت المعلومات السرية التي تُوفّرها المصادر الاستخباراتية -مثل الأقمار الصناعية- تستغرق أحياناً وقتاً طويلاً حتى يُدقّق فيها المحللون.

ثم أردف الجنرال: "والآن تستطيع الآلة إلقاء نظرة وإخبارك بعدد السيارات الموجودة داخل مرأبٍ ما بالتحديد، أو عدد الطائرات على أحد المدرجات، أو ما إذا كانت غواصةٌ تستعد لمغادرة مينائها، أو ما إذا كان هناك صاروخٌ على وشك الانطلاق. وكانت تلك الأشياء تستغرق أياماً أو حتى ساعات، لكنها اليوم لا تستغرق سوى ثوانٍ أو أقل من دقيقة".

لا يدور البرنامج حول أساليب جديدة لجمع المعلومات: "فالمعلومات موجودة الآن عبر الأقمار الصناعية، والرادارات، والقدرات الممكنة تحت سطح البحر، والإنترنت المعاصر، والقدرات الاستخباراتية الحديثة. وما نفعله هو أننا نُوفّر تلك المعلومات ونشاركها عبر سحابة لتصير متاحةً أمام التعلّم الآلي والذكاء الاصطناعي لتحليلها ومعالجتها بسرعةٍ كبيرة قبل تقديمها إلى صناع القرار. وهذا يمنحنا تحذيراً وقدرةً على الرد قبلها بأيام. وفي الماضي كنا لا نملك أحياناً محللاً للنظر إلى صور الأقمار الصناعية، لكننا اليوم نفعل ذلك في الوقت الفعلي".

تحميل المزيد