أعرب وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، الإثنين 26 يوليو/تموز 2021، عن انزعاجه من الارتفاع المقلق في حالات الانتحار بين الجنود الأمريكيين، وذلك بعد أن تم تسجيل زيادة حادة في حالات الانتحار خلال السنوات الماضية.
ففي عام 2020، توفي 385 جندياً في الخدمة بعد إقدامهم على الانتحار، وهو ما يمثل زيادة حادة عن الحالات البالغ عددها 326 التي سجلتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عام 2018، بحسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
اقرأ أيضاً
العوامل التي تدفعهم للانتحار
أوستن قال مطلع هذا الأسبوع في زيارة له لقاعدة إيلسون الجوية في ألاسكا: "أشعر بقلق بالغ من ارتفاع معدلات الانتحار، لا هنا فقط وإنما في الجيش الأمريكي بأكمله".
يُشار إلى أنه منذ 30 ديسمبر/كانون الأول، لقي ستة جنود على الأقل حتفهم في حوادث انتحار في ألاسكا.
وأضاف: "خسارة واحدة بالانتحار كبيرة جداً. ونحن نعمل جاهدين لحل هذه المشكلة، ولدينا المزيد لنفعله".
ووفقاً لوزارة الدفاع، فمن بين عوامل التوتر التي يتعرض لها الجنود طبيعة حياة الجيش الأمريكي المتقلبة. فقد أشار مسؤول أيضاً، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لصحيفة USA Today، إلى ضغط القادة العسكريين لزيادة أعداد الجنود لمواجهة تنامي النفوذ الصيني.
هذا وتواجه القوات المتمركزة في ألاسكا ظروفاً جوية قاسية وعزلة جغرافية واجتماعية، فضلاً عن التدريب والنشر المتكرر. ويواجه الجنود أيضاً، إلى جانب بقية السكان المدنيين في الولاية، ارتفاع تكاليف المعيشة وانتشار تعاطي الكحول واضطرابات النوم.
وعود للجنود بتحسين أوضاعهم
وقد وعد مسؤولون في الجيش، في زيارة لهم مطلع هذا العام لقاعدة عسكرية في فورت وينرايت في ألاسكا، بإجراء إصلاحات مهمة لتحسين ظروف حياة الجنود. وتعهد القادة الذين من بينهم سكرتير الجيش، رايان مكارثي، والرقيب مايكل غرينستون، برفع مستوى الثكنات والمطاعم والمرافق الرياضية، بالإضافة إلى تنفيذ "استثمارات طويلة الأجل".
وفقاً لقائد الجيش الأمريكي في ألاسكا، الجنرال بيتر أندريسياك، بدأ الجيش بالفعل في تنفيذ هذه التغييرات. وهي تشمل نظام نقل جديد يسهّل انتقال الجنود خلال أشهر الشتاء، وتمديد ساعات الصالة الرياضية إلى 24 ساعة في اليوم، وتحديث مرافق تناول الطعام وتزويدها بشبكة الإنترنت اللاسلكية وزيادة بدل الطعام اليومي الأساسي بنسبة 10% لتوفير خيارات أعلى جودة للجنود.
وفي يناير/كانون الثاني، أمر القادة العسكريون الأمريكيون أيضاً بالحد من ساعات بيع المشروبات الكحولية في القواعد الجوية في ألاسكا. وقالت القاعدة المشتركة Elmendorf-Richardson في منشور على فيسبوك: "خلصت العديد من الدراسات العلمية التي راجعتها المعاهد الوطنية للصحة إلى أن تقييد ساعات بيع الكحول استراتيجية فعالة للحد من استهلاك الكحول المفرط والأضرار المرتبطة به".
فضلاً عن التحسينات المادية، شدد المسؤولون في الجيش على ضرورة تحسين ظروف الصحة النفسية في القواعد العسكرية. ففي فبراير/شباط، زار فريق قيادي من قاعدة جوية في هاواي فورت وينرايت لعقد جلسات تقييم للجنود. وجاءت هذه الجلسات، التي تحدث فيها الجنود عن الصحة النفسية والخسائر والأحزان، بعد حادثتي انتحار في فورت وينرايت.
وفي زيارته الأخيرة لقاعدة إيلسون الجوية، دعا أوستن الجيش إلى عدم الخجل من طلب المساعدة في مشكلات الصحة النفسية. وقال: "الصحة النفسية صحة، انتهى… لذا، إن كنت تشعر بالألم، فلدينا الموارد اللازمة للمساعدة. وأعلم أن قادتنا هنا ملتزمون بتسهيل توفير هذه الموارد".