كشف تقرير شامل للأمم المتحدة عن حجم الطعام المهدور حول العالم، والذي يقدر بحوالي مليار طن سنوياً، مشيرة إلى أن نفايات الطعام أصبحت تشكل تأثيراً هائلاً على المناخ والبيئة على كوكب الأرض.
بحسب التقرير الأممي، الذي نشرته صحيفة The Independent البريطانية السبت 6 مارس/آذار 2021، فإن 17% من جميع الأطعمة المنتجة على مستوى العالم قد أُلقي في القمامة، أي بما يقدر بنحو 931 مليون طن.
تشير الصحيفة إلى أن هذا الوزن يعادل تقريباً 23 مليون شاحنة متلاصقة بوزن 40 طناً ومحملة بالكامل، وتكفي لتطويق الأرض سبع مرات.
فيما قال الباحثون إن تأثير إنتاج الطعام الذي يُلقى في القمامة فقط يمثل حوالي 10% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
ويرتبط حوالي 70% من مجموع نفايات الطعام بالمنازل، و16% بالتصنيع، و11% بالمطاعم والحانات والفنادق، و3% فقط بمتاجر البقالة.
أما على مستوى الأفراد، فهذا يعادل إلقاء كل شخص يعيش على هذا الكوكب 120 كيلوغراماً من الطعام كل عام.
تأتي هذه الأرقام ضمن تقرير مؤشر نفايات الطعام 2021 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) ومؤسسة Wrap الخيرية، الذي يأتي وسط جهود عالمية للحد من هدر الطعام إلى النصف بحلول عام 2030.
وهذا التقرير هو أشمل جمع وتحليل لبيانات نفايات الطعام حتى الآن، حيث يبحث في نفايات الطعام من منافذ البيع بالتجزئة والمطاعم والمنازل، ويحسب نسبة الطعام والأجزاء غير الصالحة للأكل مثل العظام والقشور.
حيث يرى التقرير أنه لو كان فائض الطعام دولة فسيكون لديها ثالث أعلى انبعاثات بعد الولايات المتحدة والصين فقط.
جهود للتقليل من نفايات الطعام
يقول ماركوس غوفر، الرئيس التنفيذي لمنظمة Wrap، التي أطلقت هذا الأسبوع أول أسبوع لنفايات الغذاء في المملكة المتحدة، بهدف تسليط الضوء على تأثير الطعام المهدر، إن التخلص من الطعام الصالح للأكل له تأثير "هائل" على البيئة.
وقال: "إذا ألقينا الطعام في القمامة فإننا نلقي كل الطاقة التي استخدمت في صنعه، وكل الكربون المنبعث. وخسارة كل هذا التنوع يكون دون أي فائدة".
وكانت الفكرة السائدة حتى الآن هو أن الدول الأكثر تقدماً هي المسؤولة عن الجزء الأكبر من الطعام المهدر من المنازل. لكن الباحثين وجدوا أن نفايات الطعام كبيرة في كل البلدان تقريباً، بغض النظر عن مستوى الدخل.
يقول غوفر إن المملكة المتحدة "تسبق العالم" في هذه المشكلة، بعد خفضها كمية الطعام المهدر بنسبة 27% منذ عام 2007.
وقال: "لم يفعل أي مكان آخر في العام شيئاً من هذا القبيل. المملكة المتحدة قطعت نصف الطريق في رحلتها لخفض نفايات الطعام الصالحة للأكل إلى النصف بحلول عام 2030".
ويقول نشطاء إن تقليل كمية الطعام المهدرة لن يقلل فقط من التأثير البيئي، بل سيساهم في حل مشكلة فقر الغذاء.
تقول إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: "الحد من هدر الطعام سيقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويبطئ تدمير الطبيعة الذي يسببه تحول الأراضي والتلوث، ويعزز توافر الغذاء، وبالتالي يقلل من الجوع ويوفر المال في وقت الركود العالمي".
وأضافت: "إذا أردنا التعامل بجدية مع مشكلة تغير المناخ، والطبيعة وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث والنفايات، فيتعين على الشركات والحكومات والمواطنين على مستوى العالم الالتزام بدورهم في الحد من هدر الطعام".