أمريكا ترتب سياساتها تجاه الشرق الأوسط.. تراجع اتفاقات التطبيع والأسلحة، وتشترط لعودة الاتفاق النووي

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/28 الساعة 05:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/28 الساعة 07:49 بتوقيت غرينتش
أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي/ رويترز

في أول مؤتمر صحفي له، كشف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء 27 يناير/كانون الثاني 2021، عن جملة من التغييرات، التي قد تكون شاملة للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، بما يتضمن ذلك مراجعة الوعود التي قطعتها إدارة ترامب للدول المطبّعة مع إسرائيل، وكذلك صفقات السلاح التي عقدت معها مؤخراً، كما أنه تعهد بالتزام بلاده الدائم بأمن إسرائيل. 

بلينكن أجاب الأربعاء في أول مؤتمر صحفي له كوزير للخارجية الأمريكية، بعد تسلّمه مهام عمله رسمياً، على عدد من الأسئلة المتعلقة بالأجندة السياسية للولايات المتحدة. 

التطبيع مع إسرائيل وصفقات السلاح 

ورداً على سؤال بشأن موافقات بيع الأسلحة التي قدمتها الإدارة الأمريكية السابقة للإمارات والسعودية، قال بلينكن إنهم يدعمون عملية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، وسيساهمون في العملية إذا لزم الأمر، إلا أنه تابع قائلاً: "في الوقت نفسه نريد أن نتأكد من أننا نفهم تماماً الوعود التي قُطعت لتحقيق هذه الاتفاقيات، وهذا ما ندرسه الآن".

أضاف قائلاً: "عندما يتعلق الأمر بقرارات بيع الأسلحة، فإن الإدارات المعينة حديثاً هي بشكل عام تسعى لمراجعة تلك القرارات لمعرفة ما إذا كانت ستساهم في الأهداف الاستراتيجية والسياسة الخارجية. وهذا ما نفعله بالضبط".

في وقت لاحق، قال بلينكن إن الولايات المتحدة تؤكد التزامها بأمن إسرائيل وستواصل العمل معها عن كثب لدفع السلام في المنطقة.

جاء ذلك في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي، أشاد فيه وزير الخارجية الأمريكي بما تحقق من تقدم في الآونة الأخيرة فيما يتعلق باتفاقات أبراهام وأكد اهتمام بلاده بالبناء على هذا التقدم.

وجاء في البيان: "أقر وزير الخارجية أشكينازي والوزير بلينكن بالشراكة الراسخة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وأكدا أن البلدين سيعملان معاً عن كثب في مواجهة التحديات المقبلة".

وكانت الإمارات مع البحرين وقّعتا في منتصف سبتمبر/أيلول 2020، على اتفاقيتين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، في احتفال جرى بالبيت الأبيض بمشاركة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وسط رفض فلسطيني واسع.

ولاحقاً، أعلن السودان والمغرب عن تطبيع علاقاتهما مع إسرائيل.

العقوبات المفروضة على الحوثيين

في سياق آخر، ورداً على سؤال حول القضايا التي أعطيت الأولوية في سياسات الإدارة السابقة، أشار بلينكن إلى أن التركيز ينصب على قرار إدراج الحوثيين في اليمن على قوائم التنظيمات الإرهابية الأجنبية.

كما ذكر بلينكن أن الحوثيين نفذوا العديد من الهجمات في اليمن بعد السيطرة على العاصمة صنعاء، وتسببوا في فراغ السلطة الذي سدته الجماعات الإرهابية في البلاد ، مضيفاً: "في الوقت ذاته رأينا أن العملية انطلقت بقيادة السعودية (في إشارة للتحالف العربي) ساهمت في أكبر أزمة إنسانية نراها في العالم اليوم". 

كما شدد الوزير الأمريكي على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية لليمن، متابعاً: "الخطوات التي نتخذها لا ينبغي أن تكون عقبة أمام إيصال المساعدات الإنسانية؛ حيث إن 80% من سكان اليمن يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون".

وأردف قائلاً: "لذلك نريد التأكد من أن الخطوات التي نتخذها، بما في ذلك تحديدنا جهة ما منظمة إرهابية، لا تجعل من الصعب وصول المساعدات الإنسانية هناك".

الاتفاق النووي مع إيران

أما بشأن الاتفاق النووي مع إيران، فقال وزير الخارجية الأمريكي: "إذا امتثلت إيران بالكامل للاتفاق سنقوم بنفس الأمر"، مؤكداً أن إدارة بايدن ستبحث مع حلفائها اتفاقاً أطول مدة وأقوى مع طهران.

جاء رداً على سؤال بشأن تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من قبل وقال فيها إنه إذا قامت إيران بدورها بموجب الاتفاق النووي، فإن واشنطن ستقوم بتنفيذ ما يقتضيه الاتفاق.

وأضاف قائلاً: "سوف نستخدم هذا منصة لحلفائنا لبناء اتفاقيات أطول وأقوى بشأن القضايا الإشكالية الأخرى في العلاقات مع إيران. لكننا الآن بعيدون عن هذه النقطة"، كما أشار الوزير إلى أن الولايات المتحدة ستعيد النظر في سياستها وفرضياتها، مضيفاً: "إذا قبلت إيران الامتثال للاتفاق مجدداً، سنعود نحن كذلك إليه".

ملف الصين والإيغور

وفي شأن آخر، جدد الوزير تأكيده على أن تقييمه لما ترتكبه الصين بحق أتراك الإيغور، يعتبر بمثابة "إبادة" وتسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية منذ عام 1949، وهو موطن أقلية الإيغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم "شينغيانغ"، أي "الحدود الجديدة".

وفي أغسطس/آب 2018، أفادت لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة بأن الصين تحتجز نحو مليون مسلم من الإيغور في معسكرات سرية بتركستان الشرقية.

وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريراً كشف وثائق حكومية صينية مسربة، احتوت تفاصيل قمع بكين لمليون مسلم من "الإيغور"، ومسلمين آخرين في معسكرات اعتقال إقليم تركستان الشرقية.

كما تفيد إحصاءات رسمية بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليوناً من الإيغور، فيما تقدر تقارير غير رسمية عدد المسلمين بقرابة 100 مليون.

تحميل المزيد