لم تسبب أمراض القلب أو الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي ذعراً عالمياً كما فعل فيروس كورونا المستجد، الذي يسبب وفيات يومية تقدر بالآلاف على مستوى العالم، لكن الحقيقة الصادمة تقول إن وفيات فيروس كورونا تعتبر متواضعة إذا ما قورنت بوفيات أمراض شائعة أخرى كداء السكري وأمراض الكبد على سبيل المثال.
إذ تشير الرسوم البيانية المأخوذة عن قاعدة بيانات "Our World in Data" إلى أن العدد الإجمالي للوفيات في أنحاء العالم، لأسباب مختلفة – عدا الفيروس المستجد – عدد لا يستهان به كذلك.
إليكم هذه الإحصائيات التي وردت في موقع Visual Capitalist الكندي:
وفيات فيروس كورونا ليست الأعلى على مستوى العالم
يموت قرابة 150 ألف نسمة في العالم يومياً، وفقاً لآخر دراسة شاملة نُشرت عام 2017.
فما هي إذاً أخطر الأمراض التي تسبب الوفاة، وكم عدد الذين يموتون على إثرها كل يوم؟
إليكم متوسّط عدد الذين يموتون يومياً، مُرتّباً حسب سبب الوفاة:
1- أمراض القلب والأوعية الدموية (48742)
2- السرطان (26181)
3- أمراض الجهاز التنفسي (10724)
4- التهابات الجهاز التنفسي السفلي (7010)
5- الأمراض النفسية والعقلية (6889)
6- أمراض الجهاز الهضمي (6514)
7- أمراض حديثي الولادة (4887)
8- أمراض الإسهال (4300)
9- داء السكري (3753)
10- أمراض الكبد (3624)
إجمالي الوفيات اليومية: (147118)
مثلما تبيّن أعلاه، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفيات حول العالم.
ومع ذلك، لا ينعكس احتلالها الصدارة في تصوراتنا حول الموت ولا في وسائل الإعلام، على عكس ما حدث بسبب جائحة كورونا.
ورغم أن حصيلة الوفيات بسبب فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) قد بلغت ذروتها في عام 2004، ما زال المرض يودي بحياة الكثيرين في وقتنا هذا؛ إذ يتسبب الإيدز في أكثر من 2600 حالة وفاة يومياً في المتوسط.
ومن المثير للاهتمام أن الإرهاب والكوارث الطبيعية يتسببان في عدد ضئيل للغاية من الوفيات بالمقارنة مع الأسباب أخرى.
ومع ذلك، يمكن أن تختلف هذه الأرقام من يوم لآخر -ومن عام لآخر- حسب شدة كل حالة على حدة.
أعلى نسبة وفيات في العالم
حسبما ورد في إحصائيات عام 2017، تشهد كل من الصين والهند أكثر من 25 ألف حالة وفاة في اليوم الواحد، نظراً لعدد سكان البلاد الهائل.
وبالنظر إلى ما تُسجّله روسيا من حصيلة وفيات يومياً، ويقدّر بوفاة 34.7 حالة من بين كل مليون شخص يومياً، فإنها تشهد أعلى نسبة وفيات في العالم مقارنة بعدد السكان يومياً.
هل أرقام وفيات فيروس كورونا دقيقة؟
بالرغم من أن أمراضاً عديدة تسبب حالات وفاة يومية أعلى أو شبيهة بمعدلات وفيات فيروس كورونا، فإننا مع ذلك لا نستطيع أن نقارن هذه الأرقام في الوقت الحالي مع أعداد الوفيات الناجمة عن الفيروس.
والحقيقة هي أن الكثير من المعلومات التي ذُكرت أعلاه بشأن معدلات الوفاة تستند إلى عينات مُتسقة وهائلة من البيانات.
على الجانب الآخر، منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا المستجد بوصفه جائحة في 11 مارس/آذار 2020، كانت الوفيات المؤكدة يومياً تتراوح على نطاق واسع بين 272 و 10520 يومياً، دون مؤشّرات عمّا قد يحدث في المستقبل.
علاوة على هذا التباين، فإن البيانات المتعلقة بحالات الوفاة بين صفوف الذين تأكّدت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد تتسم بخصائص أخرى.
على سبيل المثال، قد تتباين معدّلات إجراء اختبار الكشف عن الفيروس بين الدوائر المختلفة، وثمّة خلافات أيضاً بين الجهات المعنية حول طريقة حساب الوفيات في المقام الأول.
وهذا يجعل الحصول على صورة دقيقة تصف الوضع الحالي أمراً بالغ التعقيد.
رغم استحالة معرفة الحصيلة الحقيقية للوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد، فمن الواضح أنه في بعض البلدان ازدادت معدلات الوفيات اليومية بنسبة 50% أو أكثر بالمقارنة بالمتوسّط المسجل تاريخياً في فترات زمنية سابقة.
إن تحديد عدد قتلى فيروس كورونا بدقّة يتطلّب المزيد من الوقت والمزيد من التقصّي، لذا لا نستطيع اليوم أن نقول إن الصورة مكتملة لدينا بخصوص وفيات هذه الجائحة.