كورونا وكبار السن.. إرشادات صحية تجنباً لإصابة الأقارب فوق 60 عاماً

قد يصيب فيروس كورونا المستجد أي شخص، لكن كبار السن -الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فما فوق- هم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/03/16 الساعة 20:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/25 الساعة 20:35 بتوقيت غرينتش
هناك احتمالات للإصابة بالفيروس في سن أصغر لكنه يُشكّل خطورة أكبر إذا أصاب كبار السن لأن جهاز المناعة يضعف مع تقدم العمر/ istock

قد يصيب فيروس كورونا المستجد أي شخص، لكن كبار السن -الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فما فوق- هم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة.

تنطبق بعض النصائح على كل مرحلة عمرية، لكن ثمة تدابير احترازية مُحدّدة يتعيّن على كبار السن اتخاذها لحماية صحتهم.

نستعرض في هذا التقرير توصيات مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) لتجميع ما يحتاج الأشخاص، الذين يبلغون 60 عاماً فما فوق، إلى معرفته بشأن فيروس كورونا المستجد.

ولكن لا بد من الإشارة إلى أن التوصيات الخاصة بفيروس كورونا المستجد قد تتغير مع توافر معلومات جديدة لدى المسؤولين، لذا لا بد من متابعة السلطات الصحية للتعرف على آخر المستجدات.

كورونا وكبار السن.. ما احتمال الإصابة؟

يقول مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها إنَّ كبار السن والأشخاص، الذين يعانون من مرض مزمن حاد هم على الأرجح الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات شديدة جراء فيروس كورونا.

يُعرّف خبراء الأمراض المعدية كبار السن بأنهم أي شخص يبلغ من العمر 60 عاماً أو أكثر، لذا يتعيَّن على الأشخاص في تلك الفئة العمرية توخي الحذر.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور سمير سينها، مدير طب الشيخوخة في شبكة الصحة الجامعية في تورنتو، إنَ هناك احتمالات للإصابة بالفيروس في سن أصغر لكنه يُشكّل خطورة أكبر إذا أصاب كبار السن لأن جهاز المناعة يضعف مع تقدم العمر.

قد يتعيّن على الأشخاص، الذين تزيد أعمارهم على 80 عاماً، توخي مزيد من الحذر. 

ووجد تقرير نُشر في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA)، والذي فحص أكثر من 72 ألف مريض صيني مصاب بفيروس كورونا، أن إجمالي معدل الوفيات بلغ 2.3%، في حين ارتفع معدل الوفيات إلى 15% في البالغين فوق سن 80 عاماً.

إذا كنت تعيش في مجتمع يتفشى فيه المرض، فهذا يعني أنك أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى وينبغي لك اتّباع النصائح المذكورة أدناه.

ما الإجراءات الاحترازية التي ينبغي اتباعها حالياً؟

تنصح الدكتورة كارلا بيريسينوتو -الأستاذة المشاركة في قسم طب الشيخوخة بكلية الطب جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو- بإلغاء جميع المواعيد غير الضرورية.

وتقول لشبكة CNN:

– إذا لم تكن هناك ضرورة ملحة، ينبغي تأجيل كل زياراتك الطبية سواء كانت فحصاً دورياً أو موعد متابعة حالتك الصحية المستقرة أو أي إجراء اختياري آخر.

– فكَّر في التواصل عبر إجراء مكالمة هاتفية أو مكالمة فيديو إذا كان لديك موعد مهم قادم لا يمكن تأجيله. تتيح تقنية الرعاية الصحية عن بُعد للأطباء التحدث مع المرضى، الذين قد لا يستطيعون مغادرة منازلهم.

– أخبر أحد الأصدقاء أو الأقارب أو الجيران أو زملاء العمل إذا كنت تشعر بالقلق بشأن احتمالية إصابتك بالمرض؛ وحدّد اسم أحدهم باعتباره جهة اتصال في حالة الطوارئ، بحيث يمكن الاتصال به لطلب المساعدة.

بخلاف ذلك، افعل ما ينبغي فعله أثناء موسم الإنفلونزا العادية: اغسل يديك بطريقة صحيحة (بالماء الجاري والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية)، استخدم معقم اليدين عندما لا يتوفر الماء والصابون، مع الأخذ بعين الاعتبار أنَّ الماء والصابون هما الخيار الأكثر فاعلية.

ما الأشياء التي ينبغي تخزينها؟

يوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بتخزين ما يكفيك "لفترة طويلة" من منتجات البقالة ومستلزمات النظافة الشخصية والصحية. 

لا يوجد جدول زمني لتفشي فيروس كورونا، لذا فكّر في الأمور الأساسية.

– خزّن كميات كافية من معجون الأسنان والمطهرات وفلاتر المياه وما إلى ذلك.

– قم بإعداد وجبات طعام جاهزة للأكل وجمّدها إذا كنت قلقاً بشأن الطعام.

وفي هذا الصدد، تقول الدكتورة كارلا بيريسينوتو إنَّ تخزين الأدوية لا يعد خطوة منطقية دائماً. تستطيع بدلاً من ذلك شراء ما يكفيك من أدوية وصفتك الطبية لمدة 90 يوماً. 

إذا لم يكن ذلك ممكناً، يقترح مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها طلب أدوية عبر الإنترنت.

كيفية تغيير الأنشطة اليومية؟

يتعيّن على كبار السن الذين يعيشون في مجتمعات ينتشر فيها الفيروس اتّخاذ احتياطات إضافية.

– تجنّب الأماكن العامة التي قد تتجمع فيها حشود أو المباني سيئة التهوية، حيث يزيد خطر انتقال العدوى.

– لا داعي لعزل نفسك عن الحياة العامة تماماً. فقط كن منتبهاً وحذراً أثناء وجودك في أماكن عامة.

– يقول الدكتور سمير سينها إن كبار السن يجب أن يحافظوا على ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي، وهذا ما ينبغي لهم فعله في أي وقتٍ آخر من العام.

مرة أخرى، من الضروري غسل اليدين باستمرار وبطريقة صحيحة قبل وأثناء وبعد أي تعامل مع الآخرين أو الوجود في أماكن عامة. 

كيفية التعامل مع رحلات السفر؟

ينصح مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بإلغاء رحلات السفر الجوية غير الضرورية لكبار السن. وقد خفّض العديد من شركات الطيران الأمريكية بالفعل جداول رحلاتها للأشهر القليلة المقبلة.

ويجدر الابتعاد أيضاً عن سفن الرحلات السياحية في الوقت الحالي، فركّاب السفن السياحية معرّضون لخطر نقل العدوى من شخص لآخر بدرجة متزايدة في تلك المساحة الضيقة، لذا إذا كنت قد خططت بالفعل لرحلة بحرية، يُفضّل أن تلغيها.

ما الذي تحتاج إلى معرفته بشأن العزل المنزلي؟

يوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بضرورة بقاء الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة، في المنزل قدر الإمكان؛ وأن يفرض الأشخاص، الذين يعتقدون أنّهم مصابون بفيروس كورونا، على أنفسهم عزلة ذاتية.

لكن العزلة طويلة المدى قد تكون ضارة للغاية. تدرس كارلا بيريسينوتو آثار العزلة الاجتماعية على كبار السن، وتقول إن الوحدة والاكتئاب يُشكّلان خطورة كبيرة فيما يتعلّق بمعدلات الوفاة في تلك الفئة العمرية".

وقالت كارلا: "لا أعتقد أن خيار الابتعاد تماماً عن التواصل الاجتماعي حلاً مناسباً. نعم، نحتاج إلى توخي الحذر فيما يخص الصلات الاجتماعية، لكن علينا أيضاً أن نكون حريصين على عدم عزل المزيد من هؤلاء كبار السن لأن التداعيات قد تكون وخيمة للغاية".

لذا، ينبغي لك اتّباع الآتي إذا كنت بحاجة إلى عزل نفسك:

– لا تقطع الاتصال بالعائلة أو الأصدقاء.

– ابق على اتصال معهم لإطلاعهم على آخر تطورات حالتك وكبح مشاعر الملل.

وتقول كارلا إنَّه لا مشكلة في التواصل مع محيطك الاجتماعي والاندماج معه إذا لم يكن أياً من الأعضاء الآخرين مريضاً.

يتعيّن عليك فقط توخي الحذر والتأكد من غسل يديك جيداً بالماء والصابون بصورة متكررة.

ما يمكن لعائلتك فعله؟

يجب على عائلتك التفكير في المستقبل إذا أرادوا مساعدتك.

توصي الدكتورة كارلا بأن يوفر أفراد أسرة وأصدقاء وجيران كبار السن بعض المخزون في حال احتاج كبار السن إلى العزل الذاتي في المنزل.

– إذا لم يكن لدى هذا الشخص المُسنّ ما يحتاجه لقضاء فترة طويلة في المنزل، ساعده في تجهيز قائمة المستلزمات.

– إذا أخذ مقدم الرعاية الخاص به إجازة مرضية، تأكد من وضع خطة تضمن توافر شخص آخر قادر على الحضور لتقديم الرعاية اللازمة في حال احتاج إليها.

– إذا كان لديه موعد أو استشارة عن بُعد مع أحد الأطباء، تأكد من تدريبهم على تقنية التواصل عن بعد ووضّح لهم كيفية استخدامها للتحدث مع طبيبهم.

تقول كارلا بيريسينوتو إن الاستعداد والبقاء على اتصال قد يساعد على إبقاء العائلات متصلة إذا احتاج أحد الأفراد الأكبر سناً إلى العزل.

وبطبيعة الحال، لا ينبغي لأفراد الأسرة المرضى الخروج لزيارة آخرين، والالتزام بالتواصل عن بعد عبر مكالمة هاتفية أو مكالمة فيديو. وإذا كانت هناك احتمالية أن أحد أفراد الأسرة الأصغر سناً السليم صحياً قد تواصل مباشرةً مع شخص مصاب بفيروس كورونا، يجب أن يعزل نفسه ويتجنب رؤية أفراد العائلة الأكبر سناً المعرضين للإصابة بدرجة خطيرة.

ما ينبغي مراعاته في دور رعاية المسنين؟

يقول الدكتور سمير سينها إنه من الطبيعي أن تكون خائفاً على ذويك الموجودين في دور رعاية المسنين والمرافق التي تقدم خدمات الرعاية طويلة الأجل، حيث يعيش كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة معاً في مساحة ضيقة.

لكن الأخبار الجيدة تتمثّل في أن معظم دور رعاية المسنين ومرافق الرعاية طويلة الأجل تكون مُعدة جيداً لمواجهة الجوائح.

يوفر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تدريباً للعاملين في مرافق الرعاية طويلة الأجل بشأن كيفية العمل أثناء تفشي الأوبئة. 

ما ينبغي فعله عند زيارة أحبائك في دور رعاية المسنين؟

لا يوصي مركز السيطرة على الأمراض بفرض حظر شامل على دخول الزائرين، باستثناء أولئك الذين تظهر عليهم أعراض اعتلال في الجهاز التنفسي، مثل السعال والعطس. 

وبالفعل حظرت بعض مرافق الرعاية طويلة الأجل دخول الزائرين من أجل حماية مرضاهم. اتصل بالمنشأة قبل الذهاب لمعرفة سياستها الحالية والبحث عن وسيلة بديلة للاتصال بين المقيمين داخلها وبقية أفراد أسرهم في الخارج.

تحميل المزيد