يجب ألا نتجاهل آلام الصدر. فإذا كان الشخص يعاني ألماً بالصدر الأيسر، فقد يشير هذا إلى حدوث أزمة قلبية، ولكن الألم في هذا الموضع لا يدل دائماً على مشاكل بالقلب. هناك أسباب أخرى.
فما الأسباب والأعراض المحتملة لآلام الصدر على الجانب الأيسر من الجسد.
متى نستدعي مساعدة الطوارئ؟
قد يكون من الصعب تحديد مدى كون ألم الصدر علامة على حدوث نوبة قلبية.
وبحسب ما نشره موقع Medical News Today، هناك ثلاثة مؤشرات على أن ألم الصدر قد لا يكون نوبة قلبية:
- منطقة محددة: إذا كان الألم يأتي من مكان معين بالجسم، فمن غير المرجح أن يكون السبب هو النوبة القلبية.
- تفاقم الألم: ألم الصدر المرتبط بالنوبة القلبية لا يزداد سوءاً عند التنفس.
- مناطق مختلفة: قد ينتشر ألم الصدر المرتبط بنوبة قلبية إلى منطقة عظام الكتف، وإلى الذراعين، والفك، لكنه لا ينتقل من جانب إلى آخر.
إذا اعتقد أحد الأشخاص أنه قد يكون مصاباً بنوبة قلبية، فيجب عليه الاتصال بالطوارئ فوراً وطلب الحصول على رعاية طبية فورية. ويجب ألا يحاول نقل نفسه إلى المستشفى.
وتشمل علامات تعرُّض الشخص لنوبة قلبية ما يلي:
- ألم أو ضيق بالصدر يبدأ عادةً في منتصف الصدر ثم يتشعب.
- الشعور بالدوار.
- الشعور بالإغماء.
- غثيان.
- ألم قد يمتد من الصدر إلى الذراعين أو الرقبة أو الفك أو الكتفين.
- ضيق في التنفس.
- التعرق.
وتعد النساء أكثر عرضة من الرجال لتجربة أعراض، مثل الغثيان والقيء والشعور بالتعب والألم في الظهر أو الفك.
آلام الجهاز الهضمي
يعد الارتجاع الحمضي وداء الارتجاع المعدي المريئي (GERD) من الأسباب الشائعة لألم جانب الصدر الأيسر.
وتحدث هذه الحالات عندما يخرج الحمض من المعدة إلى المريء.
والنتيجة هي إحساس بالحرقان يمتد عبر الصدر وقد يحدث على أحد الجانبين.
وقد تشمل الأعراض الأخرى:
- شعور بالحرقان في الصدر.
- صعوبة في البلع.
- طعم حامضي في الفم.
تمزق المريء
يعرف انثقاب أو تمزق المريء بأنه حالة طبية طارئة قد تسبب آلاماً غير قلبية في الصدر.
وتحدث هذه الحالة عندما يتمزق الأنبوب الذي يربط الفم بالمعدة. ويتيح ذلك تسرُّب الطعام أو السوائل من الفم إلى الصدر وحول الرئتين.
تشمل أعراض تمزق المريء:
- تنفس أسرع.
- ألم في الصدر.
- حمى.
- غثيان.
- القيء، وضمن ذلك القيء الدموي.
في بعض الأحيان، قد يعاني الشخص هذا النوع من الإصابات بعد القيء الشديد أو التعرض لصدمات جسدية حول المريء.
إصابات الجهاز العضلي الهيكلي
هناك عديد من أنواع الإصابات التي تلحق بالأنسجة الرخوة أو العظام في الصدر والتي يمكن أن تسبب ألماً في جانب الصدر الأيسر.
ومن الأمثلة على ذلك وجود ضلع مكسور أو التهاب الغضروف الضلعي، وهو التهاب في الغضروف المحيط بضلع ما.
إذا تعرَّض شخص لنوع من الصدمات، مثل السقوط أو حادث سيارة، فقد تؤدي هذه الإصابات إلى ألم في الصدر.
تتضمن بعض العلامات التي تشير إلى حدوث إصابة في الجهاز العضلي الهيكلي ما يلي:
- سماع تكسُّر الضلوع أو الشعور به.
- تفاقم الألم عادة عند التنفس.
- تورم أو ألم في منطقة معينة.
- كدمات واضحة.
التهاب التامور
التهاب التامور حالة طبية تنتج عن التهاب غشاء التامور، وهو النسيج الذي يحيط بالقلب.
فعادة ما تنزلق طبقات الأنسجة بعضها فوق بعض، وهو ما يسمح للقلب بأن يدق. ومع ذلك، إذا أصبحت الطبقات ملتهبة، فقد يعاني الشخص ألماً في الجانب الأيسر من الصدر.
تتضمن الأعراض الإضافية لالتهاب التامور ما يلي:
- السعال.
- الشعور بالتعب.
- خفقان القلب أو سرعة ضربات القلب بشكل عرضي.
- تورم الساق.
- حمى منخفضة الدرجة.
- ألم حاد في الصدر يكون عادة أسوأ عند الشهيق.
- ضيق في التنفس.
قد يعاني الشخص عادة التهاب التامور بعد الإصابة بمرض ما، مثل التهاب الجهاز التنفسي العلوي.
التهاب الجنبة
يُعرف التهاب الجنبة بأنه حالة تصاب فيها الأنسجة المحيطة بالرئتين بالالتهاب. وهذا يمكن أن يسبب ألماً في الصدر، خاصة عند التنفس.
قد تشمل الأعراض الأخرى:
- سعال جاف.
- ضيق في التنفس.
- ألم في الكتف.
قد تؤدي مجموعة متنوعة من الحالات إلى التهاب الجنبة، مثل الأنفلونزا أو العدوى البكتيرية.
الاسترواح الصدري
استرواح الصدر هو حدوث انكماش للرئتين.
قد يحدث هذا تلقائياً، حيث ينكمش جزء صغير من الرئة أو تنكمش الرئة بالكامل تقريباً.
أعراض استرواح الصدر تشمل:
- الشعور بالتعب بسهولة.
- التنفس يصبح أكثر إيلاماً عند أخذ نفس عميق أو السعال.
- سرعة ضربات القلب.
- ضيق في التنفس.
- ألم حاد مفاجئ في الصدر.
- الشعور بضيق الصدر.
إذا كان انكماش الرئة كبيراً جداً، فقد يحتاج الشخص إدخال أنبوب صدري؛ لإعادة نفخ الرئة والمساعدة في ابقائها مفتوحة بينما تتعافى.
الشدُّ العضليُّ
من الممكن أن يخطئ شخصٌ ما في الألم الناتج عن توتر عضلة الصدر وألم الأزمة القلبية.
فإذا كنتَ غيرَ معتادٍ على رفع الأشياء، حتى البسيطة منها، فهذا قد يعرِّضك للإصابة بشدٍّ عضليٍّ في منطقة الصدر، مع ممارسة التمارين الرياضية، أو عند رفع قطعة أثاث بالمنزل.
قاعدة جيدة قد تجعلُك قادراً على التفريق بين الألَمَيْن؛ تتمثل في أنَّه إذا ضغطت على جدار الصدر وشعرتَ بمزيدٍ من الألم، فمن المحتمل أن تكون إصابة عضلية هيكلية.
نوبة الهلع
الإصابة بنوبة الهلع يمكن أن تسبب آلام الصدر، كما تشمل الأعراض سرعة ضربات القلب، والتعرق، والغثيان، والدوخة، وقد يظن المصاب أنه يعاني نوبة قلبية.
تميل نوبات الهلع إلى الظهور فجأة دون سابق إنذار، وقد تكون عرضة لها إذا كان لديك أحد بالأسرة لديه سجل من نوبات الهلع، أو إذا كنت تتعامل مع تغيرات كبيرة في الحياة والإجهاد المستمر، أو أنك نجوت منذ فترة قصيرة من حادث.
تشخيص الآلام في الصدر
يوجد عديد من الأسباب المحتملة لألم جانب الصدر الأيسر.
سيضع الطبيب في حسبانه التاريخ الطبي للشخص المصاب والأعراض عند إجراء التشخيص. وقد يجري الطبيب أيضاً فحصاً بدنياً على الصدر والقلب والرئتين والعنق والبطن.
وبعد الفحص البدني، قد يطلب الطبيب مجموعة متنوعة من الاختبارات، وضمن ذلك:
- تخطيط كهربائية القلب (رسم القلب).
- الأشعة السينية.
- عد دموي شامل (CBC).
- تصوير الأوعية الرئوية المحوسب (CTPA).
- والموجات فوق الصوتية.
لذا، إذا تمكن الشخص من تحديد مكان ألم الصدر في جانبه الأيسر، فمن غير المرجح أن تكون الأزمة القلبية هي السبب الكامن وراء ذلك.
وإذا كانت الأعراض شديدة أو كان المصاب يعاني صعوبة في التنفس، فعليه طلب الرعاية الطبية فوراً.